هي الإمبراطورية التي أقامتها القبائل التركية في الأناضول، إذ نمت وكبرت هذه الدولة في القرن الخامس عشر والسادس عشر وكانت من أقوى دول العالم، واستمرت الحقبة العثمانية أكثر من (600 عام) حتى عام 1922 ميلادياً، وكانت تضم الدولة العثمانية كلاً من دول جنوب شرق أوروبا حتى فيينا، ودول المجر، والبلقان، واليونان، بالإضافة إلى أجزاء من أوكرانيا، وأجزاء من الشرق الأوسط، وشمال أفريقيا التي شملت مصر حتى الجزائر، وأيضاً أجزاء كبيرة من شبه الجزيرة العربية، وتعود تسمية الدولة العثمانية بهذا الاسم نسبة إلى مؤسسها السلطان عثمان الأول الذي أسس السلالة العثمانية في عام 1300 ميلادي.[١]


تاريخ ظهور الإمبراطورية العثمانية

تاريخ نشأة الإمبراطورية العثمانية

بدأت نشأة الإمبراطورية العثمانية على مراحل مختلفة، وكانت كالتالي:[٢]

  • بدأت من المعاقل التركية في الأناضول، بحيث بدأ المسيرة السلطان عثمان الأول الذي كان زعيماً لقبيلة تركية من البدو الرحل في الأناضول، وبدؤوا بشنّ هجوم وغارات في أواخر القرن الثالث عشر على البيزنطيين، وفي حوالي عام 1299 ميلادياً، أعلن عثمان الأول نفسه قائداً على آسيا الصغرى وبدأ الحلفاء بالتوسع أبعد وأبعد من الدولة البيزنطية.
  • بدأت المرحلة الثانية والتي كانت في عام 1453ميلادياً، حيث أخرج أحفاد عثمان الأول البيزنطيين عندما استولوا على مدينة القسطنطينية التي عرفت بأنها المدينة التي لا تقهر.
  • استمرت الإمبراطورية في الازدهار والتقدم والتوسع عبر البلقان وشمال إفريقيا والشرق الأوسط، وفي هذه الفترة كان السلطان أو الحاكم يتم اختياره من السلطان الذي قبله؛ أي كان وراثياً، أما باقي المناصب كانت من نخبة الشعب.
  • يعتبر عهد سليمان القانوني هو العهد الذي عرفت فيه الدولة العثمانية وقت الذروة؛ وذلك لقوة العثمانيين ونفوذهم في حينها.


كيفية نشأة الإمبراطورية العثمانية

في خمسينات القرن الرابع عشر كانت الإمبراطورية العثمانية مجرد إمارة من الإمارات الحدودية، ولكن الوقائع التي حدثت بعد عام 1352 ميلادياً جعلت من جميع الإمارات الأخرى تابعة لها على مرّ الثلاثة عقود التي تلتها، حيث ساعد التوسع العثماني في البلقان الدولة العثمانية من الوصول إلى الغرب وتحقيق الانتصارات فيه، ولم تقف أمام الدولة العثمانية أي دولة أخرى تقاومها، ومن مراحل التطور والازدهار والتوسع الذي مرت به الدولة العثمانية:[٣][٤]

  • ساهم الموقع الاستراتيجي للأناضول الواصل بين القسطنطينية والمدن الإسلامية في بلاد الشام بجلعها أهم إمارة من إمارات آسيا الصغرى.
  • قام عثمان الأول ببناء الكثير من الجوامع في المناطق التي انتصر بها؛ وذلك ليضفي الطابع الإسلامي بها.
  • اهتم بالجانب الاقتصادي والاجتماعي لإغناء أبناء إمارته، ورفع مستواهم المعيشي.
  • اهتم بالعمران، وهذا ذكره ابن بطوطة بقوله أنه رأى بها الكثير من الجوامع وسوقاً تجارياً كبيراً وناجحاً.
  • صك العملة التي كانت تحمل اسم عثمان الأول، ثم العملة التي تحمل اسم أورخان بن عثمان.
  • فتح أورخان مدينة بورصة في عام 1326 ميلادياً والتي كانت محاصرة زمن والده عثمان الأول، واتخذها عاصمة له.
  • أسس أورخان المدارس والجامعة العثمانية في عام 1327 ميلادياً.
  • اعتبر مراد الأول المؤسس الأول للدولة العثمانية في الغرب؛ وذلك للفتوحات الكبيرة التي حققها.


