حضارات العراق القديمة

سُميت العراق قديمًا ببلاد الرافدين؛ نظرًا لمرور نهري دجلة والفرات فيها، وبسبب ذلك نشأت على أرضها عدد من الحضارات القديمة المزدهرة، من ضمنها:


الحضارة السومرية

كان السومريون من أوائل الحضارات التي سكنت بلاد الرافدين، ويقال إنها أول حضارة إنسانية في تاريخ البشرية، حيث يعزى لها أهم الاختراعات والابتكارات التي تعد من المسلمات حاليًا مثل نظام الوقت الذي قسم النهار والليل إلى فترات مكونة من 12 ساعة، والساعات إلى 60 دقيقة، والدقائق إلى 60 ثانية، بالإضافة إلى اختراعهم المدارس الأولى، ونظام الكتابة المسمارية، والنسخة الأولى من قصة الطوفان العظيم وروايات توراتية أخرى، والبيروقراطية الحكومية، والهندسة المعمارية الضخمة، وتقنيات الري، وغيرها الكثير.[١][٢]


وعلى الجانب السياسي، لم تكن سومر كيانًا سياسيًا موحدًا، بل كانت منطقة مكونة من عدة مدن لكل منها ملكها الخاص، مثل إريدو، ونيبور، ولاجاش، وأوروك، وكيش، وأور، وانتهت الحضارة السومرية بعد سيطرة الأموريين عليها، ومن ثم غزوها من قبل العيلاميين، حيث انتهت الحضارة تمامًا، ولم تُذكر إلا من خلال الإشارات في أعمال الكتاب القدامى، مثل الكتبة الذين كتبوا كتاب سفر التكوين التوراتي، وبقيت سومر غير معروفة حتى منتصف القرن التاسع عشر الميلادي عندما بدأ علماء الآثار بالبحث عن الحضارات الشرقية في بلاد الرافدين.[١][٢]


الحضارة الأكادية

تمركزت الإمبراطورية الأكادية في مدينة أكاد وسط أراضي العراق الحديثة والمناطق المحيطة بها، وكانت إمبراطورية سامية وحدت جميع الساميين الناطقين باللغة الأكادية الأصليين والمتحدثين السومريين تحت حكم واحد داخل إمبراطورية متعددة اللغات، وقد سُميت الإمبراطورية بالأكادية نسبة للمدينة أكاد التي أخذوا اسمها من مدينة أغادي التي أسسها الملك السامي سرجون موحد الإمبراطورية الأكادية تحت حكم واحد.[٣][٢]


واشتهرت الإمبراطورية بالتجارة، حيث قام سرجون بتوسيع التجارة عبر بلاد الرافدين، وعزز الاقتصاد من خلال الزراعة البعلية في شمال البلاد، وشهدت الإمبراطورية الأكادية فترة من الازدهار الكبير تحت حكم الملك نارام سين؛ بسبب الظروف المناخية الحميدة، والفوائض الزراعية الضخمة، ومصادرة الثروة، وانتهت الإمبراطورية بسبب الغزو الخارجي والظروف المناخية المتغيرة، حيث ساهم كل مما سبق في تقسيم الإمبراطورية إلى الإمبراطورية الآشورية في الشمال والإمبراطورية البابلية في الجنوب.[٣][٢]


الحضارة الآشورية

نشأت الإمبراطورية الآشورية في بلاد الرافدين، واستمرت الإمبراطورية في التوسع حتى وصلت إلى أراضي فلسطين وسوريا الحديثة، وسُميت الدولة بالآشورية نسبة للإله آشور، وقد اشتهر الآشوريون بقسوتهم وبراعتهم القتالية، وكانوا أيضًا بناة أثرياء، كما يتضح من المواقع الأثرية في مدنهم مثل نينوى وآشور ونمرود، وتميز التاريخ الآشوري بعدة ملوك أقوياء ساهموا في ازدهار وتوسع الإمبراطوية مثل تيغلاث بلصر الثالث، وسرجون الثاني، وسنحاريب، وإسرحدون، وانتهت الإمبراطورية على يد التحالف الكلداني المتوسطي.[٤][٢]


الحضارة البابلية

سُميت الحضارة البابلية نسبة إلى مدينة بابل، وانقسمت تاريخيًا لعدة فترات من القوة والضعف، أشهرها فترة حكم الملك حمورابي، الملك السادس من سلالة بابل الأولى، الذي شكل تحالفات بين دول المدن المنفصلة، وشجع العلم والمنح الدراسية، وأصدر قانونه الشهير، ولكن بعد وفاة حمورابي، تراجعت الإمبراطورية البابلية، واستولى الكيشيون على الجبال الواقعة شرق بابل، وأسسوا فيها سلالة استمرت لـ 400 عام، وضعفت في النهاية حتى تم السيطرة عليها من قبل الآشوريين والعيلاميين.[٥][٢]


وفي سلسلة من الحروب، تم تأسيس سلالة جديدة من الملوك البابليين، كان أبرزهم؛ نبوخذ نصر الأول الذي هزم العيلاميين، وحاول التصدي لسيطرة الآشوريين، ولكن بعد وفاته، نشأ صراع ثلاثي بين الآشوريين ورجال القبائل الآرامية والكلدانية للسيطرة على بابل، نجح فيه الآشوريون بالسيطرة على المدينة، ولكن بعد سقوطهم، جعل الزعيم الكلداني، نبوبولاسر، من بابل عاصمة له، وأسس فيها فترة من الازدهار الحضاري، وبعد استلام ابنه نبوخذ نصر الثاني الحكم، توسع حتى وصل أراضي سوريا وفلسطين الحديثة، وساهم في إعادة إحياء مدينة بابل، حيث بنى الحدائق المعلقة، وأعاد بناء معبد مردوخ والزقورة المصاحبة له.[٥][٢]


المراجع

  1. ^ أ ب "Sumerians", worldhistory, Retrieved 29/5/2023. Edited.
  2. ^ أ ب ت ث ج ح خ "mesopotamia", history, Retrieved 29/5/2023. Edited.
  3. ^ أ ب "Akkad", britannica, Retrieved 29/5/2023. Edited.
  4. "Assyria", britannica, Retrieved 29/5/2023. Edited.
  5. ^ أ ب "Babylonia", britannica, Retrieved 29/5/2023. Edited.