عصر السلاجقة: أهم الحقائق والمعلومات

• تعريفه: الإمبراطورية السلجوقية هي دولة عسكرية كبيرة امتدت لأكثر من مليون ميل مربع من تركيا الحديثة وصولًا إلى الشرق الأوسط مع جزء كبير من غرب آسيا، وقد استمرت فترة حكم هذه الإمبراطورية من 1037 وحتى 1194 ميلادياً، وقد بدأت الثقافة السلجوقية عندما انفصل الزعيم السلجوقي عن قبيلة أخرى من أصل تركي ثم استقر في بحر آرال ألا وهي تركمانستان حاليًا، وقد حول مملكته إلى الدين الإسلامي وقد كانت أقوى دولة إسلامية مهيمنة في المنطقة.^[١]
• سبب التسمية: تسمى بالعربية السلجوقية وهي مشتقة من كلمة السلجوق وهو مؤسس العائلة الذي عاش فترة طويلة امتدت ما بين 902 إلى 1009 سنة.^[٢]

بداية العصر السلجوقي

من أهم المعلومات:^[٣]

• بدأ العصر السلجوقي عندما انطلق السلاجقة ووالدهم إلى سمرقند بصحبة 300 فارس و 1500 جمل و50000 رأس غنم، ووصلوا إلى جند بالقرب من كيزيلوردا الحديثة وهي مدينة تقع شمال غرب كازاخستان حاليًا عام 986 ميلادياً.
• كانت تلك المنطقة في حالة اضطراب كبيرة، واعتنق السلاجقة الإسلام وتوفي المؤسس الأكبر عن عمر يناهز 107 أعوام.
• ثم تولى القيادة ابنه الأكبر والذي يدعى أرسلان ن سلجوق وقد توفي عام 1032 ميلادياً لأنه كان متورطًا في قضية سياسية محلية وبناءً على ذلك تم القبض عليه.
• أدى اعتقال الابن الأكبر إلى افتعال مشكلة في الانقسام الفعلي بين أبناء السلاجقة، مما أدى إلى حدوث تفكك بينهم وقد أطلق آلاف السلاجقة على أنفسهم اسم العراقية وقد هاجروا إلى أذربيجان غربًا وإلى شرق الأناضول.
• بعدها تم إنشاء السلطنة السلجوقية، وبقي الكثير منهم في مدينة خراسان وبعد معارك كثيرة استمر السلاجقة في تأسيس الإمبراطورية السلجوقية.
• في القرن الثاني عشر فقد السلاجقة الكثير من إمبراطوريتهم من الجزء الشرقي عام 1194 ميلادياً ثم أنهى المغول ما تبقى من السلاجقة في ستينيات القرن التاسع عشر.

أقسام العصر السلجوقي

بعد وفاة السلطان ملك شاه بدأت الدولة السلجوقية بالتفكك، إذ شبّ النزاعات والخلافات التي نشأت بين أبناء البيت السلجوقي على الحكم، وقد شكل هذا النزاع ضعفًا في السيطرة على أجزاء الدولة السلجوقية، مما أدى لانقسام الدولة السلجوقية لعدة أقسام، وهي:^[٤][٥]

• دولة السلاجقة الكبرى: تضم السلطان ألب أرسلان وملك شاه وبركيا روق، حيث أن لهم الدور الكبير في انتشار وقوة الدولة السلجوقية، وحكموا أقاليم واسعة أهمها العراق وإيران، وبسبب نفوذهم كانت لهم السيطرة المباشرة على الخلافة العباسية.
• سلاجقة خرسان: كان سنجر واليًا عليها، حيث امتدت نفوذه وكثرت الفتوحات في عهده ففتح ترمذ وطخارستان.
• سلاجقة كرمان: في جنوب إيران ومنطقة باكستان، وهم من عشيرة قاروت بك بن داود بن ميكائيل، وهو أخو القائد الكبير ألب أرسلان.
• سلاجقة عراق العجم وكردستان: في شمال العراق.
• سلاجقة الشام: مؤسسها تتش بن ألب أرسلان، حيث انقسموا على أنفسهم عدة انقسامات، وتقسمت الشام تحت أيديهم إلى عدة إمارات.
• سلاجقة الروم: بآسيا الصغرى ومؤسسها يدعى سليمان بن قتلمش في عام 470هـ، وهم بيت قتلمش بن إسرائيل بن سلجوق، وقد انتهت على أيدي المغول الإيلخانيين في عام 704هـ.

