يعرف العصر الجليدي بأنه فترة جيولوجية، كانت خلالها الصفائح الجليدية السميكة تحتل مساحات شاسعة من مساحة الأرض، واستمرت لملايين السنين، وكانت حينها ملامح الأرض مختلفة كثيرًا عن الشكل الذي نعرفها به الآن، وقد مر على الكرة الأرضيّة أكثر من عصر جليدي؛ أقدمها العصر الكمبري الذي حدث قبل 570 مليون سنة، وأكبرها عصر البليستوسين الذي حدث في الفترة المتراوحة بين 2.6 مليون - 11700 سنة قبل الآن، وآخر عصر جليدي - والذي كان أقلّها مدّة- العصر الجليدي الصغير، بدأ في القرن السادس عشر في أوروبا والمناطق المجاورة، واستمر في الازدهار والانحسار لمدة 3 قرون متتالية، ووصل أوج ازدهاره في العام 1750؛ حيث كانت الأنهار الجليدية منتشرة في كل أنحاء الأرض.[١]


أسباب حدوث العصر الجليدي

هناك مجموعة من الأسباب التي أدت لحدوث العصر الجليدي، ومنها:[٢]


الظواهر المدارية

توجد علاقة مباشرة بين حركة الأرض المدارية ومُناخها يُعتقد أنها سبب رئيسي في حدوث العصر الجليدي، ويُمكن تلخيصها في النقاط التالية:

  • الشكل المنحرف (اللامركزي) لمدار الكرة الأرضيّة حول الشمس؛ الذي يختلف من شبه دائري إلى بيضاوي كل 96 ألف عام، ويعود ذلك لجاذبية كوكب المشتري التي تؤثر على مدار الكرة الأرضيّة وتغير انحرافه.
  • المحور المائل لدوران الأرض ينتج عنه تغير الفصول؛ بحيث أن أحد نصفي الكرة الأرضيّة يميل على المحور، ويبتعد عن الشمس، وبالتالي يحدث فصل الشتاء، بينما النصف الآخر يميل نحو الشمس، وبالتالي يحدث فصل الصيف، وتختلف زاوية ميل الكرة الأرضيّة كل 41 ألف عام مرة، وهو ما يجعل الفصول تكون أكثر شدة.
  • التذبذب في المحور المائل لدوران الأرض، والذي يحدث بسبب الزخم الزاوي لدوران الأرض، والذي يحدث مرة واحدة كل 20 ألف عام.


الاحتباس الحراري

يلعب مستوى غازات الاحتباس الحراري في الغلاف الجوي دوراً أساسياً في حدوث العصر الجليدي؛ فالزيادة الهائلة في كميات ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي، والتي بدورها تزيد من غازات الاحتباس الحراري تعمل على تقليل حدوث العصر الجليدي، وبالتالي كلما كان مستوى غازات الاحتباس الحراري في الغلاف الجوي أقل؛ كلما زادت احتمالية حدوث عصر جليدي.


الطاقة الشمسية

تلعب الطاقة الشمسية الواصلة للأرض دورًا أساسيًا في حدوث العصر الجليدي، وذلك بحسب الآتي:[٣]

  • كلما قلت الإشعاعات الشمسية التي تصل للأرض، تنخفض درجة حرارة الأرض، وتزيد من فرص حصول عصر جليدي.
  • الانفجارات البركانية تُصدر الغازات والرماد لطبقة الستراتوسفير؛ بحيث تقوم بعكس أشعة الشمس الواصلة للأرض، وبالتالي تنخفض درجة حرارة الأرض، وتزيد من احتمالية حصول عصر جليدي.


كيف انتهى العصر الجليدي

يُعتقد أن العصر الجليدي انتهى بشكل مُفاجئ لم يكُن متوقعاً، وقد حصل تبعًا للآتي:[٤]

  • حصل تغير في مدار الكرة الأرضيّة أدى لسقوط المزيد من أشعة الشمس على سطح النصف الشمالي من الكرة الأرضيّة، وأدى لرفع درجة حرارتها، وذوبان الصفائح الجليدية بالجهة الشمالية.
  • يُعتقد أن الجليد البحري الذي تشكل في شمال المحيط الأطلسي عمل على إعادة تنظيم الرياح؛ بحيث أصبحت الرياح الساخنة تتجه نحو الجنوب، وكذلك المياه الدافئة.
  • صعود غاز ثاني أكسيد الكربون من أعماق المحيطات نحو الغلاف الجوي؛ مما زاد من درجة حرارة الكوكب، وساعد على ذوبان الجليد في مختلف أنحاء الكرة الأرضيّة.


