نبذة عن الحضارة الكنعانية
على الرغم من اختلاف مكان نشوء الحضارة الكنعانية (بالإنجليزية: Canaan) في الأدب التاريخي وكتاب التوراة، إلّا أنها عمومًا نشأت في مناطق من فلسطين، ولبنان، وسوريا، والأردن، في القرن الخامس عشر قبل الميلاد، ويُستخدم مصطلح "الكنعانيون" للإشارة إلى الأشخاص الذين عاشوا في أرض كنعان، لكن من غير المعروف ما إذا كان هؤلاء الأشخاص جميعًا يشتركون في لغة أو دين، على سبيل المثال، كان الفينيقيون من الكنعانيين، ولكن لم يكن الكنعانيون جميعهم فينيقيين.[١][٢]
- وفقًا للكتاب المقدس، سميت الحضارة الكنعانية بهذا الاسم على اسم رجل يُدعى كنعان، وهو حفيد نوح، وتقول نظريات أخرى أن "كنعان" مشتقة من اللغة الحورية لكلمة "أرجواني"، وهي الصبغة التي اشتهر بها الفينيقيون.
- سُجل تاريخ الكنعانيين على يد الأشخاص والحضارات التي عاصرتهم، مثلًا وُجدت بعض السجلات المفصلة للأحداث التي حصلت في أرض كنعان، في موقع تل العمارنة في مصر، وأُخذ البعض الآخر من الكتاب المقدس العبري، كما استخدم علماء الآثار معلومات إضافية من حفريات المواقع الأثرية التي يعتقد أن الكنعانيين عاشوا فيها.
تاريخ الحضارة الكنعانية
تشير الحفريات الأثرية إلى أن "الكنعانيين" كانوا ينتمون لمجموعات عرقية مختلفة، سكنوا في البداية في مجتمعات ريفية في منطقة حول مدينة أريحا في العصر الحجري القديم، ثم تطورت مجتمعاتهم الريفية إلى مدينة أريحا، التي تعد أقدم مركز حضري في المنطقة وفي العالم، ثم انتشر استيطان الكنعانيين في البلدات والقرى الثابتة في العصر الحجري الحديث، وفي الفترة التالية، والتي تسمى العصر الحجري النحاسي، استخدم الكنعانيون الفخار والنحاس، وسكنوا بيوتاً من الحجارة غير المصقولة، بجدران من الطوب اللبن.[٣][٢]
في العصر البرونزي ظهرت الشعوب السامية لأول مرة في كنعان، حيث بدأ التاريخ المسجل في المنطقة، فأصبح الأموريون أو العموريون الساميون، الذين احتلوا كنعان من الشمال الشرقي، العنصر المهيمن على سكان أرض كنعان خلال ذلك الوقت، وغزا أرض كنعان في ذلك الوقت أيضًا؛ المصريين، والهكسوس، والحوريين الذين غزوا مناطق من الشمال.[٣][٢]
أما في العصر البرونزي المتأخر، فقد فرض المصريون سيطرتهم على أرض كنعان، على الرغم من تنازعهم عليها مع الحيثيين (قبائل سكنت الأناضول)، وبنهاية العصر البرونزي تضاءلت سيطرة المصريين على جنوب كنعان، وبدأ الإسرائليون بالسيطرة عليها، والاستيطان بها حتى عام عام 722 قبل الميلاد، حيث تم تدمير الإسرائيليين على يد الآشوريين، وسبى سكانها إلى بلاد الرافدين (بلاد ما بين النهرين).[٣][٢]
وبعد سقوط المملكة الآشورية، على يد تحالف البابليين والميديين عام 612 قبل الميلاد، هوجمت مملكة يهوذا، من قبل البابليين، الذين نهبوا عاصمتهم؛ القدس ودمروا المعبد، وبقية المملكة الجنوبية، في الفترة الممتدة من 589 قبل الميلاد إلى 582، وسبوا اليهود إلى بابل.[٣][٢]