الفن في عصر أخناتون في مصر القديمة

يعد أخناتون أحد الفراعنة من الأسرة 18 في المملكة المصرية الجديدة، والذي حكم من 1353 إلى 1336 قبل الميلاد، وكان يُعرف باسم أمنحتب الرابع (أمينوفيس الرابع)، هذا واستمر حكمه بصفته أمنحتب الرابع خمس سنوات اتبع خلالها سياسات والده، والتقاليد الدينية المعروفة في مصر، وفي السنة الخامسة خضع لتحول ديني، وغير عبادته من عبادة آمون إلى عبادة آتون، وفي ذلك الوقت أصبح مشهورًا باعتباره الملك الذي ألغى الشعائر الدينية التقليدية في مصر، وأسس أول ديانة توحيدية معروفة في العالم، ويعرف عهد أخناتون باسم فترة العمارنة، لأنه نقل عاصمة مصر من الموقع التقليدي في مدينة طيبة إلى المدينة التي أسسها وهي مدينة أخيتاتن، والتي أصبحت تُعرف باسم العمارنة أو تل العمارنة.^[١]

فن عصر أخناتون

يعد أسلوب العمارنة أسلوباً مختلفاً للفن المصري الذي أنشأه أخناتون في عهده، حيث كان التغيير الذي أحدثه أخناتون للحياة الفنية والدينية لمصر القديمة جذريًا، حتى ولو أنه لم يدم طويلًا، وقد تركزت ابتكاراته على دين جديد يقوم على عبادة آتون المتمثل بقرص الشمس، ويتم الإشارة إلى جميع العناصر الفنية التي أدخلها أخناتون في زخرفة معابد آتون، وغيرها من المعالم الأثرية في عهده سواء في الكرنك، أو في عاصمته الجديدة أخناتون المعروفة أيضًا؛ بتل العمارنة بشكل جماعي بأسلوب العمارنة،^[٢] وفيما يلي، ذكر لهذه الفنون:

فن النحت في عصر أخناتون

نذكر من أهم مميزات نحت الجدران، ونحت التماثيل البشرية في عصر أخناتون ما يأتي:^[٣]

• تم تصوير الوجوه بفك معلق، وطيات وجه واضحة، وعيون ضيقة مشقوقة، بينما كان الجسم نفسه يتكون من رقبة رقيقة ومخففة، وأكتاف منحدرة، ولكمة ثقيلة، وفخذين كبيرتين، وأرجل طويلة إلى حد ما.
• كانت تصور الأميرات عادة بجماجم شكلها مستطيل.
• أنتجت فترة العمارنة أيضًا عددًا من المنحوتات تتميز بدقة كبيرة، بما في ذلك؛ التمثال النصفي المرسوم للملكة نفرتيتي الموجود في ورشة النحات تحتمس، والتي ربما تكون أشهر تجسيد لجمال الإناث من الشرق الأوسط القديم.

فن الرسم في عصر أخناتون

كان عصر أخناتون مختلفًا في مجال الفنون جميعها؛ حيث تميزت الفنون في عصره عن العصور السابقة له، وقد تميز الرسم بما يلي:^[٤][٥]

• يتميز الفن في فترة حكم أخناتون بإحساس زيادة الحركة والنشاط في الصور، بالإضافة إلى مشاهد مزدحمة ومكتظة وفيها تداخل للعديد من الشخصيات.
• يتم تصوير الشخصيات من الذكور والإناث بنفس لون البشرة وهو اللون البني الداكن، وفيه خروج عن الماضي الذي يتم فيه تصوير النساء بألوان البشرة الفاتحة.
• يتم تصوير جسم الإنسان بشكل أكثر واقعية، وليس مثاليًا، على الرغم من أنه في بعض الأحيان يتم تصويره على حدود الكاريكاتير.
• كان هناك تركيز متزايد على الأنشطة اليومية العادية؛ حيث كان وجدت صور تصور أخناتون، ونفرتيتي وهما يلعبان مع بناتهما تحت أشعة إله الشمس آتون.

