كل ما يهمك حول حضارة الأزتيك

الأزتيك هم الأشخاص الناطقون بلغة الناهواتل، وهم الذين حكموا إمبراطورية كبيرة في القرن الخامس عشر وأوائل القرن السادس عشر، وهي الآن تعرف بوسط جنوب المكسيك، ويطلق على الأزتيك اسم أزتلان وهو أصل هذه القبيلة، والتي كانت بدايتها في شمال المكسيك، وقد أطلق الأزتيك على أنفسهم اسم كولهوا ميكسيكا نسبة إلى منطقة كولواكان، والتي هي مركز أكثر الشعوب حضارة في المكسيك.^[١]

نشأة حضارة الأزتيك

 فيما يلي أبرز تفاصيل نشأة حضارة الأزتيك:

أين نشأت

• بداية النشأة: أزتلان (شمال المكسيك).
• الانتشار: بقي الأزتيك في المكسيك.
• البقعة الجغرافية النهائية: جنوب المكسيك.^[٢]

مراحل نشأتها

فيما يلي أبرز المراحل التي مرت بها حضارة الأزتيك:

المرحلة الأولى

• هاجر شعب الأزتيك من مدينة تسمى أزتلان إلى ما يعرف اليوم بالمكسيك، وهي مدينة تقع شمال المكسيك، ولا يعرف بالتحديد موقعها إلّا أنّ الأزتك نفسهم أشاروا إلى ذلك.
• بدأ تأسيس هذه الحضارة بأمر من إله الراعي كما ترويه الأسطورة لنا، فقد روي أنّ إله الراعي أخبر الناس أن يجدوا مستوطنهم في المكان الذي كان يجلس فيه نسر ضخم يأكل ثعبانًا على شجرة الصبار، وهذه المنطقة كانت في أمريكا الوسطى، وتسمى تينوتشتيتلان، وهي تقع على خمس بحيرات متصلين ببعض، ويعتقد بعض علماء الآثار أنها تأسست سنة 1325 ميلاديًا.^[٣]

المرحلة الثانية

• في بداية الأمر كانت المكسيك تقع في تينوتشتيتلان على هيئة مدينة صغيرة من بين مدن المنطقة، وقد كانوا يخضعون لتيبانيك وعاصمتها أزكابوتزالكو، وكان عليهم أن يستقروا بها، وفي عام 1428 ميلاديًا اتّحدت المكسيك مع مدينتين، وهما تيكسكوكو وتلاكوبان وشكلو حلف ثلاثي من الأزتك وتمكنوا من الفوز في معركة إقليمية.
• قد أسهمت الزراعة في ازدهار تينوتشتيتلان كونها هي التي كانت تطعم السكان.
• كان هناك جزر صغيرة تسمى تشينامباس قد تم إنشاؤها فوق خط الماء، وقد كان حفظ السجلات مهمًا في تلك الفترة لتتبع الجزية.^[٤]

المرحلة الثالثة

• استخدم كهنة الأزتيك تقويمًا للطقس مكونًا من 260 يومًا للعرافة إلى جانب التقويم الشمسي لمدة 365 يومَا، ومارس تمبلو مايور تقديم الدم والتضحية البشرية كجزء من الممارسات الدينية في معبدهم في تينوتشتيتلان، وقد كان رد الفعل الإسباني على ممارسات الأزتيك الدينية جزءًا من عنف الغزو الإسباني.
• وصل الإسبانيون إلى المكسيك عام 1519 ميلاديًا بقيادة الفاتح هيرناندو كورتيس، وقد كانوا يبحثون عن الذهب، وقد ثبت ذلك من خلال هدايا حاكم المكسيك موتيكوهزوما، وعندما وصل الفاتح إلى المكسيك سجن الفاتح الحاكم موتيكوهزوما، وحاول حكم المكسيك نيابة عنه، ولكن لم يتحقق ذلك، وهرب الفاتح من المكسيك عام 1520 ميلاديًا.
• حاصر الإسبان عاصمة الأزتيك من منتصف مايو عام 1521 حتى استسلموا في 13 أغسطس عام 1521 بمساعدة تيكسكوكو، وهو عضو في التحالف الثلاثي، وقام الإسبان بتدمير معظم مدينة تينوتشتيتلان وحرقها ونهبها بعد الاستسلام، وبدأ الفاتح الإسباني ببناء مدينة تعرف الآن باسم مكسيكو سيتي، وهي عاصمة إسبانية مستعمرة وقد عُين حاكمًا لها.^[٥]

أهم الجوانب الاقتصادية لحضارة الأزتيك

فيما يلي بعض أهم الجوانب الاقتصادية عن حضارة الأزتيك:

الجانب التجاري

• كانت التجارة في الأزتيك أمرًا محسومًا لأنّ معظم السّلع التي استخدمها الأزتيك لم يتم صناعتها محليًا، وإنما استيرادها من الخارج، فالقطن مثلًا لا يُمكن أن ينمو على ارتفاع وادي المكسيك لذلك لا بد من استيراده من المناطق شبه الاستوائية، وكذلك الكاكاو التي صنعوا الشوكولاتة منها.
• يوجد نوعان من التجارة في الأزتيك، وهي الأسواق المحلية والإقليمية حيث يتم تبادل السلع التي تحافظ على الحياة اليومية في الأزتيك، والتجارة الفاخرة على مسافات طويلة، وكل منها كان له فائدته، وخدم الحضارة بأغراض مختلفة أهمّها حركة التجارة.^[٦]

الجانب الزراعي

• شكّلت الزراعة جزءًا كبيرًا من ثقافة واقتصاد الأزتيك، إذ إنّ الزراعة كانت المصدر الرئيسي للغذاء والربح أيضًا، وقام الأزتيك بزراعة طعامهم بأنفسهم، وإنتاجه بكمية كبيرة ليتمكنوا من إطعام أنفسهم.
• كانت المنتوجات الزراعية هي المصدر الرئيسي لغذاء السكان، إذ إنه من الصعب شراء اللحوم وحفظها فكان أغلب اعتمادهم على النباتات.
• كان الطعام يُستخدم كعملة، فكان يتم استبدال حبوب الكاكاو بأشياء أخرى، وكان الكاكاو له رغبة كبيرة بين شعب الأزتيك لأنه يمكنهم صناعة الشوكولاتة منه، وقد تميزت حضارة الأزتيك بصناعة الشوكولاتة.^[٧]

الجانب الصناعي  

• صنع الأزتيك العديد من الأسلحة التي استخدموها في أوقات الحروب، ومنها سلاح أتلاتل وهو عبارة عن قاذف رمح ينتج قوة أكبر بمسافة أكبر، وقد سمح باستخدامه للمقاتلين ذو الرتب العالية لأنها كانت تستخدم في الخط الأمامي للمعركة.
• صنعوا قوس الحرب والسهام، وهو عبارة عن قوس طوله خمسة أقدام ممزوج بوتر حيوان، وكانت السهام مصنوعة من ريش الديك الرومي أو الجعبة، ويمكن أن تحمل هذه الأقواس حوالي عشرين سهمًا.^[٨]

الجانب الفني والأدبي لحضارة الأزتيك

فيما يلي بعض الجوانب الفنية والأدبية عن حضارة الأزتيك:

الفنون والعمارة

• قام الأزتيك بجمع القطع الأثرية من جميع أنحاء الإمبراطورية، وإعادتها إلى تينوتشتيتلان وغالبًا ما كان يتم دفنها بشكل احتفالي، وتمثلت الفنون في حضارة الأزتيك بالمنمنمات المحفورة بالأشياء الثمينة إضافًة إلى المعابد الحجرية الضخمة، وكانت المنحوتات عبارة عن وحوش مخيفة مثل تمثال كوليليكي الضخم، أو تماثيل شبيهة بالحياة مثل النحت الشهير لـ Xochipilli جالس.
• يتم وضع الحرفيين في القصور والنقابات ويمكن أن يتخصصوا في النحت على الخشب أو الحجر أو الأعمال المعدنية باستخدام الكريستال الصخري والذهب والفضة والريش، وأكثر القطع الفنية لفتًا للنظر هي الفسيفساء الفيروزية التي استُخدمت كقناع.
• الأشكال الشائعة من الأواني الفخارية المزهرة بألوان زاهية، وكلها كانت مصنوعة بدقة وجودة عالية.^[٩]

العلوم

• كانت الرموز تشكل الثقافة المادية التي عبر فيها الأزتيك عن حياتهم، فقد كانوا يرون الرموز في كلّ مكان على جدران المعابد وعلى المجوهرات، وأيضًا في نسيج دينهم ولغتهم، وقد استخدموا رموزًا للتعبير عن المشاهد وتجارب الواقع.
• اهتم الأزتيك برموز آلهتهم وحيواناتهم والأشياء الشائعة حولهم، فمثلًا هناك 260 يومًا في طقوس الأزتيك، وكل يوم له رقم ورمز خاص فيه، وتشير رموز الحيوانات مثل التماسيح والكلاب والنمور إلى مواضيع معينة في الحياة مثل الموت أو الحركة.^[١٠]