عوامل قيام الدولة العثمانية

من أهم هذه العوامل ما يلي:[٥]

  • اتباع السلطان أورخان خطى والده عثمان الأول بتحقيق الانتصارات في الدول الأوروبية والتوسع بها، فعندما بدأ العالم الغربي ملاحظة الدولة العثمانية والتوجس منها، كانت الدولة العثمانية قد أحكمت سلطتها وسيطرتها على الدول الأوروبية.
  • وحدة الصف من قبل جيوش السلطنة العثمانية في المواجهات الحربية في دولة البلقان، فقد وحدتهم الديانة والمذهب، وهذا كان له أثر كبير على انتصاراتهم.
  • ضعف الدولة البيزنطية، وتفكك الشعوب البيزنطية سياسياً، وانتشار الانحلال الاجتماعي والديني فيما بينهم.
  • ضعف الثقة بين كل من الحكومات البيزنطية وكل من المجر وبلغاريا، لذلك كان من الصعب التنسيق فيما بينهم.
  • الخلافات الدينية بين كل من روما والقسطنطينية، التي اشتدت وكان لها أثر كبير بين الطرفين.
  • ظهور نظام عسكري جديد يقوم على أسس عقدية، وأهداف دينية ومنهجية تربوية، حيث أشرف عليه خيرة القادة العثمانيين.


نهاية الإمبراطورية العثمانية

يعود بدء اضمحلال الدولة العثمانية وسقوطها إلى فترة ما بعد وفاة سليمان القانوني في عام 1566 ميلادياً، فعند وفاته انتهت فترة السلاطين العظماء العثمانين وبدأت فترة السلاطين الأضعف، ومن أهم الأسباب والمراحل التي مرت بها:[٦]

  • تعرض الإمبراطورية للعديد من الهزائم البرية والبحرية.
  • قيام الدولة العثمانية بالعديد من الهدنات والمعاهدات مع الدول الأوروبية.
  • التنازل عن الجزية التي كانت تفرضها الدولة العثمانية على النمسا، واعتبرت هذه المعاهدة من المعاهدات التي تدل على ضعف نفوذ الدولة العثمانية في أوروبا.
  • انتصار الأوروبيين على الدولة العثمانية وإجبارهم على التنازل عن العديد من الدول، منها: المجر، وبلغاريا وغيرها من الدول التي كانت تفرض الدولة العثمانية سلطتها عليها، وتعد معاهدة باساروفجا من أولى المعاهدات التي وقعتها الدولة العثمانية وهي مهزومة.


إنجازات الإمبراطورية العثمانية

من أهم هذه الإنجازات ما يلي:[٧]

  • الوحدة السياسية: تحققت الوحدة الإسلامية بين الدول في ظل الخلافة الإسلامية المتتابعة، حيث كان آخر عهد هذه الوحدة تحت ظل الدولة العثمانية التي بناها وأسسها الأتراك الأناضوليون.
  • الحماية العسكرية: تصدّت الدولة العثمانية بشكل كبير للحملات البيزنطية، وحققت الانتصارات عليها، وحققت الفتوحات كفتح قبرص والقسطنطينية، وانتشر العثمانيون بسرعة في الدول الأوروبية.
  • الاكتفاء الذاتي: تحقق في زمن الخلافة العثمانية الاكتفاء الذاتي سواء أكان صناعياً أو غذائياً لكافة سكان أقطارها.
  • الحماية الاقتصادية: حتى في أضعف حالاتها تصدت الإمبراطورية العثمانية للانتشار الاقتصادي الرأسمالي الغربي.
  • التكامل الاقتصادي الداخلي: حققت الإمبراطورية العثمانية تكاملاً اقتصادياً لبلادها ولدول الشرق الأوسط.
  • مشاريع التنمية الوحدوية: أنشأت الدول العثمانية حتى في أيام ضعفها مشاريع تنموية كانت تبشر بتغيرات وتطورات جذرية في حال تم تطبيقها.

المراجع

  1. "Ottoman Empire", britannica, Retrieved 7/7/2021. Edited.
  2. "Why the Ottoman Empire rose and fell", nationalgeographic, Retrieved 7/7/2021. Edited.
  3. دكتور خليل اينالجيك، تاريخ الدولة العثمانية من النشوء إلى الإنحدار، صفحة 19. بتصرّف.
  4. تيسير جباره، تتاريخ الدولة العثمانية، صفحة 27-38. بتصرّف.
  5. الدولة العثمانية عوامل النهوض وأسباب السقوط، ƒΘπúΩƒδ∩í πφƒΩΘ ƒΘδ∞φα φܽáƒá ƒΘ½τφß.pdf الدولة العثمانية عوامل النهوض وأسباب السقوط، صفحة 116-117. بتصرّف.
  6. دكتور عبد اللطيف الصباغ، Mohammed Abdelatif As Sabbagh _Ottoman Emp. History.pdf تاريخ الدولة العثمانية، صفحة 83-85. بتصرّف.
  7. محمد شعبان صوان، Turkey-Post.pdf إنجازات الدولة العثمانية بصفتها آخر نسخ الخالفة اإلسالمية، صفحة 1-10. بتصرّف.