صفات الحضارة المصرية القديمة: اكتشفها

تقع مصر في شمال أفريقيا على سواحل البحر الأبيض المتوسط، قامت هناك حضارة ازدهرت لآلاف السنين، بين الأعوام 8000-30 ق.م تقريبًا، وكانت مدينة ممفيس أول عاصمةٍ لمصر، ومركزها الديني والتجاري الرئيسي، وكان المصريون القدماء يعرفون بلادهم باسم "كيمت" التي تعني الأرض السوداء؛ نسبةً إلى طبيعة تربتها الخصبة والغنية التي غطت ضفاف نهر النيل وقامت عندها أول المستوطنات البشرية في البلاد،^[١] كان الملك مينا موحد القطرين أول حاكمٍ لمصر، بينما كانت الملكة كليوباترا السابعة آخر من حكمها.^[٢][٣]

صفات الحضارة المصرية القديمة اجتماعياً

يُذكر منها:^[٤][٥]

• انقسم المجتمع في مصر القديمة إلى ثلاث طبقات رئيسية، هي الطبقة العليا والمتوسطة والدنيا، تكونت الطبقة العليا من أفراد العائلة الحاكمة والأثرياء من ملاك الأراضي والمسؤولين الحكوميين، وكبار الكهنة وضباط الجيش والأطباء، أما الطبقة المتوسطة فضمت التجار والصُناع والحرفيين، في حين كانت الطبقة الدنيا الأوسع من بين الطبقات الأخرى، وتكونت من العمال غير المهرة الذين عمل معظمهم في الزراعة، أما الأسرى الذين ألقي القبض عليهم في الحروب الخارجية، فأصبحوا عبيدًا وشكلوا طبقة منفصلة.
• كان النظام الطبقي في مصر القديمة يسمح للأشخاص من الطبقات المتوسطة والدنيا بالارتقاء إلى طبقة أعلى، وكانت أوضاعهم تتحسن من خلال الزواج أو تحقيق النجاح في الأعمال، ولم يحرم العبيد في مصر القديمة من حقوقهم، وسمح لهم بحق الملكية والزواج ووراثة الأراضي، وكانوا يمنحون حريتهم للتخلص من العبودية أيضًا.
• كان الرجال هم من يسيطرون على المجتمع المصري القديم، وكان الرجل رب العائلة والمتحكم بشؤونها، لكن لم يمنع ذلك النساء من التمتع بحقوقهن، مثل حق الطلاق والملكية والوراثة وممارسة التجارة.
• بُنيت أغلب منازل المصريين القدماء من الطوب المصنوع من طين نهر النيل، بينما بنيت قصور الفراعنة من الحجر، وقد امتازت بيوت المصريين قديمًا بأنها باردة من الداخل، ولها سقفٌ مسطح ليتمكن الناس من النوم عليها ليلاً حيث يكون الجو باردًا، وكانوا يطهون الطعام خارج المنازل في الفناء، وكانوا غالبًا ما يبنون الأسوار حول الأفنية.
• تميزت مصر القديمة بمحاصيلها الزراعية؛ الأمر الذي سمح للجميع بتناول غذاءٍ صحيٍ ومتوازنٍ، حتى العبيد منهم، وقد كان الخبز المصنوع من الحبوب الصنف الغذائي الأساسي للمصريين القدماء، كما كانوا يزرعون الفاصولياء ويجففونها من أجل طهيها وتناولها على مدار العام، وكانوا يصطادون الأسماك من النيل ويربون الماشية.
• صنع المصريون القدماء ملابسهم من الكتان، وكان الرجال يرتدون تنورة قصيرة والنساء يرتدين أردية كتانية، ولم يكن الأطفال في بعض الأحيان يرتدون أي ملابس على الإطلاق، ولكنهم كانوا في الغالب يرتدون المجوهرات حول أعناقهم.

صفات الحضارة المصرية القديمة ثقافياً

يُذكر منها:^[٦]

