تعد حضارة الدلمون من الحضارات التي نشأت قبل التاريخ، في دولة البحرين الحديثة، وكانت تقع في قلب طرق التجارة القديمة، وقد تركت الحضارة العديد من الآثار كالقلاع والمعابد التي لا تزال موجودة وقائمة حتى يومنا هذا، والتي تم إدراجها على قائمة التراث العالمي التابعة لليونسكو،[١] ودلمون هو اسم سومري قديم، يرجع إلى مملكة مستقلة نشأت قبل ألفي عام قبل الميلاد، وقد تم ذكر اسم هذه الحضارة في العديد من النصوص القديمة،[٢] وتم وصفها على أنها المدينة التي تشرق فيها الشمس وعلى أنها أرض الآلهة الأسطورية.[٣]


نشأة حضارة الدلمون

أين نشأت

  • بداية النشأة: نشأت حضارة الدلمون من 2800 قبل الميلاد إلى 323 قبل الميلاد.[٤]
  • الانتشار: انتشرت حضارة الدلمون من شبه الجزيرة العربية إلى البحرين، وتوسعت بشكل كبير، كما أنها كانت على اتصال بحضارة وادي السند وأفريقيا وبلاد فارس وحضارة واد الرافدين.[٤]
  • البقعة الجغرافية النهائية: امتدت الحضارة على طول ساحل شبه الجزيرة العربي الشرقي من الكويت من عند جزيرة فيكا وصولاً إلى حدود حضارة مجان التي كانت في سلطنة عمان، وحضارة أم النار في أبو ظبي في الإمارات.


نشأة الحضارة

من أهم المعلومات عن نشأة حضارة الدلمون:[٥]

  • بدأت حضارة الدلمون بالنشوء منذ عام 2800 إلى 323 قبل الميلاد.
  • كان السكان المحليون للمنطقة من الساميين الذين تعود أصولهم إلى شبه الجزيرة العربية.
  • كانت حضارة الدلمون على تواصل مع العديد من الحضارات الأخرى، وذكرت في كتاباتهم لما لها من أثر كبير فيها، مثل الحضارة الآشورية، والأكادية والسومرية، والبابلية.
  • كانت نقطة وصل وطريق تجارية مهمة بين المدن الشرقية والمدن الغربية، مما ساعد على نشأتها وازدهاراها وتطورها.
  • ذكرت حضارة الدلمون في رواية ملحمة جلجامش على أنها أرض الخلود وأرض الآلهة.
  • بسبب وجود العديد من المصادر الطبيعية للمياه العذبة نشأت الحضارة وازدهرت في العديد من الجوانب، أهمها الجانب الزراعي.
  • بسبب أهمية حضارة الدلمون وأثرها وتطورها الكبير، اعتبرها علماء الآثار مكان بدء الخلق، واستنتجوا ذلك من الأساطير والروايات القديمة، واستنتجوا أنها جنة عدن التي ذكرت في التوراة.


أهم الجوانب الاقتصادية لحضارة الدلمون

الجانب التجاري

من أهم المعلومات:[٣]

  • كانت مدن وحضارة الدلمون مكاناً تجارياً مهماً بسبب موقعها الاستراتيجي.
  • كانت الدلمون تصدر البضائع والمنتجات الفاخرة.
  • كانت تصدر الأخشاب، واللؤلؤ، والعاج، إلى البلاد المجاورة منها بلاد ما بين النهرين.
  • كانت الدلمون تستورد زيت الزيتون، والفضة، ومعدن القصدير، والمنسوجات.
  • كانت تجارة النحاس محتكرة لمدن الدلمون وكانت المصدر الأول والوحيد له.
  • ازدهرت حضارة الدلمون كثيراً من الناحية التجارية بعد سقوط حضارة وادي السند على يد الآريين.
  • كانت حضارة الدلمون الوسيط التجاري الأول بين مدن حضارة وادي النيل، وحضارة بلاد الرافدين.
  • اتصلت حضارة الدلمون ومدنها مع المراكز الحضارية والتجارية المهمة في ذلك الوقت، مثل وادي الرافدين، وبلاد فارس، ووادي السند.
  • عملت حضارة الدلمون على استيراد الكثير من المواد الخام من الدول المجاورة وإعادة تصديرها لبعض الدول.[٦]


