نسب يوسف بن تاشفين

يوسُف بن تاشفين (400هـ/1009م) هو أبو يعقوب اللمتوني بن تاشفين بن إبراهيم بن ترجوت بن وراتسن بن منصور بن مصالة بن أميت بن وانمال، أحدُ ملوك دولةِ المرابطين، تعودُ أصولُه إلى قبيلة لمتونة إحدى قبائل صنهاجة الأمازيغيّة الموجودة في بلاد المغرب،[١] التي قال عنها ابن خلدون: "هذه الطبقة من صنهاجة هم الملثمون الموطنون بالفقر وراء الرمال الصحراويّة بالجنوب، أبعِدُوا في المجالات هناك منذ دهور قبل الفتح لا يعرف أولها".[٢] قيلَ إنّ كتبَ التّاريخ لم تذكر مكانَ ولادتِه وسيرتِه في طفولتِه حتّى شبابه.[١]


صفات يوسف بن تاشفين

عُرف يوسف بن تاشفين بالتّقوى والورَع؛ إذ قال عنه الإمام عبد الله بن محمّد بن أيمن إنّه رجلٌ صالحٌ يمضي في نور الشريعةِ الإسلاميّة ويهتدي بهَديها ويدافع عنها، وبرأي الأديب عبد الرحمن بن طاهر أنّه مخلص النيّة في سعيِه وجهاده في سبيل الله وإقامتِهِ الحقّ ودحضه الباطل، ووصفه الإمام الغزاليّ بناصرِ الدّين وجامعِ كلمة المسلمين، كما خلعَ عليه الأدباءُ كثيرًا من الألقاب، منها: محي الخلافة، ناصر الدّين، الإمام، أمير المؤمنين، أمير المسلمين، جامع كلمة المسلمين.[٣]


الظروف التاريخية في عصر يوسف بن تاشفين

سادَت عصرَ يوسُف بن تاشفين ظروفٌ سياسيَّةٌ مضطربة، فقد انقسم العالم الإسلاميّ آنذاك للأسباب الآتية:[٤]

  • ضعف الخلافة العباسيّة وتدهورها، ومن ذلك: خضوع العاصمة العباسيّة بغداد تحت الوصاية السلجوقيّة.
  • ظهور مذاهب مختلفة في المغرب أدّت إلى انشقاقِه.
  • وقوع مصر تحت الحكم الرّافضي.
  • استيلاء النّصارى على شبه الجزيرة الإيبيريّة.
  • ظهور دول الطّوائف في الأندلس.
  • بداية الحملة الصليبيّة على الشّام.
  • سيادة الدولة السلجوقية، ووقوع العراق والشّام وبلاد فارس وشبه الجزيرة العربيّة تحت حكمها.
  • سقوط الإمبراطوريّة الرومانيّة.
  • انقسام أوروبّا إلى وخضوعها لسيطرة الكنيسة ورجال الدّين.


يوسف بن تاشفين من قيادة الجيش حتى تولي الحكم

بدأ يوسُف بن تاشفين بكونه أحد قوّاد جيش المرابطين، وكان نابغًا في المجال العسكريّ ومتفرّغًا للجهاد، وأهَّله ذلك إلى أن يتولّى قيادة الجند في عهد الأمير أبي بكر بن عمر اللمتوني،[٥] ثمّ تولّى بعدَ ذلك الإمارة، وسارَ بالمرابطين إلى ساحات الجهاد، كما تولى قيادة جيش المرابطين في معركة الواحات الواقعة عامَ 448هـ لفتح مدينة سجلماسة، وعُيّن واليًا عليها لما أبداه من حِنكةٍ في القيادةِ والإدارة، ثمّ ولّاه الأمير أبو بكر حكمَ المغرب، وبذلك حاز ابن تاشفين السلطة الكاملة على المغرب الأقصى.[٦]


منهج ابن تاشفين في الحكم

كان يُوسُف بن تاشفن يؤمِن بأنّ القائد الحقيقيّ مسؤولٌ أمام الله وأمام نفسه والنّاس، لذلك فقد التزم كثيرًا من المبادئ، منها أنّه:[٧]

  • اتّخذ مبدأ الشورى أساسًا للحكم، فقد كان يأخذ رأي مَن حوله مِن الثّقات في شؤون الدولة.
  • كان ينصّب ذووي الكفاءة ويتأنّى في اختيارهم.
  • يُؤمن أنّه على الحاكم أن يكون حكيمًا حليمًا حاضرَ الذّهن دقيق المنهج.

المراجع

  1. ^ أ ب عمر أعراب، يوسف بن تاشفين، صفحة 23. بتصرّف.
  2. عمر أعراب، يوسف بن تاشفين في التاريخ، صفحة 7. بتصرّف.
  3. رائد عبد الرحيم، صورة الأمير يوسف بن تاشفين في أدب الرّسائل في عهديّ الطّوائف والمرابطين، صفحة 18. بتصرّف.
  4. عمر أعراب، يوسف بن تاشفين في التاريخ، صفحة 52. بتصرّف.
  5. عمر أعراب، يوسف بن تاشفين في التاريخ، صفحة 10. بتصرّف.
  6. يوسف بن تاشفين في التاريخ، عمر أعراب، صفحة 31-32. بتصرّف.
  7. رائد عبد الرحيم، صورة الأمير يوسف بن تاشفين في أدب الرّسائل في عهديّ الطّوائف والمرابطين، صفحة 51-52. بتصرّف.