نهاية الحضارة السومرية: معلومات عليك معرفتها

نشأت الحضارة السومرية في منطقة بلاد الرافدين الواقعة بين نهري دجلة والفرات، حيث حكموا المنطقة لمدة 2000 عام تقريبًا قبل استلام البابليين دفة الحكم عام 2004 قبل الميلاد، ولكن لم تكن الحضارة السومرية أو منطقة سومر كيانًا أو دولةً سياسية موحدة، بل كانت مجموعة من المدن تشترك باللغة والثقافة والدين، يحكم كل مدينة منها ملك مختلف، وتعتبر الحضارة السومرية من الحضارات التي وضعت حجر الأساس لتطور الحضارات الإنسانية الحديثة من بعدها، بفضل اختراعاتهم الأولى وإنجازاتهم في عدة مجالات مثل أنظمة الكتابة، واللغة، والأنظمة والقوانين، والعمارة، وغيرها.^[١][٢]

نهاية الحضارة السومرية

شهدت الحضارة السومرية عصوراً وفترات زمنية متعددة كان أشهرها وأكثرها تطورًا الفترة الأخيرة قبل انتهائها، وهي فترة أور الثالثة، نسبةً إلى الأسرة الثالثة لمدينة أور، التي بدأت في عام 2047 قبل الميلاد، وحكم فيها عدة حكام سومريين اهتموا بالعلوم والعمارة والثقافة والفنون، مثل الملك أور نمو وشولجي الذي أمر ببناء سور أو جدار كبير حول المدينة لحمايتها من الغزوات الخارجية، ولكن هذه الجهود لم تفلح، حيث اخترقت جيوش العيلاميين (إيران الحالية) سور سومر، واستولت على مدينة أور عام 1750 قبل الميلاد، وبسقوط أور انتهت الحضارة السومرية، إذ لم تعد اللغة السومرية اللغة المنطوقة، بعد أن حلت محلها اللغة الأكادية السامية.^[٢][٣]

بعد سقوط مدينة أور بأيدي العيلاميين، سيطروا عليها لفترة قصيرة من الزمن، وأعقب ذلك حدوث مجاعة في المدينة؛ بسبب تغير المناخ والإفراط في استخدام الأراضي؛ مما دفع السكان إلى مغادرة المنطقة.^[٣]

اكتشاف الحضارة السومرية

بالرغم من اعتبار الحضارة السومرية أول الحضارات التي مهدت لتطور الحضارة الإنسانية الحديثة، إلّا أنها لم تكن معروفة للعالم وللمؤرخين حتى منتصف القرن التاسع عشر الميلادي، عندما بدأت المؤسسات والمجتمعات الغربية بإرسال حملات استكشافية إلى الشرق الأدنى والشرق الأوسط بحثًا عن أدلة مادية للتأكيد على الروايات والقصص التوراتية (الروايات التي وردت في كتاب التوراة أو العهد القديم)، مثل أرض شنعار، وقصة جنة عدن، ونزول الإنسان، والطوفان العظيم، وغيرها من القصص، ولكن بدلًا من إيجادهم لأدلة مادية على الروايات التي ذهبوا للتأكد منها، اكتشفوا سومر.^[٢]

إرث الحضارة السومرية

ترك السومريون إرثًا حضاريًا كبيرًا للحضارات الأخرى، إذ يرجع لهم الفضل في العديد من أهم الابتكارات والاختراعات والمفاهيم المسلم بها في يومنا هذا، فهم من اخترعوا الوقت بشكل أساسي من خلال تقسيم النهار والليل إلى فترات مكونة من 12 ساعة، والساعات إلى 60 دقيقة، والدقائق إلى 60 ثانية، ومن أهم ابتكاراتهم واختراعاتهم الأخرى؛ المدارس، والنسخة الأولى من قصة الطوفان العظيم وروايات توراتية أخرى، وأقدم ملحمة بطولية (جلجامش)، ووضع الأنظمة والقوانين الإدارية المعروفة بالبيروقراطية الآن، والهندسة المعمارية الضخمة، وتقنيات الري المتعددة.^[٢]