الجانب الزراعي

من أهم المعلومات:[٦]

  • ازدهرت الزراعة في منطقة حضارة الدلمون بسبب وجود الكثير من المصادر المائية، ومنها العذبة.
  • اشتهرت منطقة الدلمون بزراعة التمور.
  • قاموا بزراعة الكثير من المحاصيل، والذي ساعدهم في ذلك خصوبة التربة في المنطقة.


الجانب الصناعي

من أهم المعلومات:[٦]

  • تم الكشف عن الكثير من المقتنيات الأثرية الصناعية، كالفخار المزخرف بطرق نادرة لم توجد إلا في منطقة حضارة الدلمون وتختلف عن باقي الحضارات في شكلها وزخرفتها.
  • برعوا في صناعة الأواني النحاسية.
  • اشتهروا بشكل كبير في صناعة الأختام الحجرية، والتي كانت تستخدم للكثير من الأسباب، منها الدينية، والتجارية، وحتى لإثبات الملكية.


الملاحة

من أهم المعلومات:

  • تم بناء برج بحري مميز كان يستخدم كمنارة.[٣]
  • قاموا بإنشاء رصيف بحري لميناء المدن الساحلية، والذي كان مرفأ مهماً للسفن التجارية.[٧]
  • اعتمد السكان المحليون في حضارة الدلمون على الصيد بشكل كبير.
  • كانت حضارة الدلمون مكاناً مهماً لاستخراج أنواع عديدة من اللؤلؤ، بسبب وجود الكثير من المحار فيها.


الجانب الفني والأدبي للحضارة

الفنون والعمارة

من أهم المعلومات:[٦]

  • اشتهرت منطقة الدلمون وحضراتها بصناعة التماثيل.
  • عملوا على صناعة الفخار بكثرة، وقد كان يتميز برسومات وأشكال تختلف عن رسومات فخار الحضارات الأخرى المجاورة.
  • اهتمت حضارة الدلمون ببناء المعابد.
  • كما قاموا ببناء القلاع، وحصنوها كنوع من أنواع الدفاع.
  • سوروا المدن القديمة والمستوطنات الخاصة بهم.
  • اهتموا ببناء الأسواق.
  • كما أنهم اهتموا بالجداريات الفنية الرائعة.
  • برعوا بتصميم الأختام، منها الدائرية، وقاموا ببناء العديد من الورشات والأماكن المختصة بصناعتها بمختلف أشكالها.


العلوم

من أهم المعلومات:[٣]

  • اخترعت حضارة الدلمون وسكانها الأوزان والمقاييس الخاصة بهم لمساعدتهم على عملية التجارة والمقايضة.


أهم إنجازات الحضارة الأخرى

نذكر منها:[٦]

  • اهتمت حضارة الدلمون بالدفن وبالمقابر بشكل خاص، حيث تم اكتشاف أكبر مقبرة في التاريخ، والتي تعود إلى عصر الحضارة الدلمونية.


