تحتل مدينة القسطنطينية موقعاً جغرافياً متميزاً بين مدن العالم حيث تقع عند ملتقى قارتي آسيا وأوروبا وتحدها البحار من ثلاث جهات،[١] وبقيت مدينة القسطنطينية تحت احتلال البيزنطين لعدة قرون قبل تحريرها على يد السلطان محمد الثاني في 29 مايو 1453، حيث حاصرها السلطان محمد لمدة 55 يوماً قبل استسلام البيزنطين وتسليم مفاتيح المدينة، وقد كان لفتح القسطنطينية آثار مختلفة سواء على العالم الإسلامي؛ إذ توسعت الدولة العثمانية، وتم اتخاذها عاصمة للمسلمين، أو العالم الغربي؛ فقد كان سقوط القسطنطينية بداية النهاية للدولة البيزنطية.[٢][٣]


آثار فتح القسطنطينية على العالم الإسلامي

ترك فتح القسطنطينية آثاراً كبيرة على العالم الإسلامي نذكر منها:[٤][٢]

  • توسع العثمانيون وكسروا شوكة الصليبين باعتبار القسطنطينية أكبر مركز لتجمعهم وحضارتهم.
  • تجديد الهدنة والمعاهدات مع جميع الأمراء في الدول المجاورة مثل البندقية وجنوة والصرب تمهيداً لإعداد الجيش لفتح القسطنطينية وعزل الدولة البيزنطية سياسياً وعسكرياً عن الدول المجاورة لها.
  • اتخاذ القسطنطينية عاصمة للمسلمين بعد فتحها وتسميتها بإسلامبول أو إستانبول.
  • تحويل كاتدرائية القديسة صوفيا إلى مسجد بعد صلاة محمد الفاتح صلاة الظهر فيها.
  • كان فتح القسطنطينية بداية لفتوحات متتالية عظيمة في بلاد الصرب والبوسنة والهرسك.
  • بعد فتح القسطنطينية أعُطيت للعثمانيين السيادة على الشام ومضى السلطان محمد الفاتح لفتح دمشق دون حرب ودون أن يعترض طريقه أحد.
  • وجه العثمانيون نشاطهم الحربي باتجاه الشرق خاصة وأن حدودهم أصبحت متقاربة مع حدود الدولة الصفوية بعد قيامهم بالاستيلاء على العراق عام 1508م.
  • تمكن السلطان العثماني سليم من هزيمة قوات الحاكم الإيراني إسماعيل الصفوي في معركتي غالديران والأبلستين الذي مكنه من الاستيلاء على الموصل والعراق بشكل كامل لاحقاً.
  • ساهم فتح القسطنطينية في امتداد الدولة الإسلامية غرباً إلا أن رايتها ضعُفت في الشرق العربي مما نتج عنه سقوط الإمارات الإسلامية بالأندلس تتالياً.
  • أصبحت القسطنطينية موئلاً للثقافة الإسلامية وداراً لطباعة المصحف العثماني الشريف.
  • عمد السلطان محمد الفاتح على تجميع الشعوب من مختلف الديانات والتقاليد لإعادة إنعاش المدينة وحافظ على استقلالية كل ديانة ومنحها امتيازاتها الخاصة.
  • تم بناء 10 مساجد في العاصمة إستانبول وعجت بالمكتبات التي كانت حافلة بشتى كتب الآداب الإسلامية.
  • تم بناء معاهد للتعليم تتسع للأساتذة والطلبة والكتّاب.
  • في فتح القسطنطينية تحققت بـشارة الرسول (صلى الله عليه وسلم) وزاد الاهتمام بفتحها مع ظهور بني عثمان الذين أعدوا العدة لتحقيق لهذا الفتح.
  • يُعتبر فتح القسطنطينية بمثابة قبول من جميع العالم للسيادة العثمانية في العراق والشام ومصر والحجاز وشمال أفريقيا.


آثار فتح القسطنطينية على العالم الأوروبي

كان لفتح مدينة القسطنطينية على العالم الأوروبي آثار بالغة نذكر منها:[٥][٣]

