فتح الأندلس

بعد وصول فتوحات المسلمين في عهد عثمان بن عفان إلى شمال أفريقيا، عقد قائد من قادة جيوش فتح أفريقيا، وهو عقبة بن نافع سنة 63 هـ العزم على فتح بلاد الأندلس بعبور مضيق جبل طارق من المغرب إلى إسبانيا، لنشر الإسلام فيها، ولكن المشروع لم يكتمل حيث انشغل المسلمون عنها بأمور أخرى، ونُفذ مشروع الفتح في زمن الخليفة الوليد بن عبد الملك في عصر الخلافة الأموية عام 92 هـ، بقيادة قائد الجيش موسى بن نصير وطارق بن زياد. [١][٢]




أُطلق اسم الأندلس على شبه الجزيرة الإيبيرية؛ إسبانيا والبرتغال، نسبة إلى قبائل الفندال الذين سكنوا المنطقة في القرن الخامس، فسموها فانداليسيا ومع الأيام حُرّفت إلى أندوليسيا ثم إلى الأندلس.




الإنجازات العلمية في الأندلس

اهتم المسلمون في الأندلس في التعليم بشكل كبير فأمروا ببناء الكتاتيب لتعليم الأطفال، وجعلوا المساجد أحد أهم المؤسسات التعليمية في النظام التعليمي، فلم يقتصر دور المساجد في مملكة الأندلس على إقامة وتأدية الصلاة، بل كانت أهم منارات العلم، التي يأتي إليها الطلاب من المشرق والمغرب لتعلم العلوم الدينية والشرعية والعلوم الطبيعية، مثل مسجد قرطبة، ومسجد إشبيلية، ومساجد وبلنسية، ومرسية، وغرناطة، ومالقة، وغيرها من المدن.[٣][٤]


اهتم ملوك الأندلس بالمساجد وعلومها بشكل كبير، فخصصوا ميزانية خاصة لبناء المساجد، وميزانية للشيوخ والعلماء لتفريغهم للتدريس وتأليف العلوم، وميزانية أخرى تغطي مكافاءات الطلاب المتفوقين، بالإضافة إلى تغطية تكاليف دراستهم، وتكاليف دراسة الطلاب المحتاجين، وبذلك انتشرت المساجد بشكل كبير في الأندلس، فوصل عددها إلى 490 مسجدًا في خلافة عبد الرحمن الداخل، ثم ارتفع ليصل إلى 3837 مسجدًا.[٣][٤]


اشتمل التطور العلمي في الأندلس أيضًا على انتشار المدارس، والمكتبات العامة والخاصة، أشهرها مكتبة قرطبة، التي كانت من أهم منارات العلم في العالم الإسلامي والأوروبي على حد سواء، فأُلفت بها الكتب الجديدة، وتُرجمت بها الكتب المكتوبة باللغات الأخرى، ولذلك كانت وجهة الطلاب من البلاد الإسلامية والأوروبية للنهل من علومها.[٣][٤]


الإنجازات العمرانية في الأندلس

اهتم مسلمو الأندلس بذلك الوقت بهندسة المدن والطرق، وبناء القصور والحدائق والحمامات، بالإضافة إلى عمارة المساجد، حيث لا تزال آثار الأندلسيين شاهدة لحد الآن على إبداعهم العمراني الفني، مثل قصر الحمراء في مدينة غرناطة، المشهور بباحة الأسود، التي تحتوي على الأعمدة والأقواس المزخرفة بشتى أنواع الزخارف مثل الكتابات العربية الإسلامية، وببركتها المحاطة بتماثيل 12 أسدًا تخرج المياه من أفواهها بحسب ساعات النهار والليل.[٥]


كانت قرطبة في أيام الحاجب المنصور واحدة من أعظم المدن، فبُنيت طرقها بنفس الأسلوب الأندلسي المشرقي المُتبع في باقي المدن، حيث كانت الشوارع ضيقة ومتعرجة بزوايا، طلبًا للظل، بالإضافة إلى رصفها بالحجارة، وإنارتها بالمصابيح ليلًا، واحتوت قرطبة في ذلك الزمان على 200 ألف قصر، و600 مسجد، و700 حمام، وتميزت بخطوط مياه الشرب الممدودة إلى المنازل والقصور والحمامات.[٥]


ومن أهم الآثار الأندلسية العمرانية أيضًا:[٥]

  • قصر الرصافة.
  • مدينة الزهراء.
  • جامع طليطلة.
  • مئذنة الجامع الكبير في إشبيلية.

المراجع

  1. "Al-Andalus", britannica, Retrieved 29/1/2023. Edited.
  2. "مختصر قصة الأندلس"، قصة إسلام، اطّلع عليه بتاريخ 29/1/2023. بتصرّف.
  3. ^ أ ب ت "الإسهامات العلمية في الأندلس"، قصة إسلام، اطّلع عليه بتاريخ 29/1/2023. بتصرّف.
  4. ^ أ ب ت "الحضارة العربيّة في الأندلس وأثرها في أوربا"، شبكة الألوكة، اطّلع عليه بتاريخ 29/1/2023. بتصرّف.
  5. ^ أ ب ت [https://www.islamstory.com/ar/artical/23849/العمارة-والفنون-الاسلاميه-فى-الاند� "العمارة والفنون الإسلامية في الأندلس"]، قصة إسلام، اطّلع عليه بتاريخ 29/1/2023. بتصرّف.