• لم يختلف المصريون القدماء في أسلوب حياتهم اليومية كثيرًا عن بقية سكان الحضارات الأخرى، مثل بلاد ما بين النهرين والصين واليونان والهند؛ فقد عاش أغلبهم في منازل متواضعة وكانوا حريصين على الاهتمام بعائلاتهم والاستمتاع في أوقات فراغهم. لكن في نفس الوقت، كان هناك اختلافٌ ثقافي كبير تميزت به الحضارة المصرية القديمة عن بقية الحضارات، وقد تمثل ذلك باعتقاد المصريين القدماء أنّ أرضهم مرتبطة بشكلٍ وثيق مع خلاصهم الروحي، وكانوا بسبب هذا يخشون الموت خارج حدود مصر.
• حرص جنود الجيش المصري القديم وأولئك الذين يسافرون للعمل من أجل لقمة العيش على تأمين عودة جثثهم إلى مصر إذا ماتوا لأي سبب؛ بسبب الاعتقاد بأن أرض مصر حيث نهر النيل والأرض السوداء الخصبة هي المنطقة الوحيدة التي قدستها الآلهة للسماح بالولادة الجديدة للروح في الحياة الآخرة، وأنّ دفن الجثة في أي مكانٍ آخر يعني الحكم على الروح بالانتقال إلى العدم.
• لم تخلُ جميع جوانب حياة المصريين القدماء من تأثير الدين؛ بسبب اعتقادهم أنّ الحياة على الأرض هي فصلٌ واحد من رحلة الإنسان الأبدية، وأن مواصلة تلك الرحلة بعد الموت تتطلب منه عيش حياةٍ جديرة بالاستمرار، وإدراك أن أفعال الإنسان في الحياة لا تؤثر عليه فقط، فهي تؤثر أيضًا على حياة الآخرين، واعتبر الانسجام مهمًا لتحقيق تلك المبادئ، واعتمد الناس على بعضهم البعض لتحقيق التوازن الذي يمثل إرادة الآلهة من أجل تحقيق أكبر قدرٍ من السعادة للبشر، كما مكن هذا التوازن الآلهة من تأدية مهامها بشكلٍ أفضل حسب ما اعتقده المصريون قديمًا.^[٧]
• آمن المصريون القدماء بتعدد الآلهة وأنها المتحكمة في حياتهم، كما آمنوا أيضًا بالقوى الخارقة للطبيعة، ومن الأمثلة على الآلهة التي آمنوا بها: ست، إيزيس، أنوبيس، أوزوريس، وكان من المصريين القدماء من يتبع آلهة محددة لتبارك مهنتهم، مثل تحوت إله الكتابة، وكانت القرى المحلية تختار في الغالب إلهًا واحدًا ليمثلها، وكانت معتقداتهم وممارساتهم تركز على هذا الإله فقط.^[٨]

صفات الحضارة المصرية القديمة اقتصادياً

يُذكر منها:^[٩][١٠]

• كانت مصر القديمة مجتمعًا زراعيًا يعتمد على التربة والماء الذي يمثل نهر النيل مصدرًا لهما، وقام المصريون القدماء بابتكار أساليب ريٍ مكنتهم من زراعة الحقول البعيدة عن النيل، وكان القمح والشعير من أهم المحاصيل الزراعية، وزرعت أيضًا الفواكه والخضروات، وقام المصريون بتربية الماشية وتدجين الحيوانات كالبط والحمام والإوز والماعز.
• أدت الزراعة لتوفير الغذاء الكافي، مما ساهم في زيادة أعداد السكان وفتح المجال أمام تصدير الفائض من الحبوب، وتوافرت الحجارة والمعادن في أراضي الحضارة المصرية القديمة، وكان المصريون القدماء يستخرجون النحاس والذهب والجرانيت والحجر الجيري والحجر الرملي، ويستخدمونها في أعمال البناء وغيرها من الصناعات.
• كانت الحضارة المصرية أول من صنع القوارب، التي استخدمت لاحقًا في التجارة في البحر الأبيض المتوسط، وقد ساعد ذلك في جعل مصر أهم ميناء بحري مع ازدياد الحركة التجارية؛ خاصةً أنها كانت سوقًا غنيًا تتوافر فيه مقومات البيع والشراء.
• ساهم قطاع الصناعة في ازدهار اقتصاد مصر قديمًا، وكانت العائلات المصرية القديمة تصنع العديد من السلع باستخدام ما يتوافر من المواد الخام، وكانت النساء من يقمن بهذه العملية، وكان الكتان من أهم المواد المستخدمة في الصناعة، وكان الرجال يتولون مهمة زراعتهِ قبل أن تقوم النساء بصنع الخيوط منه، أيضًا، كان الرجال يصيدون الأسماك، وتقوم النساء بتنظيفها وتجفيفها وبيعها في الأسواق، وظهرت في المدن المصرية قديمًا مصانع صغيرة، كان النبلاء الأغنياء يمولونها وتضم عشراتٍ من العمال، مثل المخابز وورش النجارة.
• تاجر المصريون القدماء بالذهب وورق البردي والكتان والحبوب، وكانوا يقايضونها مقابل خشب الأرز وخشب الأبنوس والنحاس والحديد والعاج واللازورد، وكانت السفن تبحر على طول نهر النيل وتجلب معها البضائع إلى الموانئ المختلفة، وكان يتم نقل البضائع بمجرد تفريغها إلى التجار عن طريق تحميلها على الجمال أو العربات أو من قبل الأشخاص، وكان التجار المصريون يلتقون مع تجار الحضارات الأخرى خارج مصب نهر النيل لبيع بضائعهم، ولم يكونوا يسافرون بأنفسهم كثيرًا إلى ما وراء نهر النيل.^[١١]