الحياة السياسية في العصر السلجوقي

الخليفة والسلاطين

كان نظام الحكم في الدولة السلوجية شبيهاً لنظام الحكم في الدول العربية الإسلامية، ولكن كان للنظام القبلي سيطرة في تولي نظام الحكم، فكان من يتولى ولاية العهد يجب أن يتمتع بالقدرة العسكرية والشخصية القوية والنفوذ الواسع، حيث يقوم الزعيم أو الخليفة أو ما يسمى بالسلطان بتولي أمور القبية، وأول من تولى رئاسة السلاجقة هو سلجوق ابن دقاق ونسب اسم السلاجقة إليه، ويطلق على الرئيس الأعلى في الدولة السلطان، فهو صاحب السلطة في الدولة، وفيما يلي أبرز سلاطين الدولة السلجوقية:^[٥][٤]

• السلطان طغرل بك: هو السلطان أبو طالب محمد بن ميكائيل بن سلجوق التركي، الملقب بطغرل بك مؤسس الدولة السلجوقية، تولى الخلافة عام 429هـ حتى عام 455هـ، كان طغرل بك فارسًا قويًا ويتمتع بشخصية قوية، وشجاعة فائقة، وبسبب هذا كله حقق انتصارات واسعة.
• السلطان ألب أرسلان: تولى الخلافة بعد عمه عام 455هــ، عرف عنه أنه قائد ماهر مقدامًا.
• السلطان ملك شاه: هو السلطان جلال الدولة أبو الفتح ملك شاه بن السلطان ألب أرسلان السلجوقي التركي، تولى الخلافة بعد أبيه عام 465هـ.^[٦]

الولاة

تعددت المناصب السياسية في الدولة السلجوقية، حيث قسم السلاجقة دولتهم لأقاليم وكان على كل إقليم يعين حاكم ويتم اختياره من أفراد البيت السلجوقي ويطلق عليه قلب الملك شاه، وكان لكل حاكم وزيره الخاصة به الذي يساعده في أمور إدارة الأقاليم، ويعتبر منصب الوزير من أهم المناصب في الدولة بعد منصب السلطان فهو يرأس جميع رجال الديوان، ويشرف على جميع أعمال الدولة، ومن أبرز وزراء الدولة السلجوقية:^[٦][٧]

• الوزير نظام الملك أبو علي الحسن بن إسحاق الطوسي.
• الوزير عميد الملك أبو نصر محمد بن منصور الكندري.
• الوزير سعد الملك أبو المحاسن سعد بن محمد الآبيّ.

الجيش

يعتبر ذكاء السلاجقة العسكري الدور الكبير الذي أسهم في بروزهم على مسرح الأحداث كقوة عسكرية ضاربة سيطرت على مناطق واسعة بقضائها على كثير من القوى التي اصطدمت بها، ويعود ذلك للتنشئة العسكرية للأبناء حيث اهتموا بالفنون العسكرية، والخبرة والتجربة، والعلاقة بين الجند وقادتهم والتدرج في الرتب العسكرية، فقد خاض الجيش معارك وغزوات عديدة منها:^[٨][٩]

• غزو أرمينيا وجورجيا عام 1064 ميلادياً، على يد ألب أرسلان.
• معركة ملاذكرد بقيادة ألب أرسلان والتي كانت ضد البيزنطي رومانوس وقد حدثت عام 1070 ميلادياً، ومن هنا فتحت الأبواب إلى الأناضول.
• بعد معركة ملاذكرد قام المسلمون بفتح الأناضول، وقد كان الحدث حدث تاريخياً مهماً؛ إذ أنه لأول مرة يقوم جندي مسلم بهزيمة بيزنطي ويجلبه كسجين، ويبلغ عدد السلاجقة وقتها حوالي 15000 محارب أما عن الجيش البيزنطي فقد كانوا حوالي 300,000 جندي.