أهم إنجازات الحضارة الأخرى

• شكّل التعليم جزءًا مهمًا من حضارة الأزتيك؛ إذ إنّه كان على يد الأبوين حتى سن 14، وكان يتم ذلك عن طريق وجود مجموعة من الأقوال التي تمثل العادات العليا للأزتيك، وتضمنت مجموعة من الأقوال والخطابات في المناسبات، وكلمات تحية يلقيها الآباء على أبنائهم وأقوال لتوديع الموتى.
• صنع الأزتيك جزرًا اصطناعية على بحيرة تيكسكوكو، وقاموا بزراعة المحاصيل فيها، وهي تشمل زراعة الذرة والفاصوليا والإسكواش، وقد كانت هذه الجزر فعّالة للغاية، وتوفّر ما يصل إلى سبعة محاصيل سنويًا.
• تحتوي الحشرات على نسبة عالية من البروتين، وهي أعلى من تلك الموجودة في اللحوم، وهي من أشهر المأكولات حاليًا في المكسيك، وقد اعتنت الأزتيك ببعض أنواع الحيوانات مثل الكلاب والديك الرومي، والتي كانت تؤكل لحومها في المناسبات الخاصة.^[١١]

معلومات أخرى عن حضارة الأزتيك

فيما يلي بعض المعلومات الإضافية عن حضارة الأزتيك:

أشهر مدن الحضارة

• كان هناك ثلاث مدن رئيسية موجودة في وسط الأزتيك وهم تيكسكوكو وتلاكوبان وتينوتشتيتلان.
• قد بدأت تينوتشتيتلان طريقها في السيطرة والتوسع لمدن أخرى تدريجيًا.
• كان مركز السلطة يتمحور في هيوي تلاتواني.^[١٢]

نظام الحكم

• كان نظام الحكم في الأزتيك يشبه نظام الحكم في رومانيا تقريبًا، فقد كانت الوحدة الأساسية لحكومة الأزتيك هي الكالبولي، وقد كانت الأرض مملوكة لمجموعة من العائلات وليس لشخص واحد.
• كان النبلاء والكهنوت هم الأكثر قوة في المجتمع في الأزتيك، وعلى الرغم من أن النبلاء قد وفروا القيادة الكاملة للدولة إلّا أنّه لم يتم تعيينهم بشكل مباشر في المناصب الحكومية.
• الكالبولي هو هيكل الحكومات المحلية وقد كان موجودًا قبل الأزتيك بفترة زمنية طويلة، وكان لكل كالبولي زعيم، ويُشكّل هؤلاء القادة مجلسًا آخر.^[١٣]

لغة الحضارة

• احتوت الأزتيك على ما لا يقل عن أربعين لغة للتحدّث بها، وكانت اللّغة السائدة لدول التحالف الثلاث هي لغة الناهواتل، وهي واحدة من أكثر اللغات المنتشرة في أمريكا الوسطى قبل قيام حضارة الأزتيك.
• قد كان المتحدثين للغة الناهواتل لديهم اهتمام قليل باللغات الأخرى، وكانوا مقتنعين بأن لغتهم تفوق كل اللغات، ولم يجد التاريخ ما يثبت ذلك حتى أثناء تقسيم السياسات الإمبراطورية لم يكن للغة الناهواتل أي أهمية كبرى كما يعتقدون.^[١٤]

ديانة الحضارة

• كانت الديانة في الأزتيك مزيجًا من آلهة أمريكا الوسطى القديمة والتي هي آلهة المكسيك تحديدًا، وكان الإلهان الرسميان للأزتيك هما إله الحرب والشمس وإله المطر، وكلاهما له معبد على قمة هرم مايور في وسط تينوختيتلان.
• كان إله الثعبان ذو الريش أحد الآلهة المهمة في الأزتيك، وأيضًا إله الربيع والزراعة وإله النار.^[١٥]

تاريخ وأسباب سقوط حضارة الأزتيك

فيما يلي بعض أسباب سقوط حضارة الأزتيك:

• قُتلت مجموعة صغيرة من جنود الإسبان في مدينة تينوتشتيتلان وقد كان كورتيس بعيدًا في مدينة فيراكروز.
• قد كان الأزتيك غير راضيين عن تصرفات موتيكوهزوما، وأجبروه على الاستقالة ووضعوا كويتلاهواك على أنه التلاتواني الجديد للمدينة.
• عاد كورتيس إلى المدينة لتخفيف المحاصرين من قبل الإسبان، لكنه أُجبر على الانسحاب في عام 1520.
• جمع كورتيس الحلفاء المحليين وعاد بعد عشرة أشهر إلى الحكم، وفي عام 1521 حاصر المدينة بسبب نقص الغذاء وانتشار المرض.
• انهارت الأزتيك في عام 1521 بشهر أغسطس، وقد تم نهب تينوتشتيتلان وتدميرها.
• ارتفعت عاصمة جديدة لإسبانيا، وامتدّت المستعمرة إلى أمريكا الوسطى.^[١٦]