ما هي أهم نتائج وآثار عصر النهضة؟

يعد عصر النهضة من أهم العصور التي توالت على الحضارة الأوروبية، والذي امتد ما بين 1300م و1700م، حيث اعتبر المؤرخون تلك الفترة بأنها الرابط الفكري والثقافي بين العصور الوسطى والتاريخ الحديث، لذلك فقد اعتُبرت بمثابة ثورة فكرية وثقافية، أكثر من كونها فترة تاريخية في تاريخ أوروبا، وتجدر الإشارة إلى أن عصر النهضة يرتبط بشكل عام بإيطاليا، والتي بدأت فيها في القرن الرابع عشر، لتلتحق بها دول أوروبية أخرى من أهمها: فرنسا، وإنجلترا، وألمانيا.^[١]

النتائج والآثار الفكرية لعصر النهضة

من أهم المعلومات:^[٢]

• ظهرت الحركة الفكرية، والتي كانت تُسمى بالإنسانية على يد الأدباء العلمانيين، وقد كانت إيطاليا من أوائل الدول التي جنت ثمار تلك الثورة الفكرية؛ ويعود ذلك إلى سقوط مدينة القسطنطينية في يد العثمانيين عام 1453م، مما أدى إلى انتقال الكثير من علماء الدولة البيزنطية المُنهزمة إلى الدول الغربية، حيث أخذوا معهم مخطوطات، وكتباً هامة كثيرة.^[٣]
• ظهر الأفراد في عصر النهضة بشخصية مستقلة متمتّعين بحرية الرأي والتصرف، فقد انعدم نظام الإقطاع الذي كان سائدًا في العصور السابقة.
• زادت قيمة النساء بشكل لافت، والتفتن إلى الاهتمام بصحة الجسم ونشاطه، كما اهتمت النساء بالرقص، والغناء، ودراسة الآداب القديمة، والفلسفة.
• ظهر بعض الكتاب ومن أهمهم: بوكاتشيو، وغرار دانتي، والذين ثاروا على الأفكار، والقيم القديمة.
• تطورت النزعة الإنسانية كأسلوب للتفكير، والتفتت إلى النصوص اليونانية والرومانية بهدف تغيير الفكر المعاصر؛ وبالتالي أثر ذلك على عقلية الإنسان، وأفعاله، وإبداعاته، وقراراته بعد أن كان تابعًا لقواعد، وضوابط الكنيسة.^[٤]
• اعتُبر عصر النهضة عصر الاستكشاف والاكتشاف، حيث تأثرت أوروبا بالدراسات العربية تأثيرًا كبيرًا وبخاصة في علم الفلك، والطب، والرياضيات.^[٥]

النتائج والآثار الدينية لعصر النهضة

نذكر منها:^[٦][٧]

• أصبح تأثير الكنيسة الكاثوليكية يتضاءل مع بداية القرن الخامس عشر، ويعود ذلك إلى توسع التجارة، وتطور الطبقة الوسطى، والانتقال المؤقت للبابوية من روما إلى مدينة أفينيون.
• بدأت الكنيسة تفقد سيطرتها؛ مما أدى إلى ظهور حركات وطوائف مختلفة، فقد قاد الراهب الألماني مارتن لوثر حركة الإصلاح البروتستانتي في القرن السادس عشر لإصلاح الكنسية الكاثوليكية بهدف القضاء على الممارسات المتحيّزة لصالحها ومن أهمها: صكوك الغفران، والمحسوبية.
• اختُرعت في عصر النهضة المطبعة، والتي ساهمت في قراءة وتعلم الكتاب المقدس، مما أدى إلى ظهور الحركة الإنجيلية.
• بدأ التشديد على أهمية الكتاب المقدس بدلًا من القوة المؤسسية للكنيسة.
• بدأ فحص الدين، وفهمه بشكل كبير عن كثب في هذه الفترة، مما ساعد في انتشار قراءة الكتاب المقدس من قِبل الناس أنفسهم لأول مرة.

النتائج والآثار الأخلاقية لعصر النهضة

نذكر منها:^[٨][٩]

• ترابط الضعفاء، والأقوياء لحماية بعضهم بعضًا، حيث كان امتلاك الأرض أهم مقومات النظام في ذلك الوقت.
• تكون النظام الاجتماعي في عصر النهضة من الأسياد وهم النبلاء والفرسان، ومن رجال الدين، وفئة العبيد من الفلاحين الذين يعملون كعبيد عند أسيادهم.
• كان العبيد يتعرضون لاستغلال كبير من قبل الأرستقراطية، والفرسان.
• ارتبط ظهور الطبقة الوسطى بنمو المدن، مما أدى إلى تشجيع الآداب، والفنون بأنواعها، وبالتالي أصبحت المدن مراكز أساسية للحضارة، والثقافة.

النتائج والآثار الفنية لعصر النهضة

نذكر منها:^[١٠][١١]

• اعتمد الفن في عصر النهضة على الواقعية، حيث اتجه إلى فن الرسم المنظوري، إذ صوّر الرسّام ليوناردو دافنتشي علم التشريح البشري، مما ساهم في فهم شكله.
• اعتمد بعض الرسامين مثل: هيجو، وجان فان على استعمال القماش، والطلاء الزيتي.
• ساهم عصر النهضة في إبراز الهندسة المعمارية بعض عناصر العمارة اليونانية القديمة، والرومانية، ساعد العديد من الباباوات على تطور وازدهار النهضة الفنية في إيطاليا، فقد شُيدت كنيسة القديس بُطرس، حيث قام كبار المعماريين، والرسامين، والنحاتين على تزيينها وزخرفتها ومن أهمهم المعماري برامانته، والرسام رفائيل، وميشيل أنجلو.^[١٢]
• تميزت اللوحات الفنية في عصر النهضة بالغموض، فمَن يُدقق في الجدران الموجودة في معظم المتاحف في الوقت الحالي يلاحظ الغموض بشكلٍ واضح.
• أُدخلت الألوان الزيتية في عصر النهضة كوسيلة جديدة للفن في إيطاليا، حيث رسم الفنانون لوحات كانت تُركز على تصوير موضوعات واقعية في شكلها الطبيعي.
• استُعمل الضوء في اللوحات؛ لخلق دراما مُلفتة للنظر.

نتائج وآثار أخرى لعصر النهضة

نذكر منها:

• اختُرعت العديد من الآلات الموسيقية الأخرى مثل: القيثارة، والكمان، وتميزت الموسيقى في عصر النهضة بمميزات إنسانية، حيث كان يقرأ الملحّنون الرسائل الكلاسيكية عن الموسيقى، ثم يقومون بتأليف موسيقى تهدف إلى ملامسة آذان المستمعين عاطفيّا.^[١٣]
• برز التطور في الملاحة البحرية في عصر النهضة، إذ ابتُكرت أدوات ملاحية جديدة، كما أُدخلت الكثير من التحسينات الجديدة في بناء السفن، بالإضافة إلى ذلك تطور علم الخرائط، والذي ساهم في التوغل في اكتشاف البحار والمحيطات، مما أدى إلى بناء طراز جديد من السفن، والذي يجمع بين الملاحة، وسرعة التنقل دون التعرض لأخطار المحيطات.^[١٤]