إليك ترتيب الحضارات التي مرت على تونس

إن الحضارة الفينيقية هي أولى الحضارات التي بدأت في تونس وتركت أثر عظيم فيها، إذ أنها أسست مدينة قرطاج والتي هي أشهر مدينة في تونس، تنافست الحضارة الفينيقية مع الرومانية كونها المدينة الأكثر سيطرة على البحر الأبيض المتوسط، وقد فقدت قرطاج السيطرة على إمبراطوريتها بعد الحروب البونيقية، وسيطرت الرومان على قرطاج من 146 قبل الميلاد إلى القرن الخامس ميلادي، ثم احتلت الفاندال تونس ثم البيزنطيين وأخيرًا العرب والذين سيطروا على تونس بالكامل في القرن السابع ميلادي.^[١]

حضارات العصر القديم

الحضارة البيزنطية

أهم المعلومات عنها نذكر:^[٢]

• بدأ الجينيرال البيزنطي بالسيطرة على تونس عام 533 في استعادة شمال إفريقيا لصالح الإمبراطورية الرومانية، وقد حصلت العديد من المعارك بين الأمراء في تونس وانتهت هذه المعارك بسيطرة الفاندال على قرطاج عام 531، ثم ظهر أسطول بيزنطي على ساحل إفريقيا وحصلت معركة تسمى ديسيمونت البحرية وانتهت بتدمير قوة الفاندال وسيطرة البيزنطيين على قرطاج.
• أصدرت القوة البيزنطية بعض القواعد في تونس، وسيطر البيزنطيون على المنطقة الساحلية فقط، وأقاموا فيها بعض المشاتل الزراعية وأبراج المراقبة، وكل ذلك يعود لطبيعة المنطقة الخلابة، والنظام السياسي والاجتماعي الروماني، وقد استمر بعض منه في عهد البيزنطيين دون وجود أي تحديثات على النظام.
• سقط البيزنطيون تدريجيًا على أيدي العرب وقد كان ذلك في وقت قصير جدًا قبل انتشار الإسلام في تونس، فقد استولى العرب على قرطاج عام 695 وبعد ذلك بسنتين قام القديس الأرستقراطي بدخولها، ومن ثم بعد 3 سنوات استولى الفاطميون على تونس مرة أخرى وأصبحت دولة تحت حكمهم.

الحضارة الفينيقية

من أهم المعلومات عنها نذكر:^[٣]

• تعد الحضارة الفينيقية من الحضارات التي قامت في مدينة قرطاج في تونس، أنشئت عام 824 قبل الميلاد على شكل مستعمرة، وكانت قرطاج من أغنى المدن في العصور القديمة ومركزاً إمبراطورياً تجارياً وبحرياً مهماً سيطرت على غرب البحر الأبيض المتوسط، واستقلت قرطاج في القرن السابع قبل الميلاد ثم انتشرت هيمنتها الاقتصادية والسياسية إلى إفريقيا وأيبيريا وغيرها، انتشرت هذه الإمبراطورية بشكل كبير لدرجة بناء خليط من المستعمرات والتوابع والدول التابعة التي وسعت نظام الحكم في المنطقة بشكل أكبر من غيره.
• ساهم الموقع الاستراتيجي لقرطاج في حصولها على ثروة هائلة عن طريق وفرة الأراضي الخصبة والطرق التجارية الرئيسية مع الدول الأخرى، تم تبادل السلع بينها وبين معظم دول العالم القديم من سلع تجارية ومنتجات مصنعة وغيرها، ثم بعدها تم تطوير هذه الإمبراطورية التجارية لتصبح أكبر وأقوى قوة بحرية في البحر الأبيض المتوسط، بوجود جيش يتكون من المرتزقة والأجانب والمساعدين.
• دخلت قرطاج في صراع مع العديد من المنافسين لها من البربر الموجودين في شمال إفريقيا، ثم دخلت بعدها في صراع مع الإغريق الصقليين، واشتد النزاع مع روما في الحروب البونيقية والتي حدثت بها أكبر المعارك وأكثرها تعقيدًا في العصور القديمة كادت أن تسقط روما، وفي عام 146 قبل الميلاد دمر الرومان قرطاج وبنوا مكانها مدينة جديدة وأصبحت معظم ممتلكات الحضارة القرطاجية تحت الحكم الروماني في القرن الأول الميلادي.
• بقيت قرطاج ذات هوية فينيقية على الرغم من سيطرتها العالمية، وقد كان الشعب الفينيقي متحضرًا بشكل كبير وموجهاً للملاحة البحرية والتجارية، وقد أنجزت الحضارة الفينيقية العديد من التقنيات التي ساهمت في شهرتها ومنها الإنتاج المتسلسل للزجاج غير الملون ولوحة الدرس والقوط، وقد جمع نظام الحكم في قرطاج بين الديمقراطية، والأوليغارشية، والجمهورية، مما ساهم في إنتاج ضوابط حديثة لطريقة العيش.
• على الرغم من قوة الحضارة الفينيقية وسيطرتها على العالم القديم إلا أنها تنافست كثيراً مع روما، وهذا كان يهدد صعود الإمبراطورية الرومانية وتغيير مسار الحضارة الغربية، وبعد تدمير الكثير من النصوص المتعلقة بالحضارة الفينيقية بعد الحرب البونيقية الثالثة؛ فإن معظم المعلومات عن الحضارة تأتي من مصادر رومانية ويونانية، وقد تغيرت طريقة المعيشة الشعبية والعلمية لقرطاج بسبب سيطرة الحضارة اليونانية والرومانية على المنطقة، ولكن ما زال هناك بعض الآثار التي دلت على وجود الحضارة الفينيقية.

