تقول الروايات أن أصل اسم القائد قطز هو محمود بن ممدود، وأنه ابن أخت جلال الدين خوارزم شاه وهي أسرة مسلمة حاكمة، وكان قطز من بين الأطفال الذين انتقلوا إلى دمشق، وتم بيعه لتجار الرقيق، ويعود معنى اسم قطز الذي اشتهر به محمود بن ممدود إلى معنى الكلب الشرس، وهي كلمة ذات أصول مغولية وأطلقه عليه من خطفوه وباعوه، وعاش قطز حياة الرقيق العادية والطبيعية من تاريخ دولة المماليك، وترقى من الخدمة إلى أن أصبح من أكبر مماليك الملك المعز التركماني، وشارك في قتل فارس الدين أقطاي، وبعد هذه الحادثة بدأ قطز يشق طريقه نحو العرش الذي كان يجلس عليه سيده عز الدين أيبك.[١]

وصول قطز إلى الحكم

كانت حياة قطز مليئة بالأحداث ومرت بعدة مراحل حتى وصوله لسدة الحكم في زمن دولة المماليك، وكانت كما يلي:[٢][٣]

  • كان قطز ملكاً ابن ملوك، فهو ابن أخت السلطان جلال الدين خوارزم شاه السلجوقي، وربما كان يعده لتسليمه الحكم من بعده، وعند قيام التتار بمساعدة الخليفة العباسي بالهجوم على السلطان جلال الدين خوارزم شاه السلجوقي، التجأ خاله إلى ملك دلهي، بينما الأطفال تم أسرهم على يد جنكيز خان، وأمر بقتلهم، ولكن ظل محمود بن ممدود المعروف بقطز أسيراً.
  • وقع محمود بن ممدود أسيراً وهو طفل، وبيع رقيقاً في البلاد الشامية، وهذه الأحداث المتتالية أثرت في نفس قطز وشكلت منه عبقريته، وجمع بين الأصل الكريم، وبين الاستعداد والموهبة.
  • اشتراه الأمير المعز أيبك، الذي أحسن معاملته وتربيته.
  • شارك قطز في قتل فارس الدين أقطاي، والذي يُعد أول ظهور له على الساحة السياسية.
  • عينه المعز أيبك نائباً على السلطنة في عام 650 هجرياً، وكانت بيده الأمور فعلياً في حكم مصر وأصدر أهم القرارات.
  • انتقم من زوجة سيده الأمير معز الدين أيبك شجرة الدر التي أمرت بقتل معز الدين أيبك.
  • في عام 657 هجرياً عين سلطاناً على دولة المماليك.
  • انتصر على التتار في الخامس والعشرين من رمضان عام 658 هجرياً، في معركة عين جالوت الشهيرة.


أبرز المعارك التي خاضها

معركة عين جالوت

وقعت في تاريخ الثالث من وقعت في تاريخ الثالث من سبتمبر في عام 1260ميلادياً، وتعد هذه المعركة من أهم المعارك التي خاضها القائد قطز والتي كان لها تأثير كبير في الواقع الإسلامي، والذي من خلالها تم إنهاء جيش التتار الذي كان يقال عنه بأنه الجيش الذي لا يقهر والذي لم يسلم من بطشه أحد، حيث قام الملك قطز بتوحيد المماليك والعرب وجمعهم تحت رايته، وقام القائد الظاهر بيبرس بحنكته العسكرية والسياسية بصد الهجوم المغولي ثم دحر هذا الجيش وملاحقتهم جميعاً والقضاء عليهم، ووحدت الشام ومصر مدة 200 عام.[٤]


تفاصيل أخرى عن قطز

إنجازات قطز

نذكر من أهم هذه الإنجازات:[٥]

  • تعين قطز نائباً للسلطنة في مصر.
  • قتله فارس الدين أقطاي.
  • تجهيز منطقة الصالحية بالعسكر، وهزيمته لأمراء البحرية في دولة المماليك، وأسر أمرائهم.


شخصية الملك قطز

نذكر من أبرز معالم شخصية قطز:[٦]

  • كان يؤمن بالله إيماناً كبيراً.
  • كان قائداً شجاعاً.
  • تربى تربية حسنة ومميزة عند أستاذه الأمير أيبك.
  • لديه استعداد رئاسي كبير، يؤهله للرئاسة واتخاذ القرارات المناسبة.
  • كان محبوباً من الشعب ككل.
  • كان يتصف بالأخلاق الحميدة، وملتزماً في الصلوات.