  • اعُتبر فتح القسطنطينية على يد العثمانيين بداية انهيار الدولة البيزنطية باعتبارها عاصمة للدولة البيزنطية.
  • بعد فتح القسطنطينة، تم توحيد قارتي آسيا وأوروبا حيث تم صهر القارتين في بوتقة عادات وتقاليد واحدة.
  • هجرة جماعات عديدة من المفكرين والعلماء إلى الغرب، وبخاصة إيطاليا، حاملين معهم بقايا كتبهم ومعارفهم والذي ساهم بشكل كبير في نشوء النهضة الأوروبية الحديثة، وبذلك ساهم سقوط القسطنطينية بشكل غير مباشر في نشوء النهضة الأوروبية الحديثة.
  • بعد فتح القسطنطينية، تم وقف النزاعات بين قبائل الأتراك وبين دولة الروم.
  • سبّب فتح القسطنطينية هلعاً للروم بعد سقوط الحصن الذي لطالما حمى أوروبا من آسيا لأكثر من ألف سنة.
  • يُعتبر هذا الفتح حداً فاصلاً بين نهاية العصور الوسطى وبداية العصور الحديثة.
  • عانى الأوروبيون بعد الفتح من شح موارد التجارة مما دفعهم للبحث عن طرق جديدة للتجارة غير تلك التي اعتادوا عليها لتتمكن من تعويض نقص احتياطها من الذهب.
  • ساهم سقوط القسطنطينية من جعل مركز ثقل الأرثوذكسية ينتقل إلى كنيسة موسكو بدلاً من كنيستها هناك.
  • هاجر الفن البيزنطي مع هجرة العلماء إلى إيطاليا وفرنسا وبدأ بالازدهار هناك.
  • قام الأوروبيون بطرد المسلمين من الأندلس عام 1492م لتبدأ حركة الكشوف الجغرافية والتي أدت إلى نشوء صراعات بين الدولة العثمانية وأوروبا خارج أوروبا.
  • فقد البيزنطيون المكان المناسب الذي كان يقام فيه جميع التحالفات ضد الدولة العثمانية.
  • توسع العلم اليوناني في إيطاليا بعد فرار العلماء اليونانيين إليها بعد فتح القسطنطينية والذي غيّر بشكل حاسم مسار عصر النهضة الأوروبية
  • أدى سقوط القسطنطينية إلى تغيير الجغرافيا السياسية للبحر الأبيض المتوسط والذي ترك إيطاليا عُرضة للهجمات العثمانية بشكل مباشر.


حقائق عن فتح القسطنطينية

هناك عدد من الحقائق عن فتح القسطنطينية نذكر منها: [٦]

  • الأسباب: كان فكرة فتح القسطنطينة تسيطر على تفكير السلطان محمد الفاتح منذ توليه الحكم، حيث أدرك أن وجود دولة تجارية يونانية داخل الإمبراطورية العثمانية يعرقل عمليات التجارية البرية والبحرية والمواصلات، كما أن فتح القسطنطينية وجعلها عاصمة للدولة العثمانية سيساهم بشكل رئيسي في استقرار الدولة العثمانية وفرض سيطرتها على جميع المناطق المجاورة.
  • الأطراف: كان العثمانيون ورغبتهم في فتح القسطنطينية الطرف الأساسي في النزاع مقابل البيزنطين اللذين اعتبروا أنها أهم مركز لدولتهم وعاصمتهم التي لا يمكن الاستغناء عنها ولذلك دافعوا عنها دفاعاً مستميتاً قبل سقوطها.
  • الجيش: تكون جيش القسطنطينية من 60 ألفاً من المشاة و40 ألف فارس، بالإضافة إلى المتطوعين الذين بلغ عددهم ما يقارب المئة ألف، وتميز الجيش بأسلحته القوية والثمينة وملابسه المبهرجة التي كان يقوم بخلعها عند بداية المعركة ليبقى بالدروع فقط.[٧]


المراجع

  1. Myles Hudson, "Fall of Constantinople", britannica, Retrieved 29/9/2021. Edited.
  2. ^ أ ب بلقاسم صديقي (2019)، "القسطنطينية بين الفتح واالثار على الغرب األوروبي والشرق العربي ."، دراسات في العلوم الإنسانية والعلوم الإجتماعية، العدد 1، المجلد 33، صفحة 86-97. بتصرّف.
  3. ^ أ ب حسن عوض الكريم علي (2009)، المسلمين في فتح القسطنطينية.pdf?sequence=1&isAllowed=y "محاولات المسلمين فتح القسطنطينية منذ بداية الدولة الإسلامية وحتى الفتح في عام 1453"، مجلة جامعة شندي، العدد 7، صفحة 37-42. بتصرّف.
  4. اسماعيل احمد ياغي، الدولة العثمانية في التاريخ الإسلامي الحديث، صفحة 48-50. بتصرّف.
  5. زينة ابراهيم حبلي، فتح القسطنطينية 1453 نهاية العصور الوسطى وبداية العصور الحديثة، صفحة 110-128. بتصرّف.
  6. عماد البحراني، "فتح القسطنطينية في عهد السلطان محمد الفاتح ١٤٥٣م "، دراسات، العدد 3، المجلد 61، صفحة 3. بتصرّف.
  7. اوقاي ترياجي اوغلو، السلطان الفاتح: فتح القسطنطينية، صفحة 57. بتصرّف.