حكمت الإمبراطورية العثمانية الدولة الإسلامية لأكثر من 600 عام، حيث كانت من أقوى الإمبراطوريات وأطولها عمرًا في تاريخ العالم بأسره، فامتد نفوذها ليشمل مناطق واسعة من الشرق الأوسط وأوروبا الشرقية وشمال إفريقيا، ويرجع تاريخ تأسيسها إلى عام 1299م، حيث أسسها عثمان الأول، وهو زعيم القبائل التركية في الأناضول، وسُميت باسمه، ثم توسعت تحت خلافة عدد من السلاطين، مثل محمد الثاني الفاتح الذي فتح مدينة القسطنطينية القديمة، عاصمة الإمبراطورية البيزنطية، وأنهى الحكم الإمبراطورية البيزنطي فيها الذي دام لـ 1000 عام.[١]


عبد الحميد الثاني: نبذة عنه واستلامه الحكم

ولد السلطان العثماني عبد الحميد الثاني في 21 سبتمبر 1842 في القسطنطينية (إسطنبول)، تركيا، وحكم الدولة العثمانية عام 1876م بعد خلع أخيه مراد الخامس المختل عقليًا، حيث كان يبلغ من العمر وقتها 34 عامًا، وكانت الإمبراطورية في ذلك الوقت تعاني من ضعف شديد ينبئ بتفككها، حيث اشتعلت الثورات في دول البلقان، بسبب أطماع الأوروبيين بالاستيلاء عليها، وزادت تدخلات الأوروبيين في شؤون الدولة، مما استدعى الخليفة إلى الدخول في معركة مع روسيا، خسر فيها بلغاريا، والمدن المحيطة، وتم تهجير مليون مسلم بلغاري إلى مدينة إسطنبول.[٢][٣]


عبد الحميد الثاني: تعطيل الدستور

بعد الخسارة الكبيرة التي خسرها عبد الحميد الثاني ضد روسيا، بدأ بتحليل أسباب قيامها، حيث ألقى السبب على ضغوطات الصدر الأعظم آنذاك مدحت باشا، الذي حرضه على الحرب، وحرض جزءًا من الشعب وهو طلبة العلوم الدينية العليا الذين قاموا بإشعال احتجاجات ومظاهرات تجبر السلطان على الدخول في الحرب ضد روسيا، لذلك وبعد خسارته أمام روسيا، أمر عبد الحميد الثاني تعطيل جميع المجالس النيابية؛ مجلس الأمة والشعب، لأنه وبوجه نظره كانوا السبب في دخول الدولة العثمانية الحرب ضد روسيا، وبهذا وصفه بعض المؤرخين بكونه الحاكم الدكتاتوري، حيث حكم عبد الحميد الثاني الدولة العثمانية لمدة 30 عامًا دون مجلس أمة، حكمًا فرديًا.[٣]


وبالرغم من حكم عبد الحمدي الثاني فرديًا، إلّا أنه لم يستعن بالجيش في إدارة شؤون الدولة، ولم يستخدم العنف أيضًا في إدارته للدولة، ففي أعوامه الثلاثين التي حكما لم يُوقع إلّا على 5 عقوبات إعدام، وهو رقم قليل مقارنةً مع غيره من السلاطين العثمانيين.[٣]


عبد الحميد الثاني: الإنجازات

ساهم عبد الحميد الثاني في تطوير الدولة العثمانية من عدة نواحي، من أهمها:[٢][٣]

  • أمر ببناء إنشاء 18 مدرسة مهنية، ثم أسس دار الفونون (Darülfünun)، التي عرفت فيما بعد باسم جامعة إسطنبول عام 1900، واهتم ببناء المدارس الابتدائية والثانوية والعسكرية في جميع أنحاء الإمبراطورية.
  • أعاد تنظيم وزارة العدل وتطوير أنظمة السكك الحديدية والتلغراف.
  • عمل على بناء سكة حديد الحجاز، وهي سكة حديد تصل المسلمين من دمشق إلى الحجاز لقضاء فريضة الحج.


عبد الحميد الثاني: القضية الفلسطينية

زادت أطماع الأوروبيين بالدولة العثمانية ومناطق نفوذها، فحاولت كل من بريطانيا وفرنسا وألمانيا وحتى أمريكا الإيقاع بالدولة العثمانية التي أسموها آنذاك "برجل أوروبا المريض"، فزادت تدخلاتهم، وساهموا في إشعال فتيل الثورات والانقلابات مثل الثورة الأرمينية، واحتلوا عددًا من مناطق نفوذ الدولة، مثل مصر والسودان وقبرص التي استوليت عليهم بريطانيا، ثم تطورت أطماعهم في المنطقة، فأردوا الحصول على فلسطين كوطن قومي لليهود، عن طريق رشوة السلطان بمبلغ كبير من المال، ولكن السلطان رفض تسليمهم إياها.[٤]


المراجع

  1. "Ottoman Empire", history, Retrieved 19/12/2022. Edited.
  2. ^ أ ب "Abdulhamid II", britannica, Retrieved 19/12/2022. Edited.
  3. ^ أ ب ت ث "عبد الحميد الثاني وجدل لم ينتهِ "، إسلام أونلاين، اطّلع عليه بتاريخ 19/12/2022. بتصرّف.
  4. عيسى أسعد العبد اهلل (1/1/2016)، "السياسة الخارجية للدولة العثمانية في عهد السلطان عبد الحميد الثاني 1909 - 1876"، جامعة بيروت العربية، صفحة 107-134. بتصرّف.