الظاهر بيبرس: رابع سلاطين الدولة المملوكية

• اسم الشخصية: هو بيبرس بن عبد الله السلطان المعظم الملك الظاهر ركن الدين أبو الفتح الصالحي.^[١]
• لقب الشخصية: لُقب بأبي الفتوح، كما لقبه الملك الصالح أيوب في دمشق بركن الدين، وعند وصوله إلى الحكم لقب نفسه بالملك الظاهر،^[٢] كما لُقب بالبندقداري نسبةً إلى سيده علاء الدين البندقدار،^[٣] كما لقب بالسيد الأجلّ الكبير، والعالم العادل، والمجاهد المرابط، والمؤيد المظفر، وسلطان الإسلام والمسلمين، وناصر الحق مُغيث الخلق، وسيد الملوك والسلاطين، وظلّ الله في الأرض، ومُحيي الخلافة المُعظمة، وصاحب القبلة خادم الحرمين الشريفين، وقسيم أمير المؤمنين.^[٤]
• أصل الشخصية: يعود أصل بيبرس إلى قبيلة القفجاج التركية، والتي أطلق عليهم الأوروبيون اسم الكومان، حيث كانوا يسكنون في منطقة تقع شمال وشمال شرق البحر الأسود، وتحديدًا جنوب روسيا.^[٤]
• مهنة الشخصية: يعد الظاهر بيبرس أهم ملوك دولة الماليك، واعتبره المؤرخون أنه المؤسس الحقيقي للماليك البحرية، واسمترت سلطنته ما يقارب سبعة عشر عامًا؛^[٥] فقد كان سلطانًا لمصر والشام، وهو رابع سلاطين الدولة المملوكية،^[٢] حيث جلس على عرش السلطنة في 19 ذي القعدة عام 658هـ،^[٦] ويُشار إلى أنه لم تمر سنة من عقد من الزمان بعد معركة اليرموك دون أن يوجّه حملة عسكرية، أو يقوم بغارة على حصون أو قلاع الممالك الصليبية في الشام.^[٧]
• عمر الشخصية: توفي الظاهر بيبرس عن عمرٍ أقل من 55 عامًا.^[٨]

مراحل حياة الظاهر بيبرس

مرحلة الطفولة

من أهم المعلومات:^[٩][٣]

• وُلد الظاهر بيبرس في منطقة القفجاج وقضى طفولته وسن الفتوّة فيه، وكان ذلك عام 620 هـ الموافق 1223م.
• أُسِر بيبرس في عمر 14 عامًا، ثم بيع في أسواق الرقيق في الشام ب800 درهم، أي ما يُقارب 40 دينارًا.
• كان الذي اشتراه تاجر يُسمى العماد الصائغ.
• وصل الظاهر بيبرس إلى حماه في القرن 13 الميلادي مع تاجر رقيق، ثم بيع إلى الحاكم المنصور محمد، ولكنه رفضه وأعاده للتاجر.
• أكمل بيبرس مع التاجر حتى وصل إلى دمشق فاشتراه أمير دمشق علاء الدين البندقداري.
• انتقل بيبرس إلى خدمة السلطان الصالح نجم الدين أيوب في القاهرة، بعدما تمت مصادرة ممتلكات علاء الدين البندقداري بعد تمرده على الملك الصالح أيوب.
• تربى لدى الملك الصالح واستفاد من أخلاقه، وعند وفاته قام بخدمة ابنه الملك تورانشاه إلى أن قُتل.

مرحلة الدراسة

من أهم المعلومات:^[٣][١٠]

• أُعجب الصالح أيوب بالظاهر بيبرس، فأعتقه، وعينه قائد الحرس الشخصي.
• قام نجم الدين أيوب بإدخال الظاهر بيبرس في مدرسة تدريب النخبة الملوكية، وهي مدرسة تقع في جزيرة في نهر النيل، وبعد عدة سنوات لاحقة من التدريب الشاق، تم وضع بيبرس في صفوف المماليك البحرية.

الحياة الشخصية

تزوج من ابنة الأمير حسان الدين بركة خان الخوارزمي، ثم أنجب منها ولدًا أسماه السعيد بركة،^[١١]، كما تزوج أيضًا من ابنة الأمير سيف الدين نوكلي التتري، وابنة الأمير سيف الدين كراي بن تماجي التتري، وأنجب عشرة أولاد، ثلاثة منهم من الذكور وهم: الملك السعيد ناصر الدين محمد بركة قان، والملك العادل بدر الدين سلامش، والملك المسعود نجم الدين خضر، كما أنجب سبع بنات أيضًا.

الحياة العملية وإنجازات الظاهر بيبرس

بداياته

من أهم المعلومات:^[١٢]

• انضم الظاهر بيبرس إلى قوات الأمير فارس الدين أقطاي حتى أصبح من كبار قادة المماليك، وكان أول ظهور لبيبرس عندما وصل لويس التاسع عشر بحملته الصليبية إلى مصر.
• تصدى الظاهر بيبرس له في منطقة المنصورة عام 647هـ، وكانت نتيجة الحملة أن أسر بيبرس لويس التاسع عشر، وبذلك انهارت حملته.
• اضطرّ بيبرس للانتقال إلى الشام، وبعد أن تولى الأمير قطز مقاليد الأمور في مصر، استدعى بيبرس من الشام؛ وذلك لمساعدته في إيقاف زحف التتار إلى الشرق.
• تولى بيبرس حكم مصر عام 658هـ بعد مقتل قطز.

