نبذة عن الحضارة الميتانية
تعتبر الحضارة الميتانية (بالإنجليزية: Mitanni) من حضارات بلاد الرافدين القديمة والمنسية أيضًا، وهي مملكة قديمة، لم يجد علماء الآثار لها سجلات تاريخية كثيرة تدل على تاريخهم وثقافتهم ومعتقداتهم الدينية، ولكن أشارت دلائل مثل المراسلات بين ملوك مملكة ميتاني وملك آشور ومصر (رسائل العمارنة)، ومعاهدة بين ميتاني والحثيين، وأقدم دليل لتدريب الخيول في العالم، على ازدهار المملكة الميتانية التي حكمت بين 1500 و1240 قبل الميلاد، حيث كانت المملكة الميتانية في عام 1350 قبل الميلاد قوية بما يكفي ليتم ضمها إلى مجموعة القوى العظمى في المنطقة في ذلك الوقت مثل المملكة المصرية ومملكة حاتي وبابل وآشور.[١][٢][٣]
امتدت المملكة الميتانية في أوج قوتها من كركوك (أرابخا القديمة) وجبال زاغروس في الشرق عبر آشور إلى البحر الأبيض المتوسط في الغرب، ويعتقد المؤرخون أن منطقة نهر خابور كانت قلب المملكة الميتانية وأهم جزء فيها، حيث وُجدت عاصمتها؛ وسكاني (Washukanni)، وعُرفت المملكة الميتانية بعدة أسماء في ذلك الوقت، فكان يطلق عليها المصريون متاني (Metani) أو نهرين (Naharin)، والآشوريين هانيغالبات (Hanigalbat).[١][٣]
أصول الحضارة الميتانية
يرجع أصل الميتانيين بحسب اعتقاد المؤرخين إلى أنهم إيرانيون هنديون مهاجرون أو هنديون آريون، سكنوا بلاد الرافدين لأول مرة، حيث كانوا في الأصل أعضاءً في قبائل آرية استقرت في الهند، ولكنهم انفصلوا عن القبائل الرئيسية، وهاجروا إلى بلاد الرافدين، حيث استقروا بين الشعوب الحورية، وأسسوا فيها مملكة سُميت ميتاني، وهي واحدة من عدة ممالك ودول صغيرة، أسسوها في المنطقة، وأصبحوا فيها من يمثل الطبقة النبيلة الحاكمة، وأطلقوا على أنفسهم ماريانو (maryannu).[١][٣]
أطلق الحيثيون إلى سكان ميتاني باسم الحوري (Huri) أو الحوريين، واتفق على هذه التسمية أغلب علماء العصر الحديث، حيث استخدموا لغة السكان المحليين، والتي كانت في ذلك الوقت لغة غير هندية إيرانية؛ لغة حورية.[١][٣]
نهاية الحضارة الميتانية
أضعفت غارات الملك الآشوري آشور أوباليت الأول مملكة ميتاني في القرن الرابع عشر قبل الميلاد، وزادت نزاعات الخلافة بين ملوك ميتاني من حدة المخاطر التي تواجهها المملكة، حيث سبب هذا النزاع إلى جعل ميتاني فريسة سهلة للحثيين، فاستولى عليها الملك سوبيلوليوما الأول، وقام بترحيل عدد كبير من سكان ميتاني واستبدالهم بالحثيين.[١][٣]
وبعد فترة قصيرة، استولى الملك الآشوري أداد نيراري الأول على المنطقة، وقام مرة أخرى بترحيل عدد كبير من سكان ميتاني، واستبدلهم بسكان آشوريين، وأكمل ابنه وخليفته شلمنصر الأول فتح ميتاني عام 1250 قبل الميلاد، وبعدها أكمل ابن شلمنصر الأول؛ توكولتي نينورتا الأول مسيرة أبيه وجده، فهزم الحثيون في معركة عام 1245 قبل الميلاد، حيث قضى عليهم تمامًا كقوة في المنطقة، وبذلك تم محو مملكة ميتاني وتم تدميرها وتدمير أثار وجودها بشكل كامل، حيث أصبحت فيما بعد جزءًا من الإمبراطورية الآشورية.[١][٣]