اكتشف حضارة سومر، أو الحضارة السومرية

يُقال أن اسم حضارة سومر مُشتق من أحد أسماء مدينة نفر، والتي كانت مقرًا دينيًا عند السومرين، بالإضافة لكونها أول مدينة في الحد الشمالي من بلاد سومر، وقد تم أخذ التسمية من طبيعة المنطقة التي استقروا فيها وهي منطقة سهلية رسوبية من بلاد وادي الرافدين.^[١]

نشأة الحضارة السومرية

في ما يأتي عدد من المعلومات عن نشأة الحضارة السومرية:

أين نشأت

في ما يأتي بعض المعلومات عن مكان نشأتها:

• نشأت الحضارة السومرية قبل 4000 عام قبل الميلاد.^[٢]
• تُعد سومر موقعًا لأقدم حضارة معروفة.^[٣]
• غطت الحضارة السومرية بلاد ما بين النهرين (نهري دجلة والفرات).^[٣]
• كانت الحضارة السومرية مقسمة إلى مدن أو "دويلات مدينة " مثل الوركاء وجمـدة نـصر وأريدو وأور ولارسة ولكش وكرسو وسرغل واوما وشروباك وبسماية ونفر وكـيش وآيـسن وسبار وكوثي وبابل وبورسيبا واشنونا وتوتب ولراك وأربي وأكد وغيرها.^[٤]

مراحل نشأتها

في ما يأتي مراحل نشأة الحضارة السومرية:^[٥]

• ظهرت الحضارة السومرية ما بين 4000-4500 قبل الميلاد، وسُكنت من قبل العبيدين في منطقة سومر، والتي أصبحت فيما بعد بابل وهي الآن جنوب العراق.
• العبيديون هم أول قوة حضارية في سومر، وطوروا الزراعة والتجارة والصناعات بمختلف أنواعها.
• هاجر العبيديون إلى بلاد ما بين النهرين وسُكنت من قبل الشعوب السامية مضيفةً بذلك ثقافتها إلى ثقافة العبيديين وإنشاء حضارة ما قبل السومرية العالية.
• يُعتقد أن أصل السومريين والذين وصلوا إلى سومر في 3300 قبل الميلاد وأصبحت لغتهم السائدة في المنطقة من بلاد الأناضول.

أهم الجوانب الاقتصادية لحضارة سومر

نستعرض آتيًا عدد من أهم الجوانب الاقتصادية لحضارة سومر:

الجانب التجاري

آتيًا عدد من المعلومات عن التجارة لبلاد ما بين النهرين:^[٦]

• كانت بلاد ما بين النهرين مُنتجة للعديد من المنتجات الزراعية من الفاكهة والخضروات والمكسرات، بالإضافة لوجود العديد من المنتجات الحيوانية كاللحوم، واللبن، والأسماك، بالإضافة لوجود الخامات الأساسة من المعادن والأخشاب.
• كانت التجارة الداخلية لبلاد ما بين النهرين ما بين المُدن والريف، فكان يتم نقل الطعام والشراب والمنتجات الغذائية للمدن وتزويد الريف بأدوات الزراعة ومنها المحاريث.
• التجارة الخارجية كان تقوم على نقل المعادن كالحديد والنحاس والقصدير، بالإضافة للمنسوجات، والفخار، والمجوهرات، والمنحوتات العاجية وغيرها، كما تمّ تصدير الحبوب، والتمور، والزيوت، والكتان.
• تمّ استخدام القوارب النهرية والعربات التي تجرها الحيوانات لنقل البضائع.

الجانب الزراعي

في ما يأتي أهم المعلومات عن الزراعة في الحضارة السومرية:^[٧]

• بدأ السومريون الزراعة منذ أكثر من 10000 عام، هذا وتتمتع أرض بلاد ما بين النهرين بخصوبة عالية ساهمت في ازدهار قطاع الزراعة فيها.
• أكثر المحاصيل الزراعية كانت من الفول، والشعير، والبازلاء، والقمح، وذلك لسهولة زراعتها.
• تمّ استخدام المحاريث المربوطة بالحيوانات لحراثة الأراضي الزراعية وتسهيل عملية الحراثة.
• تميزت الهندسة في الحضارة السومرية وظهر ذلك من خلال تخطيط الترع والأقنية لنقل المياه الفائضة من نهري دجلة والفرات للمناطق العطشى.^[٨]

الجانب الصناعي

في ما يأتي عدد من الصناعات التي كانت مُنتشرة في بلاد ما بين النهرين:^[٩]

