الملك الظاهِر، رُكن الدين بيبرس البندقداري، والذي يُعرف باسم الظاهر بيبرس، وبيبرس الأول، والصالح بيبرس، من أبرز وأشهر سلاطين المماليك في مصر، وسوريا، واشتهر في حملاته العسكرية ضد المغول، والصليبيين، وكان من العبيد الأتراك الذين يتحدثون باللغة العربية، وتم امتلاكه من قِبَل السُلطان الصالح نجم الدين أيوب (من سلالة الأيوبيين في مصر)، وأثبت مهاراته العسكرية في مواضِع عديدة، واكتسب حقّه في العرش والسَلطَنة نتيجة لجهده، وسعيه، وإنجازاته المتتالية، ولم يتوانَ عن التقدّم والازدهار ولو للحظة في حياته.[١]


صفات الظاهر بيبرس الشكلية

وردت الكثير من الروايات عن صفات الظاهر بيبرس الشكلية، وتم وصفه في أكثر من رواية بأن شكله كان أقرب للأساطير، ومن أهم صفات الظاهر بيبرس الشكلية ما يأتي:[٢]

  • الطول والقامة: ورد عنه أنّه كان طويلًا ونحيفًا.
  • الوجه: لون بشرته فاتح.
  • العيون: كان مُصابًا بإعتام عدسة العين في عين واحدة.


صفات الظاهر بيبرس الشخصية

لم يكتسب الظاهر بيبرس، شعبيته وسمعته الطيبة حول العالم عن عبث، بل يعود ذلك لكونه يتمتع بمجموعة من الصفات الشخصية المُذهلة، وأبرزها ما يأتي:[٣][٤]

  • كان عسكريًا لامعًا بين الآخرين، وتمكن من وضع الخطط، والاستراتيجيات العسكرية، بشكل ليس له مثيل.
  • تمتع بشخصية مُثابرة لا تعرف الكلل ولا الملل من المحاولات.
  • كان مُحبًا للفنون والتعلّيم، وشجعها باستمرار.
  • أحب الصيد، ومارسه بشكل كبير خلال حياته.
  • التزم التزامًا كبيرًا في الدين الإسلامي وعقيدته، وخرج لأداء الحج والعمرة لعدة مرات، وحظر شرب الخمر.
  • كان متواضعًا وقوي الشخصية، ولا يؤمن بمرافقة الحرس لحمايته، وكان يتنقل لوحده بين عامة الناس، ولا يخشى أحدًا.
  • لم يكُن مرائِيًا؛ حتى أنّه كان يأمُر الموظفين بتوزيع الأموال والملابس للمُحتاجين في تكتّم تام.
  • تميّز في العدل الكبير في نظام حُكمه، ولم يُظلم عنده أحد، وكثيرًا ما ترأس جلسات الحُكم بنفسه.
  • كان حازًما وصارمًا بشكل كبير، وخصوصًا فيما يتعلّق بالعدالة.
  • تمتع بشخصية موثوقة وقوية؛ مما جعل من حوله يخشاه، ويثقون به بنفس الوقت.
  • كانت قيمه وقوانينه واحدة يتم تطبيقها على جميع أفراد المجتمع دون منح أي تمييز، أو خصائص للأمراء، والملوك، ونبلاء القوم.
  • كان على استعداد لفعل أي شيء للمُحافظة على مملكته وقوتها؛ حتى أنّه فرض ضرائب كثيرة على الشعوب.
  • اشتهر بأنّه رجل شريف، ومُحارب للفساد.
  • تمتّع بالذكاء، والحيوية، والشجاعة الكبيرة.[٥]
  • امتلك مهارات إداريّة كبيرة ورفيعة المستوى.[٥]
  • أحَب المُبارزة، والرماية، ولعب كرة البولو.[١]
  • تمتع بصفات الكرم، وإخراج الكثير من الصدقات.[١]


نبذة عن شخصية الظاهر بيبرس

من أهم المحطات الشخصية في حياة الظاهر بيبرس:[٦][٧]

