التربية في العصور الوسطى: كل ما يهمك

بدأت العصور الوسطى منذ انهيار الحضارة الرومانية حتى بداية عصر النهضة أي من بداية القرن الثالث عشر، وتم إطلاق هذا المصطلح التقليدي من قبل الإنسانيين الإيطاليين؛ إذ إنهم كانوا من المهتمين في التعليم والثقافة الكلاسيكية، بالإضافة إلى مفهوم الألف عام من الجهل والظلام التي تفصلهم عن العالمين الروماني واليوناني، وقسمت العصور الوسطى إلى ثلاث فترات وهي العصور الوسطى المبكرة ثم المتوسطة ثم المتأخرة.^[١][٢]

سمات التربية في العصور الوسطى

توجد بعض المواصفات التي تجعل التربية مميزة في العصور الوسطى ومنها:^[٣][٤]

• تقدّم التعليم: كان التعليم في العصور الوسطى متقدمًا جدًا بالمقارنة مع الأفكار التي كانت موجودة لدى الشعب، إذ إن معظم الشعب في تلك الفترة كان يعرف القراءة والكتابة وأداء العمليات الحسابية الأساسية من دفع فواتير وعدّ النقود وتتبع الحسابات الأخرى، وقد كان التعليم أساسيًا ومستمرًا لمعظم الأنظمة التعليميّة.
• اعتماد التعليم على الأسرة: يعتمد المستوى التعليمي الذي يصل إليه الشخص في ذلك العصر على الأسرة، إذ إنّ الأطفال الذين عاشوا في المدن قد تلقوا التعليم على مستوى معين من القراءة والكتابة إلى جانب الحسابات الأساسية التي يستطيع من خلالها الطالب إدارة الأموال على مستوى العائلة، ولكن بالمجمل فقد كان معظم الأشخاص يعرفون القراءة والكتابة بما يكفي للتعامل مع الاحتياجات اليومية، وقد تم دفع أموال طائلة لبناء مدارس عامة وتزويدها بالموظفين في تلك الفترة.
• تعليم النساء بعض المهارات: تعلمت النساء بعض المهارات المنزلية من طبخ، وخياطة، ونسيج، وصبغ، وغزل الصوف، وذبح الحيوانات، وحفظ الطعام بالإضافة إلى مهنة إدارة الخدم وهي دفع الفواتير للتجار والموظفين وإعطاء الخدم رواتبهم الشهرية، وقد تم تعليم نساء العائلة المالكة والنبلاء والطبقة المتوسطة بعض الهوايات مثل؛ الموسيقى، والرقص، والتطريز، كما أن التجار قاموا بتعليم بناتهم الرياضيات من أجل عمليات المحاسبة وبعض الأعمال العائلية، وقد كان تعليم النساء لكل تلك المهن أمر يُتباهى به أمام الأصدقاء والمعارف.

العقائد التربوية في العصور الوسطى

توجد ثلاث مراحل للعقائد التربوية في العصور الوسطى، وهي:^[٥]

• التعليم الرسمي (Formal Education)
• أعطت العديد من الكاتدرائيات والأديرة دروسًا للأطفال والبالغين في أوروبا الغربية.
• أصدرت الكنيسة قرارًا يوجب التعليم على جميع الأولاد والفئات بغض النظر عن قدرتهم على دفع رسوم التعليم أم لا، وكان ذلك في عام 1179.
• كان رجال الدين هم المسؤولون عن تدريس الطلاب، وقد كان يعتمد ذلك على معرفتهم في بعض الأشياء، وقد كان هناك مجموعة من الرهبان الذين وصلوا إلى مراحل عليا من التعليم قبل الزواج من مهاراتهم في الزراعة، والتخمير مما ساهم في نقل معرفتهم إلى الطلاب وتعليمهم بعض المهن التي تفيدهم، بما في ذلك مهارات القراءة، والكتابة، وتعليم اللغة اللاتينية.
• تريفيوم (The Trivium)
• يعدّ التريفيوم ثلاثية الأساس في بداية التعليم الجامعي لطلاب الفنون الليبرالية، ومنها قواعد اللغة أو ميكانيكا اللغة، والمنطق والبلاغة، بالإضافة إلى استخدام المنطق واللغة في التدريس والإقناع.
• أما عن قواعد اللغة فتشمل دورات في اللغة الإنجليزية أو الفرنسية بالإضافة إلى التركيز على اللغة اللاتينية واليونانية، وبعض اللغات المحلية المستخدمة في ذلك الوقت.
• احتوت المناهج على المنطق، والذي هو الفلسفة حاليًا وتضمّن مهارات الكتابة، بالإضافة إلى التواصل الكلامي اليومي.
• الرباعي (The Quadrivium)
• يعد الرباعي هو التعليم ما بعد مرحلة الجامعة أي التخرج ويتضمن أربع مواد وهي: الحساب، والموسيقى، والهندسة، وعلم الفلك.
• قد كان تدريس الموسيقى في ذلك الوقت نظريًا، إذ إنه لم يكن هناك أي آلات لتطبيق العزف الموسيقي بشكل عملي، وقد كان يتم ذلك عن طريق تدريس الصوتيات، والموسيقى بشكل كلاسيكي.

العوامل المؤثرة على الفكر التربوي في العصور الوسطى

إليك بعض العوامل التي أثّرت على العملية التعليمية في العصور الوسطى، ومنها:^[٦]

• توقفت أغلب المراكز التعليمية الرومانية عن تعليم الطلاب في نهاية الإمبراطورية الرومانية، إذ إن التعليم لم يعد له أي أهمية وقد أصبحت مهنة القتال أكثر أهمية، وقد نجح ذلك عن طريق اكتساب الحكام والسياسيين في حصولهم على السلطة من خلال الحروب أو الميراث بينما لم يفعل التعليم ذلك.
• تأثر مجتمع العصور الوسطى بالثقافة الرومانية والجرمانية التي تسبقها، وأصبحت الكنيسة تشكك في الثقافة اليونانية والرومانية وعلى إثر ذلك قررت إغلاق جميع المدارس الوثنية واللجوء إلى الكنائس مما أدى إلى انتشار الرهبنة بشكل واسع وأصبح النمط التعليمي يتمحور حول الدين فقط.
• كان الرهبان يعلمون الأطفال من ذو الطبقة العليا بينما كانت فرصة الأطفال الفقراء في الدراسة نادرة، بسبب البنية الإقطاعية التي تجبر الفلاحين على العمل من أجل العيش لذلك كان عليهم إشراك أطفالهم من أجل مساعدتهم في العمل، وقد كان الطفل الذي يتراوح عمره بين 10-12 عامًا يعتبر إنسانًا بالغًا.
• كانت رسوم الدراسة التي تطلبها الكنيسة غالية جدًا بحيث لا يستطيع الفقراء دفع ثمنها، وقد كان ذلك جيدًا بالنسبة لأصحاب الطبقة العليا حتى يتمكنوا من السيطرة على المنطقة بالكامل.