صفات الحضارة المصرية القديمة سياسياً

يُذكر منها:^[١٢]

• تميزت الحكومة في مصر القديمة بأنها ملكية ثيوقراطية (دينية)، واعتبر أنّ الحاكم مختارٌ على وجه التحديد من قبل الآلهة، وكان يعتبر وسيطًا بينها وبين البشر والممثل لإرادة الآلهة من خلال القوانين والسياسات المعتمدة في البلاد، وقامت الحكومة المركزية في مصر سنة 3150 ق.م، عندما وحد الملك نارمر (Narmer) البلاد، ووُجدت أشكالٌ أخرى للحكم قبل ذلك التاريخ.^[١٣]
• ارتبطت الحكومة بالدين في مصر القديمة، ومثل الفرعون رأس الدولة ومثل الآلهة في الأرض، وعملت الحكومة والدين معًا من أجل الحفاظ على النظام في المجتمع، من خلال بناء المعابد وسن القوانين وفرض الضرائب وتنظيم قطاعات العمل والتجارة والدفاع عن البلاد ومصالحها.
• تدرّج تحت الفرعون عددٌ من المستشارين والكهنة والمسؤولين والإداريين، الذين كانوا مسؤولين عن إدارة شؤون الدولة وتحقيق الرفاهية للشعب، ولم تكن مصر القديمة لتنعم بالاستقرار والأمن من دون تعاون جميع سكانها، بمن فيهم الفرعون والوزراء من بعده ومسؤولو الدولة وكبار الكهنة والمشرفون الملكيون، وقد حرص المشرفون الملكيون على متابعة تنفيذ حكام مقاطعات مصر القديمة البالغ عددها 42 لأوامر الفرعون، ولم يُخرِج هذا التعاون الذي أسفر عنه استقرارٌ سياسي الطبقات الأقل شأنًا في المجتمع، والتي تضم الكتاب والحرفيين والمزارعين والعمال.

صفات الحضارة المصرية القديمة فلسفياً

يُذكر منها:^[١٤][١٥]

• تعتبر فلسفة الحضارة المصرية القديمة مثار جدل بخصوص طبيعتها وحقيقتها، وقد اعتبر العديد من الفلاسفة اليونانيين القدماء أنّ مصر هي موطن الحكمة والفلسفة، يقول إيسقراط أنّ جميع الناس يتفقون أنّ المصريين هم أكثر الشعوب تمتعًا بالصحة وطولة العمر، وأنّ هناك كتابًا يونانيين سافروا إلى مصر طلبًا للمعرفة، وكان أحدهم فيثاغورس الساموسي الذي كان أول من جلب الفلسفة إلى اليونانيين.
• تعتمد فلسفة الوجود المصرية القديمة على الأساطير التي تقدم العديد من التصورات حول نشأة العالم، وقد اعتقد المصريون القدماء أنّ الآلهة حددت المبادئ الأساسية للحياة والطبيعة والمجتمع عند خلق العالم، وأنّ الإله أتوم خلق الأرض من الفوضى، وأنّ الأرض مقدسة وتمثل انعكاسًا للسماء حيث تسكن الآلهة، وتشير المعتقدات المصرية القديمة إلى أنّ نشأة الكون استغرقت وقتًا طويلاً من الزمن، وقد عاشت الآلهة على الأرض وأسست الممالك على أسس العدل، وعندما غادرت الآلهة الأرض لتسكن السماء، ورث الفراعنة من بعدهم الحكم.

صفات الحضارة المصرية القديمة فكرياً وعلمياً

يُذكر منها:^[١٦]