تأثير العصر الجليدي على الحياة

استمر العصر الجليدي أقل من ألف عام،[٥] وبالتالي كان له تأثير كبير على الحيوانات والإنسان بحسب الآتي:


 تأثير العصر الجليدي على الحيوانات

أثر العصر الجليدي على الحيوانات بطرق مختلفة؛ فبعضها انقرض، وبعضها قد انتقل إلى أماكن أخرى، وبعضها قد تكيف مع المناخ، كما أن العصر الجليدي حد من قدرة الكائنات الحية على الانتشار إلى مناطق جديدة؛ بسبب وجود الصفائح الجليدية، وانخفاض مستوى سطح البحر، ومن الحيوانات التي عاشت في العصر الجليدي:[٥][٦]

  • الماموث الصوفي: من الحيوانات التي تأقلمت مع المناخ البارد في شمال آسيا عن طريق نمو الشعر الطويل، وتعتبر من الأنواع المنقرضة وقد وجد العلماء بعضها محصورًا في الطين والجليد.
  • الحيوانات الضخمة: وهي الحيوانات التي كان وزنها يزيد عن 45.3 كغم، وكانت منتشرة بكثرة في العصر الجليدي، مثل: حيوانات الكسلان العملاقة، والأرماديلو العملاقة، ودببة الكهوف الضخمة، والنمور ذات الأسنان، والذئاب الضخمة، وكانت تتغذى على النباتات واللحوم، وقد تكيفت على العيش في العصر الجليدي، ولكن مع بدء انتهاء العصر بدأت الأنظمة البيئية بالتغير (مثل المناخ، والنباتات، وارتفاع مستويات البحر)، ولم تستطع الحيوانات الضخمة التكيف معها؛ مما أدى لانقراض بعضها.


تأثير العصر الجليدي على الإنسان

من أبرز أوجه تأثير العصر الجليدي على الإنسان:[٧][٨]

  • تكيف الإنسان مع مناخ العصر الجليدي من خلال تطوير أدوات لمساعدته؛ مثل إبرة العظام لخياطة الملابس الدافئة، والجسور الأرضيّة للتنقل بين المناطق.
  • طور البشر الزراعة والتدجين مع بداية انحسار العصر الجليدي، واعتمدوا في غذائهم على صيد الحيوانات.
  • استقروا في الكهوف في الجبال بعيدًا عن السواحل؛ تجنبًا لخطر الفيضانات وارتفاع مستوى سطح البحر.
  • رسموا إرثهم على جدران الكهوف، وصنعوا التماثيل، وعزفوا الموسيقى، وصمموا الملابس، وأتقنوا البناء؛ مما ساعدهم على التأقلم مع التغيرات المناخية.


معلومات عن العصر الجليدي

يوجد مجموعة من المعلومات والحقائق المُثيرة للاهتمام التي تتعلق بالعصر الجليدي، وأهمها:[٩]

  • انتشرت الصفائح الجليدية في معظم أمريكا الشمالية، وأوروبا، وأجزاء من آسيا، وأمريكا الجنوبية، وجميع أجزاء القطب الشمالي والقطب الجنوبي.
  • منذ بداية العصور الجليدية والحيتان وأسماك القرش تسيطر على البحار، وكانت في رأس السلسلة الغذائية مع ثعالب الماء، والفقمة.
  • يُعتقد أن ظهور الإنسان كان من أسباب انقراض الحيوانات الضخمة التي انتشرت في العصر الجليدي؛ بسبب طرق صيد الحيوانات التي اتبعها.
  • تكون الأنهار الجليدية التي تتشكل في العصر الجليدي بوزن هائل، مما يسبب انخفاض القشرة الأرضيّة.[٧]

المراجع

  1. "Ice age", britannica, Retrieved 9/5/2021. Edited.
  2. Megan Gannon, "Why Do Ice Ages Happen?", livescience, Retrieved 9/5/2021. Edited.
  3. John P. Rafferty, "Little Ice Age", britannica, Retrieved 9/5/2021. Edited.
  4. "Answer to What Ended Last Ice Age May Be Blowing in the Wind", earth.columbia, 25/6/2010, Retrieved 9/5/2021. Edited.
  5. ^ أ ب "Ice Age", grisda, Retrieved 9/5/2021. Edited.
  6. James "Zach" Zacharias (23/1/2020), "Ice Age Extinctions: What Happened?", moas, Retrieved 9/5/2021. Edited.
  7. ^ أ ب "Ice Age", history, 7/6/2019, Retrieved 9/5/2021. Edited.
  8. Alvin Powell (16/3/2010), "An earlier changing climate: Humans had to adapt in ancient warming world", phys, Retrieved 9/5/2021. Edited.
  9. "Quaternary Period", nationalgeographic, Retrieved 9/5/2021. Edited.