الحضارة الرومانية

هذه أهم المعلومات عن هذه المرحلة:^[٤]

• احتل الرومانيون حوالي 5 ملايين كيلو متر مربع من مساحة الأرض وهي تبلغ حاليًا نصف مساحة أوروبا، وقد وجدت العديد من الآثار التي تخص الحضارة الرومانية في تونس من الجهة الجنوبية من البحر الأبيض المتوسط، وهذه الآثار جميلة جدًا ولها قيمتها ولكنها أقل زيارة من تلك الموجودة في أوروبا.
• تونس هي عبارة عن إفريقيا بالنسبة للرومان قديمًا وقد كان هذا الاسم هو الذي أطلقوه على تونس في تلك الفترة والتي كانت تشكل جزءاً من البحر الأبيض الأوسط، فقد كان يتم شحن الزيتون والحبوب عبر البحر الأبيض المتوسط مما ساهم في زيادة اقتصاد تونس في تلك الفترة، وهناك عدة أماكن تحتوي على آثار الرومان في تونس ومنها، الجم، والدقة، وسوفيتولا، وأوثينا.

حضارات العصر المتوسط

الفاطميون

من أهم المعلومات:^[٥]

• استولى زعيم الإسماعيليين على تونس عام 909 وقد كانت هذه الطائفة مسيطرة على الأغلبية.
• أنشأ الفاطميون مدينة تدعى مهيدا وهي عاصمة الفاطميين، وقد سيطر الفاطميون على مصر ثم جعلوا القاهرة عاصمتهم الجديدة، وحكم تونس مجموعة من الحكام من منطقة مستقلة تسمى الزيريين، ومع مرور الوقت انفصل الزيريون عن الفاطميين وأصبحوا مستقلين عام 1049.
• في القرن الثاني عشر سيطر النور مانديون الذين حكموا صقلية على موانئ التونسية، وسيطروا على مدينة جربة عام 1135 والمهدية عام 1148، ومع ذلك تم طردهم من المغرب من قبل الموحدين، واستولى الموحدون على تونس عام 1159، وفي عام 1229 استقال والي تونس وشكل مجموعة جديدة، واستطاع الحفصيون إعادة نظام تونس إلى ما كان عليه، وفي القرن الثالث عشر ازدهرت الحياة في تونس بالإضافة إلى ازدهار التجارة فيها.

حضارات العصر الحديث

من أهم المعلومات:^[٥]

• عام 1574 سيطر العثمانيون على تونس، وقد كان معظم التونسيين قراصنة في القرنين السابع عشر والثامن عشر، وقد كان يطلق على هؤلاء القراصنة اسم البربر وهي مشتقة من كلمة بربرية، مع تطور الوقت أخذت القوى الأوروبية إجراءات ضد البربر ومنها قصف الأدميرال بليك لبورتو فارينا، وانتهى الحكم العثماني التركي في تونس عام 1705 عندما بدأ حسين بن علي سلالة الحسينيين.
• زاد النفوذ الأوروبي وخاصة الإيطالي في تونس خلال القرن التاسع عشر، أفلست تونس عام 1869 وقد سيطرت بريطانيا، وفرنسا، وإيطاليا على الموارد المالية التونسية، وفي عام 1881 دخلت القوات الفرنسية من الجزائر، ثم نمت القومية التونسية في بداية القرن العشرين وبدأ الاستقلال، وأصبحت تونس تحت الحكم الفيشي الفرنسي عام 1940 عندما غزت ألمانيا فرنسا، ثم احتل الألمان تونس عام 1942.
• واصل التونسيون مسيرتهم من أجل الحرية بعد الحرب العالمية الثانية، وفي عام 1956 وافقت فرنسا على استقلال تونس، وفي عام 1957 استقلت تونس وأصبح نظام الحكم فيها ملكياً دستورياً ثم أصبح بعدها نظام الحكم جمهورياً، وأصبح الحبيب بورقيبة أول رئيس لتونس عام 1975، واستقال عام 1987، واستلم بعده زين العابدين بن علي.

ميزات حضارات تونس

إليك أبرز ميزات الحضارات في تونس:^[٦]

• الفتح الإسلامي: سيطر الرومانييون على شمال إفريقيا واستقروا فيها حتى القرن الخامس، ثم سقطت الإمبراطورية الرومانية، وبدأت القبائل الأوروبية بالسيطرة بما في ذلك الفاندال على تونس، ثم بدأ الفتح الإسلامي في تونس في القرن السابع الميلادي، مما أدى إلى تكوين مجموعة سكانية هائلة شملت موجات الهجرة اللاحقة من جميع أنحاء العالم العربي والتركي ومن المسلمين واليهود الإسبان.
• تنوع الثقافات: كانت تونس في القرن السادس عشر مركزاً للثقافات كونها انفتحت على العالم العربي، واندمجت أيضًا في الإمبراطورية العثمانية، ولا سيما أنها كانت قبل ذلك محمية فرنسية حتى استقلت مما أدى إلى احتفاظها بالعلاقات السياسية، والعلاقات الاقتصادية، والعلاقات الثقافية مع دولة فرنسا.
• السياسات البراغماتية: عند بدء الاستقلال في تونس تم التشدد على التنمية الاقتصادية والاجتماعية للبلاد، بما في ذلك التعليم، وانتشار الوظائف، وتقدير مكانة المرأة ووضعها، أدى كل ذلك إلى حدوث تقدم اجتماعي ونمو اقتصادي قوي مما ساهم في الاستقرار السياسي والاجتماعي.