يعتبر قطز أحد أبرز ملوك دولة المماليك، وهو الملك المظفر سيف الدين قطز بن عبد الله المعزي سلطان مصر المملوكي، وقد حقق نجاحًا باهرًا في وقف زحف المغول الذين كان هدفهم القضاء على الدولة الإسلامية، حيث هزمهم هزيمةً ساحقة في معركة عين جالوت، وظلّ يلاحقهم حتى حرّر الشام أيضًا،[١] وتجدر الإشارة إلى أن فترة حكم قطز كانت قصيرة للغاية، إذ بقيَ على كرسيّ الحكم أحد عشرَ شهرًا وسبعة عشرَ يومًا فقط، أي أنّه لم يُكمل السنة، إلّا أنّها كانت فترة مليئة بالإنجازات العظيمة والنتائج المُذهلة للمسلمين.[٢]


موقع دفن قطز

عندما كان قطز عائدًا قاصدًا مصر، قُتل وهو في طريق العودة، حيث كان يُمارس هواية الصيد، وكان ذلك بالقرب من قُصير الصالحيّة،[٣] وقُتل هناك وبقيَ مُلقى بالعراء فدفنه بعض مَن كانوا في خدمته في القُصير، حيث توفي رحمه الله بعد نهاية معركة عين جالوت بخمسين يومًا فقط،[٤] ودُفن قطز في لأول مرة في مدينة القُصير في مصر، وكان الناس يُكثرون من زيارته للترحم عليه والدعاء له،[٥] فلما علم بيبرس ذلك أمر بنبش قبره ونقله إلى غير ذلك المكان،[٤] وقد حكم بعده الملك الظاهر بيبرس البندقداري، وذلك في شهر ذي القعدة من عام 658 للهجرة.[٣]


وفاة قطز

عند وصول السلطان قطز بلدة القصير في مصر، بقيَ هناك مع بعض حاشيته، ورحل باقي الجيش إلى الصالحية، وبُنيت خيمة السلطان، وهناك دُبرت مؤامرة لقتله، فكان الأمير بيبرس بدأ يتنكّر للسلطان، ويُضمر له السوء، وأشعل أصدقاؤه نار الحِقد في قلبه فعزم على قتل السلطان، وعندما كان قطز يتعقّب أرنباً يريد صيده، ابتعد عن حرسه ورجاله، فلاحقه المتآمرون، وتقدم بيبرس وطلب من السلطان قطز امرأة من سبي المغول فوافق، ثم تقدم بيبرس ليُقبّل يد السلطان شاكرًا له، وكانت تلك إشارة بينه وبين مَن اتّفق معه، ولم يكد قطز أن مدّ يده حتى قبض عليها بيبرس بشدّة حتى منعه من الحركة، ثم انقضّ عليه بدر الدين بكتوت فضربه بالسيف على عاتقه، ثم ألقاه بدر الدين أنس وألقاه عن فرسه، فرماه الأمير بهادر المعزي بسهمٍ أدّى إلى قتله.[٦]


أهم إنجازات قطز

نذكر من أهم إنجازات السلطان قطز ما يأتي:[٧][٨]

  • حرر دمشق وأرسل بيبرس للقضاء على باقي المغول في حمص.
  • قسم الأراضي التي أُعيد احتلالها بين أشخاص محددين من اختياره.
  • منح نفسه سلطة تنصيب خليفة جديد للعالم الإسلامي.
  • حرر الشام كلها من المغول.
  • هزم المغول في معركة عين جالوت هزيمةً ساحقة، وكان ذلك في 658هـ، وهي تعتبر إحدى أهم المعارك الفاصلة في تاريخ المنطقة العربية بأسرها، كما أن معركة عين جالوت قد ثبتت الوجود العسكري، والسياسي لدولة سلاطين المماليك.
  • استولى قطز على عاصمة الشام، ثم فتح سائر بلاد الشام جمعيها.

المراجع

  1. تامر بدر (3/3/2014)، "سيف الدين قطز"، قصة الإسلام، اطّلع عليه بتاريخ 19/6/2021. بتصرّف.
  2. "وداعًا قطز "، قصة الإسلام، اطّلع عليه بتاريخ 19/6/2021. بتصرّف.
  3. ^ أ ب العباسي الصفدي، كتاب نزهة المالك والمملوك في مختصر سيرة من ولي مصر من الملوك، صفحة 150. بتصرّف.
  4. ^ أ ب ابن تغري بردي/جمال الدين، بلغ بيبرس ذلك أمر بنبش&source=bl&ots=lxRdfrHeCS&sig=ACfU3U15IH4xxRtQZ9j_N_xLoXeyBokwWg&hl=ar&sa=X&ved=2ahUKEwifxaaGz7DxAhWwzIUKHVupCWYQ6AEwBnoECAYQAw#v=onepage&q=فلما بلغ بيبرس ذلك أمر بنبش&f=false النجوم الزاهرة في ملوك مصر والقاهرة، صفحة 80. بتصرّف.
  5. جيهان مأمون، قطز في مدينة القصير&hl=ar&sa=X&ved=2ahUKEwjIoa_jyrDxAhVNgFwKHUO_DqgQ6AEwAHoECAoQAg#v=onepage&q=دفن قطز في مدينة القصير&f=false من سيرة المماليك، صفحة 9. بتصرّف.
  6. علي محمد محمد الصلابي، السلطان سيف الدين قطز ومعركة عين جالوت، صفحة 129. بتصرّف.
  7. "qutuz-slave-turned-king-life-most-badass-revenge-story", culturacolectiva, Retrieved 21/6/2021. Edited.
  8. قاسم عبده قاسم، السلطان المظفر سيف الدين قطز بطل معركة عين جالوت، صفحة 119-138. بتصرّف.