تعد تدمر مدينة قديمة تقع في جنوب وسط سوريا، وتبعد مسافة (210 كم) إلى الشمال الشرقي من دمشق، وتميّزت تدمر عبر آلاف السنين بعلاقاتها مع مُختلف الحضارات التي أحاطتها مثل آشور، واليونان، والرومان، والفرس، وتعود أقدم الإشارات إلى تدمر إلى عهد سرجون الأول الأكدي (2371-2316 قبل الميلاد)، وقد سميت تدمر في الكتابات القديمة باسم العموريين، وعُرفت عند اليونان، والرومان باسم بالميرا أي "مدينة النخيل" حيث أطلقه عليها الإسكندر الكبير (356-323) عندما شاهد أشجار النخيل العظيمة الموجودة فيها.[١][٢]


عوامل ازدهار الحضارة التدمرية

كان هناك العديد من العوامل التي ساعدت على ازدهار الحضارة التدمرية منها:[٣][٤]

  • احتوت تدمر على واحة تدمر التي شكلت قناة أساسيّة للتبادل التجاري بين حضارات بلاد الرافدين عبر دجلة والفرات، ومنافذ حوض البحر الأبيض المتوسط.
  • تُعتبر من أهم الموارد المائية التي حافظت على المكونات الحرجية، بالإضافة لاحتوائها على احتياطي كبير من الملح.
  • وجدت العديد من الحضارات مصالحها في تدمر؛ كالإمبراطورية الرومانية والبارثية، ولاحقًا الساسانية.
  • أدى التبادل التجاري بين العائلات الآرامية والعربية في تدمر مع غاندهاران في غرب آسيا والهند، وبلاد فارس، والإمبراطوريات الشرقية في الصين، والشرق الأدنى اليوناني إلى ازدهار الثقافة واللباس بسبب تبادل النسيج.
  • ساهم الموقع الجغرافي لتدمر في مركز الصحراء السورية بجعلها ثروة تاريخية، واقتصادية حيث ازدهرت في نهاية العصر الهلنستي وبداية العصر الروماني.
  • ساهم وجود الموانئ التابعة لتدمر في ميسان، وعلى نهر النيل وقرب أسوان، ووجود حماية عسكرية في الفرات على ازدهار التجارة وتطورها.
  • ساهم وجود المراكز التجارية التابعة لتدمر في بلاد فارس، ووجود خط تجاري مع البتراء، ثم إلى سيناء وغزة في ازدهار الحضارة التدمرية.
  • ساهمت الزراعة بازدهار تدمر، كزراعة الزيتون، والحنطة، والتمر، والرمان، والتفاح، والبطيخ، والإجاص.


أبرز إنجازات الحضارة التدمرية

فيما يلي بعض إنجازات الحضارة التدمرية:[٥]

  • كان التدمريون يكتبون باللغة الآرامية، لكن في القرن الأول الميلادي انتشرت القبائل العربية واتحدت وقامت باستخدام المصطلحات العربية.
  • يُذكر أن 99% من العمارة التدمرية ذات مخطط معماري سوري وليس هلنستيًا أو رومانيًا.
  • شكّلت تدمر مكانًا للتسامح والتعددية الدينية، إذ كان فيها العديد من الطوائف الدينية.
  • يُعتبر النحت التدمري من المدارس الفنية المهمة، إذ تم اكتشاف العديد من المنحوتات الجنائزية الموشحة بتعابير تضج بالحياة، وهي ذات طابع شرقي لم يتأثر بالحكم الروماني الممتد قرابة قرنين ونصف.
  • حافظ التدمريون على ثقافتهم وقاوموا الثقافة الرومانية، وظهر ذلك من خلال البنية التحتية ذات الطابع الشرقي، بالإضافة للمحافظة على الزي التقليدي التدمري.
  • تم تنظيم العديد من المعارض التجارية الدولية في تدمر.
  • قام التدمريون ببناء معبدٍ في روما في حي الشرقيين.
  • بنى التدمريون المشاغل، والمصانع في الخليج العربي.
  • قام مجلس الشيوخ التدمري بإقرار التعرفة الجمركية عام 137 قبل الميلاد، وهذه دليل على القوة التجارية.
  • كانت حكومة تدمر تشجع التجار لتطوير أعمالهم وتجارتهم.
  • انتشرت الحضارة التدمرية في أوروبا؛ إذ تم العثور على آثار تدمرية في بريطانيا من المحتمل أنها انتقلت مع التجار، بالإضافة للعثور على مستوطنة تدمرية في هنغاريا، وقطع تدمرية في باكستان وكتابات تدمرية في الجزائر.
  • وفر التدمريون الحماية للقوافل، وخطوط التجارة خاصةً الخط بين الفرات إلى حماة ودمشق.


نهاية الحضارة التدمرية

قام أورليان الرومي بإعداد حملة لغزو تدمر، حيث قاد جيشه عن طريق آسيا الصغرى ثم إلى بلاد الشام، ولاقاه جيش تدمر بقيادة زنوبيا مما أدى إلى هزيمة التدمريين، وهزيمتهم أيضًا في حمص، وقام أورليان بالسيطرة على تدمر عام 272، وأصدر عفوًا عامًا عن السكان ما عدا كبار الموظفين والمسؤولين.[٦]

المراجع

  1. "Palmyra", britannica, Retrieved 5/6/2021. Edited.
  2. قيس هاني، السياسية بين تدمر والرومان حتى عام.pdf العلاقات السياسية بين تدمر والرومان حتى عام 273 م، صفحة 1-2. بتصرّف.
  3. بشار محمد خليف، مقاربة فكرية تاريخية لروحية وخصائص حضارة المشرق العربي القديم نموذج تدمر، صفحة 43-47. بتصرّف.
  4. Cynthia Finlayson, Textile Ex extile Exchange and Cultur change and Cultural and Gender al and Gendered, Page 60-61. Edited.
  5. بشار محمد خليف، مقاربة فكرية تاريخية لروحية وخصائص حضارة المشرق العربي القديم نموذج تدمر، صفحة 48-50. بتصرّف.
  6. "دولة تدمر «بلميرا – بالمرينا»"، هنداوي، اطّلع عليه بتاريخ 5/6/2021. بتصرّف.