العمارة في عصر أخناتون

كانت الهندسة المعمارية في عهد أخناتون مختلفة بطابعها عن العصور المصرية السابقة، وذلك كما يأتي:^[٦][٧]

• بعد فترة وجيزة من وصول أخناتون إلى السلطة، كلف ببناء مجمع لمعبد جديد مجاور لمعبد الكرنك الأقصر حالياً، ويقع خارج محيط الكرنك، والذي تم تكريسه لإله الشمس باسم قرص آتون.^[٨][٦]
• من أجل بناء المدينة بسرعة تم إدخال كتل بناء أصغر تسمى Talatat، والتي كان من السهل على جميع العمال استخدامها، والتعامل معها حيث يمكن قطعها ونقلها بسهولة، وتم الانتهاء من معظم المعابد والمباني الإدارية المختلفة بعد حوالي ثلاث سنوات من البدء فيها.^[٩]
• المعابد الرئيسية في الدولة الحديثة لها نوعان رئيسيان من الزخارف؛ الأجزاء الداخلية من المعبد تميل إلى طقوس تشمل الآلهة، وأما المناطق الخارجية التي يمكن للجمهور الوصول إليها، تشتمل على عروض وسجلات ضخمة للفتوحات العسكرية للفرعون الحاكم.^[٤]
• كان المجمع مختلفًا عن أي مجمع كان قد جاء قبله؛ فبدلاً من أن تكون مكونة من ملاذات خاصة مغلقة، سمحت ساحات الفناء في الهواء الطلق لضوء الشمس بالوصول مباشرة إلى المجمع.
• شمال معبد آتون العظيم، كان هناك معبد آخر أصغر يقع في وسط العمارنة بالقرب من القصر ومقر إقامة الملك، يتبع هذا المعبد الثاني أيضًا تصميم المعابد السابقة خلال فترة حكم أخناتون، حيث تم تشييده بحيث يتعرض لأشعة الشمس المباشرة في جميع الأوقات.
• تم تشييد قصور العمارنة المتعددة من طوب اللبن، وزينت بمناظر زخرفية ملونة؛ للنباتات، والحياة البرية، والعائلة المالكة، حيث تضمنت هذه الهياكل العديد من الساحات المفتوحة والأروقة ذات الأعمدة، وأيضًا كان هناك ساحات فناء كبيرة مزينة بالتماثيل الحجرية الضخمة لأخناتون، وزوجته نفرتيتي.
• كان الهيكل المركزي للمدينة هو معبد آتون العظيم، حيث كان المعبد بأكمله مفتوحًا الفناء الأمامي، وكان مليئاً بالعديد من الأحواض المنخفضة الكبيرة باتجاه صفين من الأعمدة الضخمة على جانبي المحور، ووراء الأعمدة تمتد سلسلة طويلة من المحاكم المليئة بطاولات القرابين، كما تتخللها مذابح كبيرة، وقد تم تزيين معبد آتون العظيم بالنقوش البارزة، وقد كانت بعض المناظر والنقوش في المعبد الطويل مطعمة بشكل مذهل بالحجارة الملونة، والزجاج، والخزف.
• كان هناك مبنى آخر يعرف باسم حرم معبد آتون العظيم داخل المنطقة المسورة الخاصة بالمعبد، وقد بني الحرم على منطقة عالية، وكان هذا المبنى يواجه ممرًا به أعمدة، وتمثالاً للملك، ويوجد داخل ساحته المفتوحة موائد قرابين صغيرة ومذبح كبير، وهو محاط بـ 12 معبداً.
• القصر الاحتفالي (القصر الكبير) كان يقع بالقرب من معبد آتون العظيم؛ حيث كان هذا المبنى أكبر مبنى في المدينة، وقد تم تزيينه بشكل متقن بالنقوش، والتماثيل، والسياج الحجري الجميل، والحجر، والخزف، والزجاج، والتذهيب، ولوحات الجدران، والرصيف.

تطور الفن وأهميته في عصر أخناتون

كان الفن في عصر أخناتون مختلفًا عن الفن في عصور ملوك مصر القديمة الآخرين، وفيما يلي أهم الاختلافات:^[٦]

• قاد أخناتون ثورة ثقافية، ودينية، وفنية كان لها تأثيراً كبيراً؛ فقد ألقت بآلاف السنين من التقاليد، وفرضت نظامًا عالميًا جديدًا.
• تحت إشراف أخناتون، خضع الفن المصري لتحول هائل؛ حيث تم التخلي عن قرون من التقاليد الصارمة لصالح نهج فني جديد مشبع بالمعنى الإلهي.
• يعتبر فن العمارنة الأكثر تميزًا في كل تاريخ مصر، وغالبًا ما يتم تفسير اختلافه في الأسلوب على أنه واقعي.

الفنانون في عصر أخناتون

يعد الفنان تحتمس أشهر النحاتين في عصر أخناتون؛ فهو الذي نحت تماثيل أسرة أخناتون بأكملها بطريقة طبيعية.^[٤]