لماذا سمي عصر الجاهلية بهذا الاسم؟

الجاهلية، هي تلك الفترة التي سبقت نزول الوحي على النبي محمد ﷺ، واتسمت بشيوع ممارسات مخالفة للدين الإسلامي في شبه الجزيرة العربية، فعندما جاء الإسلام عمل على إبطال تلك المبادئ والممارسات،^[١] مثل الشرك بالله، وعبادة الأوثان، وقتل الأولاد، والصراعات بين القبائل، والقمار، والطلاق العشوائي، كما امتد عصر الجاهلية في الفترة ما بين نبوءة النبي عيسى بن مريم، إلى نبوءة النبي محمدﷺ،^[٢][٣] وكان باستطاعة أزواجهن إنهاء الزواج متى شاؤوا، وأيضًا حق الملكية، والميراث للنساء كان شبه معدوم، أو معدوماً كليًا.^[٤]

سبب تسمية عصر الجاهلية

سُمي عصر الجاهلية بهذا الاسم لعدة أسباب منها ما يأتي:^[٥]

• سمي هذا العصر بالجاهلية، لأن طبع البداوة والترحال هو الذي كان سائداً على العرب قبل مجيء الإسلام، فعاشوا في حالةٍ من الجهل والغفلة، على عكس بقية الحضارات، كما كانت صلاتهم مع العالم الخارجي مقطوعة.
• سميت الفترة التي ما قبل مجيء الإسلام بالجاهلية، وذلك لاتسامها بالجهل بعبادة الله وتوحيده.^[٦]
• يُطلق على عصر الجاهلية باللغة الإنجليزية (Age of Ignorance)، وكلمة الجاهلية مشتقة من "الجهالة"، والتي تعني الغفلة، وعدم المعرفة، كما يستخدم الكثير من المفكرين الإسلاميين مصطلح الجاهلية لانتقاد طبيعة الحياة السائدة قبل مجيء الإسلام.^[٧]

خصائص عصر الجاهلية

فيما يلي أهم خصائص ومميزات العصر الجاهلي، نذكر منها:^[٨][٩]

• اتسم العرب في الجاهلية بالعديد من الصفات الحميدة مثل: الكرم، وحسن الضيافة، كما تميزوا بمهاراتهم الفريدة في الرماية، وركوب الخيل، كما كان العرب يستثنون في الجاهلية أربعة أشهر في العام لتكون فترة سلام بينهم ولا تقوم فيها أي حرب، وكانوا يعتبرون أنّ هرب الإنسان من بلادهِ من أسوأ الأشياء.
• على الرغم من وجود صفاتٍ حميدة بين العرب في الجاهلية، إلا أنه شاع بينهم أيضًا في شبه الجزيرة العربية قبل الإسلام ممارسات غير أخلاقية قام الإسلام بتحريمها من الأمثلة على هذه الممارسات: وأد الإناث، والربا.
• كان الدين قبل الإسلام في شبه الجزيرة العربية خليطًا من تعدد الآلهة، والمسيحية، واليهودية، والديانات الفارسية، وكان الإيمان بتعدد الآلهة النظام الديني السائد بين العرب آنذاك، وكان يقوم على الإيمان بالعديد من الآلهة.
• عبد العرب في الجاهلية الآلهة في مقاماتها المحلية، وكانت تتخذ شكل الأصنام، وكانت الكعبة إحدى أماكن عبادة الأصنام قبل الإسلام، ويعتقد أنها احتوت ما يصل إلى 360 صنمًا.
• كان النظام الأبوي سائدًا، وذلك بموجب القانون القبلي في شبه الجزيرة العربية خلال عصر الجاهلية، وكان الرجال يورثون على عكس النساء اللواتي كن يحرمن من الميراث، وكانوا يعتبرون النساء بمثابة ممتلكاتٍ يتم توريثها، أو الاستيلاء عليها، فلم تتمتع عموم النساء في الجاهلية بحقوقهن الطبيعية، ولكن نساء الطبقات العليا في المجتمع كن أفضل حالاً من نساء القبائل، وكن يحظين بالحقوق كالملكية، والميراث، كما كن يتزوجن في عائلاتٍ توفر لهن حياة مريحة.^[١٠]