بدأت ممكلة معين في 1200 ق.م، وأرجح القول أنها استمرت حتى 600 ق. م، وأُقيمت مملكة معين في منطقة الجوف بين نجران وحضرموت، وذلك في الألف الثاني قبل الميلاد، وكانت مملكة معين على قدر عظيم من القوة والثراء، حيث وردت الأخبار من المؤرخين اليونانين أن نفوذها امتد إلى شمال جزيرة العرب، وكان للمعينيين لغة خاصة بهم، حيث استخدموا الأبجدية الفينيقية لتدوين لغتهم ونقلها للحضارات الأخرى.[١][٢]


أين نشأت وازدهرت حضارة معين

يمكن معرفة موقع نشأة وازدهار حضارة معين بما يلي:[٣][٤]

  • نشأت مملكة معين في شمال مملكة سبأ بالقرب من طريق القوافل القادمة من حضرموت شرقاً وسبأ جنوباً، وكانت تتجه القوافل البرية منها إلى الشمال.
  • بدأت حضارة معين في اليمن لكنها امتدت وتوسعت حتى وصلت مصر وحوض البحر الأبيض المتوسط.
  • اتخذت مملكة معين من (قرنا أو قرنوا) عاصمة لها، ومن أبرز مدنها نشق، ويرافش، وكمتنا.


أسباب ازدهار حضارة معين

ازدهرت حضارة معين لعدة أسباب نذكر منها ما يلي:[٣]

  • الموقع الجغرافي: لعل من أهم أسباب ازدهار حضارة معين موقعها الجغرافي المتميز، حيث أنّ أرضها كانت منبسطة وخصبة؛ مما سهّل جريان الماء فيها بشكل دائم، وكانت أراضي مملكة معين تُسقى من وادي الخارد الذي يبلغ عرضه مترين وعمقه مترًا، وقد ساهم هذا الموقع بنشوء النشاط الزراعي القوي في المنطقة، وزراعة مختلف أنواع الأشجار التي شكلت مصدرًا غذائيًا رئيسيًا لسكان المنطقة، ووسيلة للتجارة مع الممالك الأخرى.
  • الموقع الإستراتيجي: تمتّعت مملكة معين بموقع إستراتيجي مميز؛ لقربها واتصالها بالمناطق الشمالية في منطقة شبه الجزيرة العربية، مما جعلها مركزاً قوياً لمرور القوافل التجارية بين الممالك شمالاً وجنوباً، حيث سيطرت على هذه الطرق، ونظّمت سير تلك القوافل.
  • تجارة حضارة معين
  • احتكر المعينيون تجارة جنوب شبه الجزيرة العربية مع البلاد الشمالية في خطوط التجارة البرية.
  • توسعت التجارة المعينية شمالاً وجنوباً حتى وصلت إلى سوريا ومصر، حيث وُجدت آثار نقوش معينية في مصر دلت على التجارة القوية التي أُقيمت في ذلك الوقت.
  • تاجر المعينيون بمختلف أنواع المنتجات، حيث كان يتم تبادل المسك، وقصب الطيب مع مصر مقابل الأقمشة المصرية.
  • تاجر المعينيون بالمنتجات اليمانية كالتوابل، والبخور والعطور، التي درت عليها أرباحاً طائلة، حيث كان يتم تصديرها إلى بلاد البحر المتوسط، وبلاد الهلال الخصيب.


أسباب تراجع وسقوط حضارة معين

تراجعت مملكة معين تدريجيًا بسبب الحروب المتتالية بينها وبين دولة سبأ، حيث بدأت تلك الحروب بالهجوم السبئي على قوافل التجارة المعينية، وعلى الرغم من أن الدولة المعينية قد عقدت بعض التحالفات مع الدويلات الأخرى؛ لدرأ الهجوم السبئي عنهم خاصة أن العلاقة القوية السابقة بين سبأ ومعين انقلبت إلى عداوة، إلا أنّ مملكة معين لم تستطع ذلك، واستمرت الحروب بينهما إلى أن انهارت دولة معين بشكل نهائي.[٥]


المراجع

  1. شوقي ابو خليل، حضارة معين&dq=مملكة حضارة معين&hl=en&sa=X&ved=2ahUKEwjXsd6Yj-XwAhUqhv0HHZd1Aa8Q6AEwB3oECAYQAg الحضارة العربية اللإسلامية وموجز عن الحضارات السابقة، صفحة 173. بتصرّف.
  2. أحمد فؤاد باشا، حضارة معين&dq=مملكة حضارة معين&hl=en&sa=X&ved=2ahUKEwjXsd6Yj-XwAhUqhv0HHZd1Aa8Q6AEwCXoECAcQAg التراث العلمي للحضارة الإسلامية ومكانته في تاريخ العلم والحضارة، صفحة 15. بتصرّف.
  3. ^ أ ب حوراء فلاح، ميساء حامد (2018)، "ممالك بلاد اليمن"، جامعة القادسية /كلية الآثار، صفحة 21-24. بتصرّف.
  4. مكتبة البحوث في دار الفكر، حضارة معين&hl=en&sa=X&ved=2ahUKEwj3pq3Wl-XwAhXH_rsIHeRwD344ChDoATACegQICRAC#v=onepage&q=مملكة حضارة معين&f=false الموسوعة العلمية الشاملة شعوب وأعراق أنظمة وقوانين، صفحة 123. بتصرّف.
  5. منير عربش، "منشأ المعينيين وتاريخ ظهور مملكة معين في جنوب جزيرة العرب من خالل نقش جديد من القرن الثامن قبل الميالد"، اكاديمية، صفحة 84. بتصرّف.