  • النشأة والمولد: ولد الظاهر بيبرس، في عام 1223 م، في تركيا، وتحديدًا بالقرب من البحر الأسود، وكان عضوًا من البدو المتجولين "كيبتشاك الأتراك"، وعندما كان ولدًا صغيرًا وخلال نشأته تعرّض شعبه للهجوم من قِبَل المغول بقيادة جنكيز خان، وتم أسر الظاهر بيبرس في إحدى الغزوات وبيعه في أسواق العبيد، ثم اشتراه التجار السوريون.
  • التعليم والدراسة: درس في مدرسة تدريب النخبة المملوكية، في جزيرة نهر النيل أثناء خدمته عند الملك الصالح نجم الدين الأيوبي، ومن ثم تعلّم الفنون العسكرية والحربية.
  • أهم محطات حياته: كان للظاهر بيبرس حياة مثيرة للاهتمام، وذلك على النحو الآتي:
  • تم بيعه في بداية حياته لشخص يُدعى العماد الضائِع، الذي بدوره قام ببيعه للأمير علاء الدين البندقداري، ومن بعده امتلكه الملك الصالح نجم الدين الأيوبي.
  • قام الملك الصالح نجم الدين الأيوبي بعتق رقبة الظاهر بيبرس، وجعله من المماليك البحرية.
  • أصبح رئيسًا للجيش، وخاض مجموعة من المعارك والحروب، التي عززت موقفه، وجعلته يتمتع بسمعة طيبة، وحين قُتِل قطز حل الظاهر بيبرس سلطانًا محلّه.
  • الحياة الشخصية: عُرف للظاهر بيبرس، ولد يُدعى السعيد بركة خان.[٨]
  • الوفاة: توفي في الأول من شهر يوليو في عام 1277م، بعد أن شرب من فنجان مسموم مُخصص لشخص آخر.


أبرز إنجازات الشخصية الظاهر بيبرس

حقق الظاهر بيبرس الكثير من الإنجازات خلال حياته، وأبرزها ما يأتي:[٩][١]

  • السُلطان الرابع، لمصر في عهد المماليك.
  • كان أحد قادة القوات المصرية التي هزمت الحملة الصليبية السابعة (التي قادها لويس التاسع؛ ملك فرنسا).
  • قاد طليعة الجيش المصري في معركة عين جالوت ضد المغول في عام 1260م، وقد حقق بها فوزًا عظيمًا، وكانت الهزيمة الأولى في التاريخ للمغول.
  • عصر حُكم الظاهر بيبرس، كان بداية عصر هيمنة المماليك في شرق البحر الأبيض المتوسط.
  • قام بتعزيز استمرار النظام العسكري للمماليك.
  • مهد الطريق لإنهاء تواجد الصليبيين في بلاد الشام.
  • رسّخ الاتحاد بين سوريا، ومصر كدولة إسلامية بارزة في المنطقة.
  • تمكّن من صد تهديدات المغول والصليبيين في نفس الوقت، ومن ثم إخضاعهم له.
  • قام بتوسيع إمبراطورية المماليك، بشكل كبير أثناء حكمه؛ حيث قام بعزيز قوتها من خلال العمل الدبلوماسي والعسكري معًا.
  • أعاد بناء القلاع والحصون السورية، التي تم تدميرها على يد المغول.
  • بنى سفناً حربية، وسفن شحن، وترسانات جديدة.
  • تمكّن من التعامل مع الحشاشين (طائفة متطرفة)، وإيقاف هجماتهم، وحركاتهم.

المراجع

  1. ^ أ ب ت ث Hassanein Muhammad Rabie, "Baybars I", britannica, Retrieved 8/6/2021. Edited.
  2. "Egypt After the Pharaohs", brown, Retrieved 8/6/2021. Edited.
  3. "Al-Zahir Baybars", encyclopedia, Retrieved 8/6/2021. Edited.
  4. AMINA A ELBENDARY, The Sultan The Tyrant and The Hero: Changing Medieval Perceptions of alZahir Baybars, Page 142-157. Edited.
  5. ^ أ ب "Al-Zahir Baybars", encyclopedia, Retrieved 17/6/2021. Edited.
  6. "Baybars, Al-Zahir", encyclopedia, Retrieved 8/6/2021. Edited.
  7. محمود شلبي، حياة الملك الظاهر بيبرس، صفحة 14. بتصرّف.
  8. "Madrasa al-Zahiriyya Source: [http://islamicart.museumwnf.org/database_item.php?id=monument;ISL;sy;Mon01;18;en&cp"], islamicart.museumwnf, Retrieved 17/6/2021. Edited.
  9. "Baybars, al-Malik al-Zahir Rukn al-Din Baybars al-Bunduqdari", muslimheritage, Retrieved 8/6/2021. Edited.