• صناعة الفخاريات ذات الأشكال الهندسية والرسوم والزخارف العديدة.
• صناعة الأختام.
• صناعة مواد البناء ومنها اللبن والطابوق والقار والإسفلت والحجر والمرمر والجص والمواد الكلسية.
• صناعة المعادن والمواد المعدنية، ومن أشهر المعادن المُستخدمة آنذاك النحاس، والبرونز، والذهب، والفضة، والحديد، وتم استخدام العديد من الأدوات التي تُسهل عمليات الصهر والتصنيع ومنها الأواني والأوعية، والمطاحن والمدقات، والمصافي والمرشحات والأفران.
• صناعة الأنسجة والغزل، وتم استخدام المغزل، والنول.
• صناعة المنسوجات الصوفية وإنتاج الصوف، بالإضافة لصناعة المنسوجات الكتانية والقطنية.
• صناعة الحبال، والسجاد، وصباغة الغزول والأنسجة.
• صناعة الدباغة والجلود.
• الصناعات الغذائية والحبوب.
• صناعة العطور.
• تطوير اللبن للآجر.^[٨]

الجانب الفني والأدبي للحضارة السومرية

في ما يأتي عدد من المعلومات عن الجانب الفني والأدبي للحضارة السومرية:

الفنون والعمارة

في ما يأتي أهم المعلومات عن الفن والعمارة في الحضارة السومرية:^[١٠]

• برز بناء المعابد في الحضارة السومرية لبلاد ما بين النهرين، وكانت الهندسة المعمارية لها ذات خصائص محددة؛ إذ يتم بناؤها على سطح الأرض أو على مسطبة طينية، كما يكون تخطيطها عادةً بشكل مربع، أو مستطيل، أو بيضوي، بالإضافة لإحاطته بسور عظيم لعزله عن العالم الدنيوي وأخيرًا تزينه بأفاريز عاجية، أو مصدفة، أو حجرية.^[١١]
• المساكن السومرية كانت تتكون من فناء مركزي يضمن الإضاءة والتهوية الطبيعية له.
• استُخدمت الأعمدة للغايات الجمالية.
• استُخدمت الأقبية والأقواس في الفتحات الداخلية والخارجية للمباني.
• اشتهر السومريون ببناء الهياكل والأبنية المكونة من عدة طوابق.^[٨]

العلوم

في ما يأتي أهم المعلومات عن العلوم في الحضارة السومرية:^[١٢]

• السوموريون هم أول من اكتشف ومارس الفرضية العلمية.
• تمّ ابتكار أول كلمة مكتوبة في الحضارة السومرية.
• طورت مادة الرياضيات، وعلم الفلك وعلم التنجيم في عهد هذه الحضارة.
• تمت صياغة مفهوم الوقت في عصرهم (تقسيم اليوم لأربعة وعشرين ساعة، والساعة لستين دقيقة والدقيقة لستين ثانية)،^[١٣] وكانت شهورهم تبدأ بظهور الهلال الجديد وسنتهم مكونة من 12 شهر، كما كان نظام العد لديهم يعتمد على وحدة الستين وعليه تم تقسيم الوقت والدائرة إلى 360 درجة.^[٨]
• استطاع السومريون تركيب الأدوية وتقطير العطور.^[٨]
• اهتم السومريون بعلم التنجيم وطوره ليصبح سابقًا لعلم الفلك.^[٨]

أهم إنجازات الحضارة الأخرى

في ما يأتي عدد من الإنجازات الأخرى والاختراعات للسومريون:^[١٢]

• العجلة.
• الشراع.
• أدوات الريّ والزراعة.
• تم تشكيل المدن، واختراع الخرائط.
• الأدوية والجراحة الطبية.
• الأقواس.
• الدولاب.^[٨]
• المحراث.^[٨]

معلومات أخرى عن الحضارة السومرية

في ما يأتي عدد من المعلومات الأخرى عن الحضارة السومرية:

أشهر مدن الحضارة السومرية

آتيًا عدد من أشهر مدن الحضارة السومرية:^[١٤]

• كيش: أول المدن السومرية، وتمتعت المدينة بشهرة واسعة في البلاد، ولعب ملوك كيش دورًا مُهمًا في توحيد البلاد، ومن هؤلاء الملوك (كلبم ـ كلب، قلومم ـ حمل ، زقاقيم ـ عقرب)، وبقايا هذه الدولة حاليًا موجودة في تل الأحمير بالقرب من بابل.
• الوركاء (أوروك): تم اختراع الكتابة بالخط السامري في هذه المدينة، وتقع في محافظة ذي قار وتبعد عن مدينة أور 36 كيلومترًا، ومن أشهر ملوكها كلكامش والذي خُلدت مآثره البطولية في ملحمة كلكامش.
• أور: أسست المدينة على يد الملك ميسانيبدا، وهي إحدى الدويلات السومرية المُهمة، وتقع بالقرب من مدينة الوركاء في محافظة ذي قار، وعلى بعد 160 كيلومترًا شمالي مدينة البصرة، وقد عُثر في أور على 16 مقبرة ملكية، وكان يتم دفن الملك مع جواريه بملابسهن وجواهرهن بعد أن يتم سمهم، ومن أهم القبور الموجودة فيها قبر الملكة شعباد.
• لكش: تقع المدينة في منطقة الغراف، ولم يُكن معترف بها من قبل كهنة معبد الآلهة؛ وبذلك لم تكتسب الشرعية للحكم على السلالة السومرية ولم يرد ذكرها في جداول الملوك السومرية، ومن أشهر ملوك المدينة الملك أياناتم الذي وسع نفوذه على رقعة جغرافية كبيرة .
• أوما: يُعد الملك لوكال زاكيزي من أشهر ملوكها وتولى الحكم لمدة 25 عامًا، وخلال حكمه وحد البلاد وضم جميع المدن السابقة، وعليه تم تغير لقبه من حاكم البلاد لملك البلاد، وبذلك يكون أول ملك قد أنشأ المملكة الموحدة الكُبرى.