الحياة الاجتماعية في العصر السلجوقي

كان لبداوة السلاجقة أثر في الناحية الاجتماعية، حيث كان لطابع التنقل والترحال أثر على حياتهم لاختيار المكان المناسب للعيش، وبعد الاستقرار تغير أسلوب الحياة لديهم، قتم بناء القصور والدور، وتعددت وتنوعت طبقات المجمع، منها:^[١٠]

• طبقة السلاطين والأمراء، أعلى طبقة في الدولة السلجوقية.
• طبقة الموظفين، تعتبر من أهم طبقات المجتمع السلجوقي وتضم الوزراء والحجاب والكتاب.
• طبقة أبناء القبائل السلجوقية، ويعود السبب في ظهورها لوفود عدد من القبائل السلجوقية لإيران.
• طبقة الرقيق، وتعتبر منطقة سمرقند من أكبر أسواق الرقيق.
• طبقة أهل الذمة، وتضم النصارى واليهود.

أهم الجوانب في العصر السلجوقي

ازدهرت الأناضول في القرنين الثاني عشر والثالث عشر بالأعمال المعمارية الخرافية والفنون والزخرفيات البارزة في ذلك الوقت، وأهمها الخانات التي كانوا يستخدمونها كمحطات ومراكز تجارية ودفاعية للقوافل التي تمر منها، وقد تم بناء مئة مبنى حول هذه المحطات خلال فترة سلاجقة الأناضول، وقد كان لهذه المباني إعجاز وتميز في تاريخ العمارة الإسلامية كما أنه تمت المحافظة عليها حتى وقتنا الحالي:^[١١]

طبيعة الاقتصاد

من أهم المعلومات:^[١٢]

• أسس أسلوب حياة مستقر ومنظم في عهد كيليتش أرسلان الثاني في نهاية القرن الثاني عشر.
• كان هدفه الأول وجود بيئة سلاجقة مميزة تحاكي العالم والأناضول.
• تطور هذا الجانب كثيرًا بسبب تطور الاقتصاد في القرن الثالث عشر، إذ أن السلاجقة بدأوا يحتلون مكانة مميزة ومرموقة بين أعظم الرعاة في العالم الإسلامي.
• انعكس هذا الاستقرار على السلاجقة وأصبح يُعرف باسم العصر الذهبي لسلاجقة الأناضول وكان ذلك في عهد علاء الدين كيقباد الأول.

العلوم والمعارف

من أهم المعلومات:^[١٣]

• تميز الفن والثقافة في العصر السلجوقي بالمزيج الآسيوي والشرق الأوسط بالإضافة إلى الأناضول، إذ أنه أحرز تقدمًا كبيرًا في الأدب والعمارة والشعر.
• علم الرياضيات كان منسوباً للشاعر الكبير عمر الخيام في تلك الفترة.
• من أهم الشخصيات المعروفة في ذلك الوقت هو جلال الدين الرومي وقد كان صوفياً مسلماً وشاعراً، وأكثر ما يميزه هو قيادته الروحية وله العديد من الأتباع وقد عُرف باسم الرومي مولانا.

اللغة

تعددت اللغات في المنطقة إلى:^[١٤]

• اللغة العربية كانت لغة العلماء.
• اللغة الفارسية هي اللغة الرسمية في المنطقة.
• اللغة التركية كانت لغة الشارع.

