كيف كان وضع أوروبا في العصور الوسطى؟

تعرف الفترة التي امتدت من 500 إلى 1400 بعد الميلاد باسم فترة العصور الوسطى الأوروبية، واستخدم هذا المصطلح في القرن الخامس عشر الميلادي من قبل العلماء والذي هدف إلى تحديد الوقت أو الفترة التي سقطت بها الإمبراطورية الرومانية، كما تقسم العصور الوسطى إلى ثلاثة أقسام، هي العصور الوسطى المبكرة، والعصور الوسطى المركزية، والعصور الوسطى المتأخرة، ويعتبر الجهل الذي سد أوروبا في هذا العصر هو من أبرز سماته، لكن خلال الفترة المتأخرة منه عملوا على إعادة هيكلة التنظيمات الثقافية السياسية والاقتصادية والاجتماعية، وواصلوا التحسين حتى القرن التاسع عشر.^[١]

وضع أوروبا السياسي في العصور الوسطى

من أهم الأحداث السياسية في أوروبا في العصور الوسطى هي ما يلي:

انهيار الإمبراطورية الرومانية

من أهم أسباب انهيار الإمبراطورية الرومانية ما يلي:^[٢]

• غزوات القبائل البربرية: وهي من أهم أسباب سقوط الإمبراطورية الرومانية، التي تكبدت سلسلة من الخسائر في الحروب العسكرية ضد غزوات القبائل البربرية، ومع بداية القرن الثالث عشر كانت القبائل البربرية قد تعدت حدود الإمبراطورية الرومانية.
• تدهور الوضع الاقتصادي للإمبراطورية الرومانية: بالإضافة إلى تعرضها للهجمات الخارجية، كانت الإمبراطورية الرومانية تنهار داخليًا بسبب مرورها بأزمة مالية حادة ساهمت في سقوطها، كما أن كثرة الحروب والحملات العسكرية والإنفاق المفرط لتجهيزها أدى إلى نقص حاد في خزائن الإمبراطورية، كما أدت الضرائب والتضخم والفجوة الكبيرة بين طبقات المجتمع إلى تدهور الوضع الاقتصادي في الإمبراطورية الرومانية.
• ظهور الإمبراطورية الشرقية: في عهد الإمبراطور دقلديانوس، تم تقسيم الإمبراطورية إلى قسمين وهي الغربية الموجودة في مدينة ميلانو، والإمبراطورية الشرقية في بيزنطة أو القسطنطينية، كان الحكم سهلًا عند هذا التقسيم، لكن على المدى البعيد تباعد النصفان بشكل كبير، كما فشلوا في مكافحة التهديدات الخارجية، لكن مع توسع الخليج نمت ثروة الإمبراطورية الشرقية ومرت الجهة الغربية بأزمة اقتصادية كبيرة، وتفكك الهيكل السياسي للمنطقة الغربية مع بداية القرن الخامس.

غزوات القبائل الجرمانية وسيطرة الكنيسة

من أهم المعلومات:^[١][٣]

• استمر غزو القبائل الجرمانية حتى بداية العصور الوسطى، وهي التي دمرت الإمبراطورية الرومانية الغربية، والشعوب الجرمانية نشأت لأول مرة في القرن الثالث كانت أسلافاً عرقياً لقبائل القرن الخامس، كما أن تكوينهم العرقي بقي دون تغيير في هذه الفترة.
• انقسم العالم المسيحي في العصور الوسطى إلى قسمين، كان مسيحيو أوروبا الشرقية تحت قيادة بطريرك القسطنطينية، وكان مسيحيو أوروبا الغربية تحت قيادة أسقف روما.
• اعتمد هذان القسمان تدريجياً مناهج مختلفة، ففي العالم المسيحي الغربي، كانت لا تزال الكنيسة الكاثوليكية مؤسسة مركزية طوال العصور الوسطى، كما أنها تتحكم في قدر هائل من الثروة فهي أكبر مالك عقار في أوروبا، ويحول الناس عُشر دخلهم إلى الكنيسة كل عام، كما احتكر رجال الكنيسة التعليم، وعمل الأسقف ورئيس الدير كمستشارين للملك والإمبراطور.
• كانت تمارس الكنيسة سلطة قضائية حصرية على مجموعة واسعة من الأمور، مثل الربا، وقضايا الزواج، ويتم التعامل مع كل هذه القضايا وفقًا للقانون الكنسي في المحاكم الكنسية بدلاً من المحاكم العلمانية.