معلومات أخرى عن حضارة الدلمون

أشهر مدن حضارة الدلمون

أشهر مدن حضارة الدلمون هي:

  • مدينة سار: وهي إحدى مدن ومستوطنات حضارة الدلمون، وتسمى تلال سار، وتعتبر منطقة سكنية إضافة إلى أنها مقبرة لدفن الموتى، وتقع على نبع مياه وبئر تم إنشاؤه بشكل معقد للغاية، وهذا يدل على أن المياه هي سبب قيام حضارة الدلمون في هذه المنطقة، كما أثبتت الدراسات الأثرية أن المنطقة كانت تحتوي على منازل ومنافذ تجارية وأماكن للعبادة، كما أن تصميم المقبرة مثير للغاية في هذه المدينة.[٣]
  • مدن قلعة البحرين: وهي عبارة عن أربع مدن رئيسية منها: تل أثري جوار الساحل الشمالي للبحرين وهو تل فريد من نوعه في منطقة الخليج العربي وشرق الجزيرة العربية، وقناة بحرية بالقرب من برج البحر وبساتين النخل، وبرج بحري يقع شمال غرب التل على بعد حوالي 1600 متر، وتحيط الحدائق الزراعية وبساتين النخيل بالموقع ، خاصة على الجانبين الشمالي والغربي، وهذا ما جعلها مثالاً لروعة المناظر الزراعية والطبيعية، ويقع الموقع في المحافظة الشمالية على بعد حوالي 5.5 كم غرب عاصمة البحرين الحالية المنامة، وقد كانت عاصمة لحضارة دلمون، كما كانت نقطة التقاء للثقافات المختلفة، وانعكس ذلك في هندستها المعمارية وتطورها.[٨]
  • أسفرت البعثة الدنماركية عن اكتشاف أربع مدن من مدن الدلمون ذات الأهمية الكبيرة، والتي تعود كل منها لفترة وزمن مختلف، وهي:
  • المدينة الأولى: تعتبر من المدن التي تحتوي على أقدم الطبقات الأثرية المكتشفة، وتحتوي على عدد كبير من البيوت المبنية مباشرة على ساحل البحر، وسبب اختفاء هذه المدينة هو أنها تعرضت للحرق والتدمير، حيث تم اكتشافها وهي مغطاة بالفحم، وارتبط هذا التخريب والدمار بالملك سردون الأكادي، بحسب النصوص المسمارية التي روت القصة، كما وجدت العديد من المكتشفات الأثرية في المدينة مثل الأواني الحجرية التي تم صنعها من حجر قديم يسمى حجر الكلوريت، وأوانٍ فخارية كتبت عليها نصوص باللغة المسمارية.
  • المدينة الثانية: حيث تعتبر من أهم مدن الدلمون والتي ساهمت بشكل كبير في التجارة والحركة التجارية، وهذا له أثر واضح وجلي في عمارة أبنيتها والبنية التحتية للمنطقة، حيث تم العثور على الكثير من المقتنيات الأثرية التي تدل على التجارة في المدينة، منها الأختام الحجرية والأوزان أيضًا، وقد كانت تستخدم الأوزان لتسهيل عملية التبادل التجاري، كما استخدمت للتأكد من دقة الحسابات، حيث كانوا يعملون أيضًا بالمقايضة كنوع من أنواع التجارة، وما تم الكشف عنه أيضًا هو ورشات تصنيع الأختام، وهذا يدل على مستوى المنطقة الحضاري الكبير الذي وصلت له حضارة الدلمون.
  • المدينة الثالثة: وهي المدينة التي تم حكمها من قبل أشخاص مهمين ووجهاء حضارة الدلمون، وأكثر ما يميز هذه الحضارة هو حجمها الضخم مقارنة بباقي مدن الدلمون، كما أن المدينة كانت من أشهر المدن قديماً والتي كانت تصدر التمر بجميع أنواعه، والذي يعتبر من أجود أنواع التمر، حيث تم العثور على مخازن للتمر، كما تم العثور على أوانٍ فخارية ذات طراز كاشي، والكاشيون هم من فرضوا سيطرتهم على الجزء الجنوبي لمناطق بلاد الرافدين، كما ثبت دخول الكاشيين على منطقة الخليج العربي الحديثة من خلال العديد من الدلائل، أهمها، معبد الآلهة عشتار الذي وجد في مناطق الدلمون، كما وجد قصران كبيران في هذه المنطقة يعودان للحكم الكاشي، وأحدهم يعتبر معبداً حيث وجد فيه ختم حجري منقوش عليه شكل إله الثعبان السومري.
  • المدينة الرابعة: وتعتبر هذه المدينة امتداداً للمدينة الثالثة، حيث بُنيت على أنقاضها، والشكل العام للمدينة هو شكل قصر كبير جدًا يُعتقد أنه يعود إلى ملك حضارة الدلمون الملك أوبيري، وتميزت بتقسيمها المعماري، حيث أن الجزء الأول يشبه الوحدات الإدارية، والجزء الآخر هو جزء يتميز بطابع ديني، وشكل هذه المنطقة يشبه بشكل كبير تصميم مباني حضارة بلاد الرافدين.