نظام الحكم

في ما يأتي أهم المعلومات عن نظام الحكم في الحضارة السومرية:^[١٥]

• كان الحكم في الحضارة السومرية يُنظر إليه لكونه مُنزل من السماء، فيفوض الآلهة الملك ليكونوا رعاة للبشر.
• لم يُنظر آنذاك للملك بأنه إله، بل أن المُلكية قد نزلت من السماء.
• المُلكية في الحضارة السومرية هي مُلكية دينية ينوب فيها الملك عن الآلهة.
• لا يحق للملك سن التشريعات أو الغزو أو تشييد بناء أو ممارسة أي نشاط مهما كانت طبيعته إلا بإيحاء من الآلهة.

لغة الحضارة

اللغة السومرية هي عبارة عن كتابات مسمارية (رموز) استخدموا فيها أقلامًا من القصب أو الخشب أو المعدن للكتابة على ألواح طينية، واللجوء إلى وضعها بأفران لحفظ ما كُتب عليها، أما قراؤتها فتكون من اليمين إلى اليسار،^[٨] هذا وقد مرت في عدد من مراحل التطور، وهي كما يأتي:^[١٦]

• الطور الصوري: وكانت فيه الكتابة عبارة عن صورة الشيء المُراد تدوينه.
• الطور الرمزي: استخدمت فيه العلامات للتعبير عن الشيء المُراد كتابته.
• الطور المقطعي: وفيه تم اعتماد علامات مسمارية تكون أصواتها كلمة مُعينة.

في ما يقسم تاريخ اللغة السومرية إلى عصرين وهما:^[١٧]

• العصر السومري، ويشمل:
• المرحلة الأركائية، وقد عثر فيها على النصوص في مدينة الوركاء، واقتصر التدوين فيها على النصوص الاقتصادية.
• المرحلة السومرية القديمة، وتضمنت بعض النصوص الاقتصادية، وبعص النصوص الملكية.
• المرحلة السرجونية وحقبة الاحتلال الكوتي.
• المرحلة السومرية الحديثة، وتضمنت نصوصًا اقتصادية، ويونانية، وإدارية، وملكية، وأدبية.
• ما بعد العصر السومري ويشمل:
• مرحلة العصر البابلي، وفيها تم استنساخ النصوص السومرية، وتتشابه اللغة في هذه المرحلة مع لغة ونصوص المرحلة السومرية الحديثة.
• مرحلة العصر البابلي القديم الأخيرة، وتختلف لغة النصوص فيها عن مرحلة العصر البابلي، وتتضمن الكتابات الملكية لارسا وبابل ونصوصًا اقتصادية، وقضائية.
• مرحلة ما بعد العصر البابلي القديم، وتتضمن نصوصًا ملكية وأدبية.

ديانة الحضارة

في ما يأتي أهم المعلومات عن ديانة الحضارة السومرية:^[١٤]

• تعددت الآلهة في ديانة بلاد ما بين النهرين (أي أنهم مشركين)، واتصفت هذه الآلهة بصفات مشابهة للبشر.
• تفوقت الآلهة على البشر -كما كانوا يعتقدون- وذلك لكونها متصفة بالخلود والقدرة المُطلقة.
• تعددت المعابد في بلاد ما بين النهرين لتعدد الآلهة وهي صفة مشابهة للبشر.
• عبد سكان ما بين النهرين الظواهر الطبيعية المؤثرة على حياتهم، كالشمس والقمر، والماء والهواء، كما خصصوا آلهه لكل مظهر.
• تم تخصيص آلهة لشؤون الحياة اليومية كالطب، والحكمة.
• تطورت العقيدة ليصبح لكل إله مدينة زوجةٌ، وخُصت أيضًا بالعبادة، وكان يُقام احتفال الزواج المقدس اعتقادًا بأن الزواج الإلاهي يزيد من العطاء والخير.
• وجد في كل مدينة إله لحمايتها، إلا أن هناك إله واحد عُبد في جميع المدن.

تاريخ وأسباب سقوط الحضارة

انتهت الحضارة السومرية واختفت في عام 2000 قبل الميلاد، وكان السبب في سقوطها هو نتيجة الهيمنة العسكرية من مختلف الشعوب السامية، وعلى وجه التحديد من قبل سرجون الأكدي الذي أسس إمبراطورية له في بلاد ما بين النهرين ليبدأ عصر جديد عُرف باعصر الأكدي.^[١٣][١٤]