الحروب الصليبية

من أهم المعلومات:^[٤]

• كانت الحروب الصليبية عبارة عن سلسلة من الحروب بين المسيحيين والمسلمين، والتي بدأت بشكل أساسي لضمان السيطرة على الأرض المقدسة، وكانت هناك ثماني حملات صليبية كبرى بين عامي 1096 و1291.
• بحلول نهاية القرن الحادي عشر، صعدت أوروبا الغربية لتصبح قوة مهمة بمفردها، في عام 1291 سقطت إحدى مدن عكا الصليبية المتبقية في أيدي المماليك المسلمين، ويعتقد العديد من المؤرخين أن هذا الفشل يمثل نهاية الحروب الصليبية.
• على الرغم من أن الحروب الصليبية أدت في النهاية إلى هزيمة الأوروبيين وانتصار المسلمين، اعتقد الكثيرون أنهم نجحوا في توسيع دائرة تأثير المسيحية والحضارة الغربية.
• بعد انتهاء الحروب الصليبية، ازدادت ثروة الكنيسة الرومانية الكاثوليكية وسلطة البابا نتيجة للحروب الصليبية، تحسنت التجارة والنقل عبر أوروبا، وخلقت الحرب طلبًا مستمرًا على الإمدادات والنقل، فبنيت السفن، وتم تصنيع الإمدادات المختلفة.
• بعد الحروب الصليبية، ازداد اهتمام الناس بالسفر والدراسة في جميع أنحاء أوروبا، ويعتقد بعض المؤرخين أن هذا مهد الطريق لعصر النهضة.

جوانب سياسية أخرى

من أهم الجوانب السياسية الأخرى في العصور الوسطى في أوروبا هي:^[٥]

• على المستوى المحلي، كانت الشؤون العامة في أيدي الإقطاعيين.
• كانت تخضع شؤون البلد للاختصاص القضائي.
• كانت العديد من المدن في أوروبا الغربية لها شؤونها الخاصة.
• حكم ملوك العصور الوسطى بالتعاون مع مجالسهم الكبرى من النبلاء والكهنة.
• يتم اتخاذ القرارات الرئيسية، بما في ذلك الحرب والسلام بدعم جميع الشيوخ.
• ظهور نظام ملكي مركزي قوي في نهاية العصور الوسطى.
• ظهر القانون الإقطاعي في ذروة العصور الوسطى وفي الوقت نفسه أدى التقدم التكنولوجي إلى جعل تكاليف تدريب جيش أعلى مما كانت عليه في الأيام الأولى.
• بدأت المباني المحصنة التي تسمى القلاع، وظهرت في أوروبا في القرنين التاسع والعاشر.

وضع أوروبا الاقتصادي في العصور الوسطى

وضع أوروبا الاقتصادي في العصور الوسطى كان كما يلي:

الوضع الاقتصادي في أوروبا

الوضع الاقتصادي في أوروبا كان كالتالي:^[٦]

• كانت أوروبا في العصور الوسطى يعتمد اقتصادها على الزراعة.
• كما كانت معظم الصناعات في أوروبا في العصور الوسطى صغيرة الحجم وترتبط ارتباطًا وثيقًا بالزراعة، حيث كانت إما تصنع المنتجات أو تلبي احتياجاتها.
• كما تم تنفيذ معظم الصناعات البسيطة في المناطق الريفية بدلاً من المدن، مثل الطحن، التحميص، صنع الجبن، الغزل، النسيج، دباغة الجلود، صناعة الأحذية، النجارة، الحدادة، بناء وصيانة الأكواخ كلها تتم في المنزل من قبل القرويين.
• في القرون التي أعقبت سقوط الإمبراطورية الرومانية الغربية، تقلصت طرق التجارة وتدهورت الطرق الرومانية العظيمة بمرور الوقت، مما جعل النقل البري صعبًا ومكلفًا.
• بدأت التجارة في البحر الأبيض المتوسط تتراجع في القرن الرابع.
• عملت المدن الساحلية للبحر الأبيض المتوسط والبحر الأسود على بناء مستعمرات تجارية.
• تم إنشاء منظمة تجارية لتخدم المصالح الاقتصادية للبلدان أو الدول الأعضاء، وكان مقرها في ميناء لوبيك في ألمانيا.
• مع بداية القرن الثاني عشر بدأت الأوضاع الاقتصادية والتجارية تستقر في أوروبا.
• ظهرت البنوك مع نمو التجارة.