نظام الحكم

كان النظام السائد في مناطق الدلمون، ملكياً وراثياً واستنتجوا ذلك من الكتابات المسمارية المختلفة التي تم العثور عليها في المنطقة، وكان الملك يعتبر خادم الآلهة، لكن كانت مناطق الدلمون تخضع في أغلب الأحيان لسيطرة حكام منطقة بلاد الرافدين، وقد كانت تدفع مدن الدلمون لها الضرائب.[٦]


لغة الحضارة

تنوعت لغة أهل منطقة وحضارة الدلمون، فكانوا يتحدثون اللغة السومرية، والأكادية، والآشورية، والبابلية، ثم الآرامية.[٩]


ديانة الحضارة

اهتم أهل منطقة الدلمون بالمقابر والمدافن بشكل كبير، مما يشر إلى إيمانهم الكبير بعقيدة الخلود، حيث تم الكشف عن وجود آثار جنائزية في القبور، ومن أهم هذه الآثار الدينية، معبد باربار.[٦]


تاريخ وأسباب سقوط الحضارة

نذكر من أهم أسباب سقوط حضارة الدلمون ما يلي:

  • بدأت أنظار الحضارات الأكادية والأشورية والكلدانية بالتوجه إلى حضارة الدلمون، خصوصًا بعد فترة ازدهارها.
  • حاول الأكادييون ضم حضارة الدلمون ومدنها إليهم والسيطرة عليها؛ فتقدمت جيوش الملك سرجون الأكادي نحو مدن الدلمون للسيطرة عليها.
  • خضعت حضارة الدلمون ومدنها إلى سلطة الكلدانيين، وبدأت بدفع الضرائب لهم.
  • توالت سلسلة من الحروب على المدينة لإخضاعها تحت العديد من السلطات منها سلطة الملك الآشوري توكولتي نينورتا، والذي اعتبر نفسه ملكاً لدلمون.

المراجع

  1. "The Dilmun Civilization", lonely planet, Retrieved 25/4/2021. Edited.
  2. "Dilmun", britannica, Retrieved 25/4/2021. Edited.
  3. ^ أ ب ت ث ج "Dilmun Civilization: The ancient civilization of the Gulf", ootlah, Retrieved 25/4/2021. Edited.
  4. ^ أ ب زهراء خليل الزين، مختصر تاريخ البحرين حتى مطلع القرن السادس عشر، صفحة 1. بتصرّف.
  5. "البعض يظن أنها «جنة عدن».. ماذا تعرف عن حضارة دلمون في البحرين؟"، عربي بوست، اطّلع عليه بتاريخ 25/4/2021. بتصرّف.
  6. ^ أ ب ت ث ج ح خ "«دلمون».. حلقة الوصل بين الشرق الأوسط والأدنى"، الوطن، اطّلع عليه بتاريخ 25/4/2021. بتصرّف.
  7. "Qal’at al-Bahrain – Ancient Harbour and Capital of Dilmun", whc.unesco, Retrieved 10/5/2021. Edited.
  8. "الحقب اللغوية في حضارة دلمون"، الوسيط، اطّلع عليه بتاريخ 25/4/2021. بتصرّف.