• كانت الهيروغليفية النظام الأساسي للقراءة والكتابة في مصر القديمة، وكان الأطفال الذين يذهبون إلى المدارس يستخدمونها، واستخدم المصريون القدماء الهيروغليفية لتوثيق المعلومات عن حضارتهم، وكانوا يؤمنون بأهمية ذلك، وعملوا على تسجيل المعلومات الأخرى عن الدين والحكومة.^[١٧]
• تميزت الأعمال الأدبية في الحضارة المصرية القديمة بأشكالها السردية والشعرية، التي كانت تنقش على المقابر والشواهد والمسلات والمعابد، وتروى في الأساطير والقصص والكتابات الدينية والسير الذاتية.^[١٨]
• كانت الاختراعات المصرية القديمة ناتج ما تميز به المصريون من ذكاءٍ وخيال، وكانوا يسعون لفهم الكون عن طريق تجربة الابتكارات والأفكار الجديدة، وقد نتج عن ذلك إسهاماتٌ واختراعات شملت جميع مجالات الحياة وما زالت البشرية تستفيد منها إلى هذا اليوم.
• من أهم الابتكارات التي تُنسب إلى المصريين القدماء: ورق البردي، التقويم، المحراث، حلاقة وقص الشعر، أقفال الأبواب، معجون الأسنان، الحبر، مساحيق التجميل والشعر المستعار، الطاولات، الشرطة.^[١٩][٢٠]
• وظف المصريون القدماء الكثير من وقتهم لفهم أساسيات التشريح البشري الذي بدأ في العام 3000 ق.م، وكان للطب المصري سمعة طيبة في العالم القديم، وكان الأطباء المصريون متمكنين من خياطة الجروح وتجبير العظام المكسورة وبتر الأطراف، واستخدموا مخدر الأفيون كمسكن للألم، وحرص المصريون القدماء على تناول البصل والثوم يوميًا بسبب فوائدها الصحية، واستخدموا العديد من الأعشاب لعلاج الجروح، وقد أجرى الأطباء المصريون عمليات جراحية معقدة باستخدام الأدوات الجراحية البرونزية، وكانوا يحظون بشهرة واسعة في جميع منطقة البحر الأبيض المتوسط.

صفات الحضارة المصرية القديمة فنياً

يُذكر منها:

• استخدم المصريون القدماء الحجارة لبناء الأهرامات والمقابر والمعابد والقصور؛ لأنها كانت أكثر مواد البناء ديموميةً وتحملاً، كما كانوا يزينون مبانيهم بالرسومات والمنحوتات والكتابات الهيروغليفية والتماثيل ثلاثية الأبعاد، التي تروي قصص الآلهة والفراعة والناس والطبيعة.^[٢١]
• استخدم المصريون القدماء الفن للتعبير عن معتقداتهم الدينية، وكانوا يغطون مقابر الفراعنة بالرسومات والمنحوتات الدينية، وكان يعتقد أنّ لهذا النوع من الفن قدرة على مساعدة الفراعنة في الحياة الأخرى، وقد غلب استخدام المصريين القدماء للألوان الأزرق والأسود والأحمر والأخضر والذهبي في رسوماتهم.^[٢٢]
• من أشهر الصروح المعمارية التي بناها المصريون القدماء وما زالت قائمة حتى هذا اليوم: هرم خوفو، أبو الهول، وادي أبواب الملوك، معبد الكرنك، معبد أبو سمبل، تمثالا ممنون، معبد الأقصر، المعبد الجنائزي لحتشبسوت، هرم زوسر، هرم سنفرو المائل.^[٢٣]

صفات أخرى للحضارة المصرية القديمة

يُذكر منها:^[٢٤]

• كان يسمح للنساء من العائلات المهمة المنتمية للطبقات العليا في المجتمع المصري فقط بأن يصبحن كاهنات؛ لاعتبار العمل في المعبد شأنًا مشرفًا لا يستطيع الجميع القيام به، وحظي معظم الرجال في مصر القديمة بزوجةٍ واحدة، وكان يجب على الأزواج الإخلاص لبعضهم البعض، وكانوا يدفنون في قبرٍ واحد، باستثناء الفراعنة الذين كانوا يدفنون بشكلٍ منفصلٍ عن زوجاتهم، وعلى الرغم من أنّ المرأة في مصر القديمة كانت متساوية مع الرجل بموجب القانون السائد، إلا أنها كانت تعتبر أقل منه شأنًا في المجتمع.^[٢٥]
• أبرم المصريون القدماء واحدة من أقدم معاهدات السلام في التاريخ، وقد أنهت هذه المعاهدة الصراع بين مصر والإمبراطورية الحثية، ويوجد منها نسخة معروضة اليوم فوق مدخل قاعة مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة في مدينة نيويورك.
• اعتبر المصريون القدماء الحيوانات تجسيدًا للآلهة، وكانوا من أوائل الشعوب التي احتفظت بالحيوانات الأليفة في منازلهم، وقد أحب المصريون قديمًا القطط على وجه التحديد، وكان للحيوانات المنزلية مكانة خاصة في حياة أصحابها، وكانت غالبًا ما تُحنط وتدفن معهم بعد وفاتهم.