النظام الإقطاعي

النظام الإقطاعي في أوروبا كان كالتالي:^[٧]

• تعتبر الإقطاعية من القوانين العسكرية التي تعمل على هيكلة المجتمع لتحديد حيازة الأرض مقابل العمل.
• كانت هنالك العديد من الدول في العصور الوسطى تتعامل بالنظام الإقطاعي، منها فرنسا.
• تطور النظام الإقطاعي بكل مدينة وبشكل مختلف عن الأخرى.
• في القرن الثاني عشر كانت الإقطاعية في بريطانيا من بين الأنظمة الأكثر تنظيماً وترسيخاً في أوروبا.

وضع أوروبا الديني في العصور الوسطى

الجوانب الدينية في العصور الوسطى في أوروبا:^[٨]

• مع بداية العصور الوسطى، كانت المعتقدات الوثنية القديمة تختلط مع معتقدات الدين الجديد.
• أدانت الكنيسة العديد من الممارسات مثل السحر، أو التعويذات، والعديد من الاحتفالات اليومية كما حاولت قمعها.
• ساهم العلماء والتجار اليهود تحديدًا في التكوين الديني الأوروبي مع بداية العصور الوسطى.
• مع نهاية القرون الوسطى، انتشرت الأرثوذكسية في أدنى طبقة اجتماعية.

وضع أوروبا العلمي في العصور الوسطى

الجوانب العلمية في العصور الوسطى:^[٩]

• تشكلت الأفكار العلمية بداية من الفكر الكلاسيكي والمسيحي.
• ساهم العلماء في وضع الأسس الرئيسية للابتكارات العلمية.
• توسعت المعرفة في الكثير من التخصصات منها المعرفة في الفيزياء وعلم الفلك والطب وعلم النبات.
• كما ساهم العلماء بإيجاد بدائل لنظريات بطليموس وأرسطو.
• كما ساهموا في ظهور علم الرياضيات الحديث.

وضع أوروبا الفني في العصور الوسطى

الجوانب الفنية في أوروبا، هي:^[١٠]

الفنون

اشتملت الفنون على:

• الزخارف المرسومة على الجدران وعلى سراديب الموتى.
• كما اشتهروا بالفسيفساء، ومن أشهرها تلك التي في رافينا.
• كما تشتمل الأعمال الفنية على العاج والمخطوطات.
• كما اهتموا بفن التطريز فصمموا الكثير من الأثواب المطرزة.

العمارة

اشتملت العمارة على:

• تميزت العصور الوسطى في أوروبا في بناء الكثير من المباني التي لا تزال قائمة إلى الآن، منها آيا صوفيا في تركيا.
• من الأعمال البارزة في هذه الفترة كاتدرائية سانتياغو دي كومبوستيلا في إسبانيا، والكاتدرائيات القوطية في أميان وريمس ونوتردام في باريس.
• كما اشتهروا بالمنحوتات لواجهات المباني.
• استخدموا الزجاج الملون في تصميم العديد من الأبنية.

وضع أوروبا الاجتماعي في العصور الوسطى

الجوانب الاجتماعية في أوروبا في العصور الوسطى هي:^[١١]

• كان المجتمع في أوروبا في العصور الوسطى ينقسم إلى ثلاثة أقسام، وهي، النبلاء، ورجال الدين، الفلاحون.
• كانت للعائلة المالكة السيطرة الكاملة على الأرض.
• كان الملوك هم من يسنون القوانين.
• استمرت العبودية لفترة طويلة في أوروبا في العصور الوسطى إلى أن تم حظرها.