اعتاد عمال المناجم قبل ما يقارب 3000 عام ق.م على حفر ومعالجة واستخراج أطنان من النحاس وتصديره من منطقة جغرافية تدعى مجان حيث كانت منطقة غنية بالمعادن المختلفة، واستقر الناس بالقرب من هذه المنطقة وازدادت أعدادهم تدريجياً إلى أن نشأت حضارة كاملة متكاملة تدعى مجان، وعلى الرغم من أن علماء الآثار لم يتمكنوا من تحديد ميناء مجان الحقيقي؛ إلا أن عمال المناجم المعاصرين قاموا بوضع لافتة عند مدخل المنجم الجديد أن هذا هو مكان مجان القديمة.[١]
نشأة حضارة مجان
- الموقع: تميزت حضارة مجان بموقع استراتيجي متميز لقربها من المسطحات البحرية كالخليج العربي والبحر العربي مما مَكنها من السيطرة على الموانئ البحرية القريبة منها، والذي أدى إلى ازدهارها بشكل لم يسبق له مثيل، كما أن موقعها المتميز أتاح لها السيطرة على مضيق هرمز وجميع أشكال التجارة من خلاله لفترة طويلة.[٢]
- الانتشار الجغرافي: امتدت مساحة مجان عبر خليج عمان إلى المنطقة في ساحل مجران التي تقابل ساحل خليج عُمان، الذي عرف بخليج عُمان أو بحر عُمان، وهذا يعني أنها تشمل الساحلين الغربي والشرقي لبحر عُمان.[٣]
- مميزات المنطقة: تعتبر الأرض التي نشأت عليها حضارة مجان غنية بمختلف أنواع المعادن وخاصة النحاس الذي ساهم بشكل رئيسي بازدهارها وتطورها.[٤]
الجوانب الاقتصادية لحضارة مجان
الجانب التجاري
- امتازت مجان بوفرة أنواع مختلفة من المعادن وخاصة النحاس في أراضيها، الأمر الذي جعل تجارة النحاس مصدر أساس لتطور الحضارة.
- ارتبطت ارتباطاً وثيقاً بشبكة تجارية مع بلاد ما بين النهرين والجزيرة العربية وإيران وأفغانستان وغيرها.
- أشارت الدراسات إلى أن عملية صهر النحاس كانت تتم في وادي سمد في المنطقة الشرقية، حيث أن عملية الصهر كانت تتم بالقرب من المناطق الزراعية ثم انتقلت إلى أماكن أخرى لتصبح نشاطاً تجارياً مستقلاً بذاته ويتم تصديره إلى بلاد أخرى.
- استطاعوا بناء السفن واستخدموها في التجارة؛ وهذا يتطلب وجود موانئ لاستخدامها، ويعتقد أن جزيرة أم النار كانت تستخدم كميناء للعبور إلى مناطق أخرى مختلفة للتجارة.
- قام أهل مجان قديماً بجمع اللؤلؤ والتجارة به بين البلاد بالإضافة إلى استغلالهم للثروة السمكية الهائلة في التجارة كمصدر رئيسي للغذاء.[٧]
الجانب الزراعي
من أهم المعلومات:
- امتازت عاصمة مجان بثروة نباتية فريدة من نوعها آنذاك، لقربها من المسطحات المائية، وأكثرها شهرة اللبان، حيث أن أشجار اللبان كانت تنمو بكثرة في منطقة مجان وكان العاصمة تصدر اللبان إلى جميع المناطق المجاورة حتى وصلت تجارتهم إلى الهند.[٨]
- أقيمت مستوطناتهم بالقرب من الأراضي الزراعية الخصبة التي تتمتع بوفرة المياه، حيث أقيمت مستوطنات عديدة وسيطرت على الثروات المائية في المناطق المجاورة حتى اعتُبرت الزراعة مصدر أساسي لتجارتهم بالإضافة إلى تجارة المعادن.[٩]
أهم إنجازات حضارة مجان حديثاً
- تغير اسمها مع مرور الوقت لتسمى الدولة بسلطنة عُمان وعاصمتها مسقط حيث ذكر اسم مسقط في كتب التاريخ الأوروبية لأول مرة.
- تطورت الأنظمة الإدارية والمؤسسات التعليمية والزراعية والصحية وغيرها لتتحول من دولة بدائية إلى دولة عصرية.
- تعززت العلاقات بين عُمان وجميع الدول العربية والغربية، ولم يذكر عبر التاريخ أن عمان كان لها أي خلافات سياسية مع أي دولة.
- شارك عدد من الشباب العمانيين بالرحلة الشهيرة المعروفة برحلة سندباد التي كُللت بالنجاح عام 1980.[١٢]
المراجع
- ↑ Bipin shah, Ancient Kingdom of Magan, Page 1. Edited.
- ↑ اسمهان سعيد الجرو، سعيد بن محمد الهاشمي وغيرهم، تاريخ عًمان ودراسات في الحضارة الإسلامية، صفحة 4. بتصرّف.
- ↑ قصي منصور التركي، سكان عاصمة مجان قديما&source=bl&ots=KthAbwNhaf&sig=ACfU3U1kzwlnE0mZBN_wmRhrC-IACSGWCw&hl=en&sa=X&ved=2ahUKEwj7kcDRnZrwAhXDxoUKHcJqC_QQ6AEwCXoECAoQAw#v=onepage&q=عدد سكان عاصمة مجان قديما&f=false الصلات الحضارية بين العراق والخليج العربي خلال الألف الثالث قبل الميلاد، صفحة 133. بتصرّف.
- ↑ قصي منصور التركي، سكان عاصمة مجان قديما&source=bl&ots=KthAbwNhaf&sig=ACfU3U1kzwlnE0mZBN_wmRhrC-IACSGWCw&hl=en&sa=X&ved=2ahUKEwj7kcDRnZrwAhXDxoUKHcJqC_QQ6AEwCXoECAoQAw#v=onepage&q=عدد سكان عاصمة مجان قديما&f=false الصلات الحضارية بين العراق والخليج العربي خلال الألف الثالث قبل الميلاد، صفحة 132. بتصرّف.
- ↑ عامر بن علي بن عمير، حضارة عمان القديمة، صفحة 17-19. بتصرّف.
- ↑ Bipin Shah, Ancient Kingdom of Magan, Page 2. Edited.
- ↑
- ↑ اسمهان سعيد الجرو، سعيد بن محمد الهاشمي وغيرهم، تاريخ عًمان ودراسات في الحضارة الإسلامية، صفحة 8.
- ↑ عامر بن علي بن عمير، حضارة عمان القديمة، صفحة 18.
- ↑ خالد ناصر الوسمي، عُمان بين الإستقلال والإحتلال، صفحة 132. بتصرّف.
- ↑ "جلالته قائد حكيم"، عٌماننا، اطّلع عليه بتاريخ 29/4/2021.
- ↑ عامر بن علي بن عمير، حضارة عمان القديمة، صفحة 49. بتصرّف.