الأدب والفنون

إليك بعض الفنون في عصر السلاجقة:^[١٥]

• قام سلاطين قونية ببناء سلسلة من 100 قافلة في الأناضول لتسهيل عملية التجارة.
• القافلة كانت عبارة عن قصر مبني من الصخور مع فناء كبير مصمم لحماية تجار القوافل المسافرين عبر طريق الحرير.
• فُصلت هذه الهياكل المزخرفة وقامت بجذب العديد من التجار بهذه الحركة.
• طُورت البنوك التجارية والمراكز الحضارية التي أنشئت في تلك الفترة وكل ذلك كان عن طريق التجارة التي فتحت في ذلك الوقت.

أسباب انتهاء الدولة السلجوقية

من أهم المعلومات:^[١٦]

• بعد وفاة المالك شاه عام 1092 ميلادياً، فقدت الإمبراطورية السلجوقية تماسكها، فقد بدأ الأبناء بالنزاع على السلطة، وبالرغم من أن محمود الأول ابن ملك شاه هو من اعتلى العرش إلا أنه لم يكن أهلاً لتلك المسؤولية.
• قام إخوانه الثلاثة، باركياروق ومحمد الأول وأحمد سنجر بمطالبته بالعرش، وقد قسموا أنفسهم في العراق وبغداد وخراسان.
• كان كيليج أرسلان الأول قد قام بتأسيس سلطنة رم في الأناضول، بينما كانت سوريا تحت سيطرة توتوش الأول وهو أحد أخوة كيليج.
• واجه السلاجقة غزواً جديداً من الغرب على شكل حملة صليبية أولى، ولم يكن السلاجقة قادرين على الاتحاد لمواجهة الصليبيين والانتصار عليهم، وقد كان لدى السلاجقة رغبة في تحقيق الوحدة مرة أخرى إلا أن ذلك لم يتحقق.
• استمر وجود الإمبراطورية السلجوقية في القرن التالي على الرغم من أنها لم تتمتع بسيطرتها وازدهارها كما كانت عليه، قُتل طغرل الثالث في معركة وقعت ضد السلاجقة، فازت السلاجقة في الأناضول باسم سلطنة رم، ثم تم اقتحامها من قبل المغول بعد معركة كوس داغ عام 1243 ميلادياً.

حقائق أخرى عن العصر السلجوقي

إليك بعض الحقائق الأخرى عن العصر السلجوقي ومنها:^[١٧]

• يعد الكارافانسيراي أكبر بناء في عهد السلاجقة وهو منسوب للسلطان هان، والذي تم بناؤه في مدينة سلطاناني ويبلغ مساحته 4900 متر مربع في عام 1229 ميلادياً على الطريق الواصل بين مدينة قونية وأكساراي.
• هناك قافلة تسمى بقافلة حكيمهان وهي فريدة من نوعها نظرًا لوجود نقشين باللغة الأرمنية والسريانية تحت النقش المعتاد عليه باللغة العربية مع وجود بعض المعلومات المتعلقة بالصرح، وقد تم بناؤه من قبل طبيب السلطان علاء الدين كيقباد الأول وقد كان مسيحياً ثم اعتنق الإسلام.
• أسس القائد السلجوقي حسام الدين تيمورلو مستوطنة لها تاريخ مهم إذ أن القائد قد أقام فيها بعد هزيمته في معركة كوس داغ، كما أنه أسس بلدة تحتوي على قلعة ومدرسة ومنطقة سكنية وكارافانسيراي.
• تم اكتشاف العديد من الخانات مؤخرًا والتي يعود أصلها إلى ستينيات القرن الماضي، كما أن هناك مستوطنة حية مثل الموقع العثماني والذي يعود أصله إلى 1463 ميلادياً وقد كان يُطلق منه الفرمان الذي يأمر به مدير المدرسة بعدم ذهاب الطلاب إلى المدرسة وإقامة الدراسة في الخانات.