مدة حكم قطز

بالرغم من قصر مدة الحكم قطز، إلا أنها كانت كتالي:[٧][٨]

  • دامت مدة حكم قطز عاماً واحداً، وفيها استطاع:
  • إعادة روح المقاومة للشعب المصري وإعادة قوته له.
  • انتصاره على التتار في معركة عين جالوت الشهيرة.


علاقة قطز بالظاهر بيبرس

عند غضب السلطان المملوكي الأول أيبك هرب بيبرس مع قادة المماليك إلى دمشق وبقي هناك حتى عام 1260 ميلادياً، وبعدها رحب السلطان الثالث في مصر سيف الدين قطز بهم، وأعاد لهم مكانتهم في الجيش ومنح لبيبرس قرية، وفي ما يأتي ذكر لأهم ملامح العلاقة فيما بينهم:[٩]

  • خلال أشهر قليلة أثبت بيبرس قدرته القيادية من خلال هزيمة المغول بالقرب من نابلس في فلسطين.
  • كان يتوقع بيبرس بأن يكافأ بولاية مدينة حلب، ولكن السلطان قطز خيب آماله في ذلك.
  • قبيل مغادرة بيبرس إلى بلاده من خلال سوريا طلب من السلطان طلباً مكافأة له بإنجازه مع المغول، فوافق السلطان قطز على ذلك، وتقديراً له على الموافقة قبل بيبرس يد السلطان ولكن كانت إشارة للمماليك للهجوم على السلطان وقتله، وتم ذلك كما هو مخطط.
  • استلم بيبرس الحكم وبهذا أصبح رابع سلطان للمماليك.


وفاة قطز

في حين كان السلطان قطز يتجهز للعودة لمصر، واحتفاء الشعوب به لما حققته جيوشه من انتصارات باهرة ضد عدو شرس، كانت تُعد ضده المؤامرات للانقلاب عليه، وكانت المراحل التي مر بها قبل مقتله كما يأتي:[١٠]

  • كان السلطان يرتب أموره في بلاد الشام قبل عودته لمصر، وقام بتعيين النواب والولاة والشادين قبل مغادرته، ثم شد الرحال إلى مصر.
  • وكانت له رغبة بالمرور بحلب قبل مغادرته إلى مصر، ولكن بعض الوشاة أخبروه أن الأمير ركن الدين بيبرس والبندقداري ومجموعة جماعة البحرية يحيكون له، وأنهم يضمرون له الشر.
  • توجه السلطان قطز من بلاد الشام إلى مصر، حتى وصل بلدة القصير، التي أقام بها مع بعض من رجاله، بينما أكمل الجيش في طريقه للعودة إلى مصر، وفي تلك الفترة علم أيضاً الأمير ركن الدين بيبرس بأن السلطان قطز يُعد له الضغينة ويُضمر له الشر، وبات الغريمان يتربصان لبعضهم البعض.
  • عرف الأمير ركن الدين بالدهاء والحنكة، فبدأ يُعد للسلطان قطز والعمل ضده، وبدأ الأمراء يتربصون للسلطان قطز حتى وصوله لمنطقة القصير.
  • وعند عقد العزيمة على التخلص من السلطان قطز، وحرمانه من الاحتفال بالانتصارات التي حققها أمام جحافل المغول.
  • انفرد السلطان قطز وحده لصيد الأرانب، وتركوه حتى ابتعد عن الجماعة وركضوا خلفه.
  • تقدم الأنس الأصبهاني منه، ودخل في محاولة للصلح بينه وبين الأمير بيبرس، وقد وعد السلطان قطز بأن يجد حلاً لهذه الخلافات، وحينها انحنى الأصبهاني على يد السلطان ليقبلها، فقبضها بقوة واستحكمها، ثم بعدها اقترب منه الأمير ركن الدين بيبرس بسيفه وطعنه في رقبته، حتى توفي، ثم تجمعوا لمعرفة من له الأحقية في تولي السلطنة من بعده، فسألوا عن الذي قام بطعن السلطان، فكانت الإجابة أنه الأمير ركن الدين بيبرس، فقالوا هو إذاً الأحق في الولاية من.

المراجع

  1. قاسم عبده قاسم، السلطان المظفر سيف الدين قطز بطل معركة عين جالوت، صفحة 73-74. بتصرّف.
  2. محمود شلبي، حياة الملك المظفر قطز قاهر التتار و بطل معركة عين جالوت، صفحة 342-350. بتصرّف.
  3. "معركة عين جالوت"، مقهى الكتب، اطّلع عليه بتاريخ 9/7/2021. بتصرّف.
  4. "كم كانت مدة حكم سيف الدين قطز ؟"، قصة الإسلام، اطّلع عليه بتاريخ 5/8/2021. بتصرّف.
  5. "Baybars I", britannica, Retrieved 9/7/2021. Edited.