من هم الفايكنج؟
يطلق اسم الفايكنج (بالإنجليزية: Viking) أو نورسمن (بالإنجليزية: Northmen) على مجموعة من البحارة المحاربين، الذين عاشوا في الدول الاسكندنافية؛ النرويج، الدينمارك والسويد، من القرن الثامن الميلادي إلى القرن 11 الميلادي، اشتهروا بأنشطتهم الحربية بهدف المغامرة وجمع الثروات، حيث شنوا الغارات على السواحل الأوروبية، خاصة الأديرة غير المحمية على السواحل البريطانية، وبذلك تركوا بصماتهم كقراصنة وغزاة وتجار ومستوطنين في معظم أنحاء بريطانيا والقارة الأوروبية، وأجزاء من روسيا الحديثة وأيسلندا وغرينلاند ونيوفاوندلاند.[١][٢]
وبالرغم من أن الفايكنج جماعات عاشت وتنقلت سويًا، إلّا أنهم لم يشتركوا بروابط الدم، أي أنهم لم يكونوا "عِرقًا"، بل جماعات جمعها الأنشطة الحربية وشن الغارات لجمع الثروات، فمنهم من كان من ملاك الأراضي، ومنهم من رؤساء العشائر، ومن الرجال العبيد والأحرار، وتميزوا عن الأوروبيين آنذاك بكونهم جماعات "غير متحضرة" وغير مسيحية، حيث كانت جماعات الفايكنج جماعات وثنية.[١][٢]
غارات ومستوطنات الفايكنج
تميزت جماعات الفايكنج بكونها جماعات "غير متحضرة"، أي أنها لا تحترم القواعد والتقاليد الحربية أو حتى المؤسسات الدينية، فأول ما بدأ الفايكنج بمداهمته كانت الأديرة الموجودة على سواحل بريطانيا، حيث قاموا بأول هجوم لهم في أوروبا في عام 793 م، على دير ليندسفارن قبالة ساحل نورثمبرلاند في شمال شرق إنجلترا، لتتعدد بعدها عدد الغارات التي شنوها على عدد كبير من الأديرة غير المحمية على السواحل.[١][٢]
وفي القرن التاسع، تقدمت غارات الفايكنج إلى المدن الأوروبية، مثل الغارة الوحشية التي شنوها على مدينة نانت على الساحل الفرنسي، ومدن فرنسا الداخلية الأخرى مثل باريس وليموج وأورليانز وتورز ونيمس، وفي عام 844م، غزا الفايكنج مدينة إشبيلية، ثم نهبوا مدينة بيزا الإيطالية في عام 859م، وفي عام 911م منحهم ملك الفرنجة الغربية، مدينة روان الفرنسية والأراضي المحيطة بها بموجب معاهدة عقدها مع رئيس من رؤساء الفايكنغ يُدعى رولو، تُعرف هذه المنطقة الواقعة في شمال فرنسا الآن باسم نورماندي.[١][٢]
ثم بدأ الفايكنج النرويجيون بالاستقرار ببطء عبر استعمار آيسلندا، وانتقال الأجزاء المتبقية منهم، مثل جماعة إريك الأحمر، بحلول أواخر القرن العاشر، إلى جرينلاند، حيث يُعتقد أن هؤلاء الذين استقروا في جرينلاند وفقًا للتاريخ الأيسلندي أول مستوطنين أوروبيين يصلون إلى أمريكا الشمالية، بقيادة الفايكنج ليف إريكسون ابن إريك الأحمر، حيث بنوا مستوطنة مؤقتة في L’Anse aux Meadows في نيوفاوندلاند، كندا الحديثة، لكن لا توجد الكثير من الأدلة أو الإثباتات التي تثبت استيطان الفايكينج بشكل دائم شمال أمريكا.[١][٢]
نهاية عصر الفايكنج
انتشرت الديانة المسيحية في الدول الاسكندنافية، بحلول القرن الحادي عشر، وبدأت الممالك والدول المتحدة بالظهور في الدنمارك والنرويج والسويد، مما أدى إلى تراجع أو انحسار ثقافة الفايكينج شيئًا بشيء، وانتهت أخيرًا بهزيمة آخر ملوك الفايكنج العظيم، هارالد هاردرادا من النرويج، في معركة ستامفورد الجسر، بالقرب من يورك على يد الملك هارولد قائد الجيش الإنجليزي عام 1066م.[٣]