إنجازاته

من أهم المعلومات:^[١٣][١٤]

• أبطل جميع أنواع المفاسد التي كانت مُنتشرة آنذاك في عصره، كما شدّد عقوبة مَن يقوم بتلك المحرّمات.
• نظم البريد وخصص له الخيل، كما بنى الكثير من العمائر ومن أهمها مسجده الشهير.
• جدد المسجد النبوي الشريف.
• شيد القناطر والأسوار، كما حفر التّرَع والخلجان.
• جعل القاهرة مركزًا للعلوم الإسلامية.
• نصب أربعة قضاة شرعيين، حيث يكون لكل مذهب من المذاهب السنيّة قاضٍ خاص به.
• كان أول من تولى المظالم بنفسه، فأقام دار العدل، فكان يجلس فيها للفصل في القضايا يومي الاثنين والخميس من كل أسبوع.^[١٥]
• أنشأ قوة بحرية لتساعده في التصدي لأعدائه الذي يغيرون على بلاده من جهة البحر، وبذلك اعتُبر بيبرس مؤسس أسطول المماليك.
• جدد بناء قبة الصخرة والمسجد الأقصى.
• بنى مسجده المشهور المعروف باسمه في ميدان الظاهر في القاهرة.
• أعاد بناء القلاع التي هدمها المغول في بلاد الشام وأهمها قلعة دمشق، وقلعة عجلون.
• إحياء الخلافة العباسية في مصر، حيث يعتبر من أهم الأعمال التاريخية في عهده.
• حرر صفد والرملة واللد، كما حرر قلعة صافيتا، وحصن الأكراد، وحصن القرين، وحصن عكا.
• خفف الأعباء عن الأهالي، وأعفاهم من الضرائب الزائدة.
• عفا عن السجناء السياسيين من السجون.
• نظم الأمور الإدارية في مملكته، كما قام بالكثير من الإصلاحات الداخلية، كما استحدث بعض الوظائف الإدارية.^[١٦]
• بنى المساجد وأسس المدارس، فقد بنى مدرسته المشهورة على أنقاض إحدى قاعات القصر الكبير الفاطمي في عام 662هـ.

جوانب أخرى من حياة الظاهر بيبرس

صفات الظاهر بيبرس

كان بيبرس فطنًا عليه مهابة وجلالة، فقد كان طويل القامة، وجهور الصوت، وله بشرة سمراء، وعينان زرقاوان، في إحداهما بقعة بيضاء صغيرة، وقد اعتُبر ذلك البياض في عينيه عيبًا، كما كان شجاعًا، سخيّا، عالي الهمة، مِقدامًا وجسورًا، وكثير التحيّل، بالإضافة إلى أنه لم يكن يفتر لا ليلًا ولا نهارًا عن ملاحقة أعدائه، وكان أيضًا مُقتصدًا في لبسه وطعامه، وناصرًا للمسلمين:^[١٧][١]

ومن صفاته الأخرى أيضًا:

• كان بيبرس شجاعًا باسلًا لا يهاب الموت.
• كان سلطانًا عادلًا، كما كان مُتمسكًا بالشريعة الإسلامية وناصرًا لها.^[١٨]
• كان حاميًا لبلاده، حافظًا لاستقرارها وأمنها.^[١٨]
• كان من أهل البر والإحسان، حيث كان يُطعم في كل ليلة من ليالي رمضان خمسة آلاف شخص، ويكسو في كل سنة 600 كسوة، بالإضافة إلى أنه خصص وقفًا لدفن الفقراء.^[١٩]
• كان الظاهر بيبرس يتمتع بهيبة ووقار، وكان إذا نزل منزلًا يلتفت له الجميع، العدو قبل الصديق، فقد أحبوه رعيته وعظّموه.^[١٩]
• كان مقدامًا لا يخاف شيئًا، ولا يُرهبه عدوٌ قط.^[١٩]
• كان خفيف الوطأة سريع الحركة، ويُباشر الحروب بنفسه.^[١٩]
• كان ذكيّا وعبقريًّا عسكريًّا، وقد ظهر ذلك واضحًا في معركة المنصورة.^[١٩]
• كان الظاهر بيبرس دبلوماسيًا، وسياسيّا مُحنّكًا.^[١٩]

هواياته واهتماماته

من أهم المعلومات:^[٢٠][٢١]

• كان بيبرس رياضيًّا.
• مُحبًّا للصيد.
• مُغرمًا بلعب البولو والمبارزة والرماية.
• اهتمّ بصناعة السّفن في الفسطاط، والإسكندرية، وجزيرة الروضة، ودمياط، فقد كان الظاهر بيبرس بنفسه يُشرف على بناء الشواني، وتجهيزها بالآلات، ولعبها في البحر.

أيامه الأخيرة ووفاته

من أهم المعلومات:^[١][٢٢]

• بعد أن هزم الظاهر بيبرس التتار وصل إلى الشام، ونزل بالقصر الأبيض.
• اختُلف في سبب وفاته، فمنهم من قال أن القمر كُسف كلّه، وانتشر أنه كُسف لموتِ رجل عظيم القدر، فأراد الظاهر بيبرس تأويل الكسوف بغير التأويل الذي شاع، فقام بيبرس باستدعاء أحد أولاد القاهر ابن المعظم عيسى، وسقاه قمزًا مسمومًا، ثم شرب منه بيبرس ناسيًا أنه مسموم.
• مرض بيبرس مرضًا شديدًا، حيث أصابته حرارة داخلية، فصُنع له دواء دون استشارة طبيب مُختص.
• تضاعف مرضه وألمه، مما أجبر الأطباء على إعطائه دواءً مُسهلًا، إلّا أنهم لم ينجحوا بشفائه، بل تسبب في إصابته بإفراط في الإسهال والنزيف.
• تضاعفت الحمى لدى بيبرس وزاد مرضه أكثر، وبقيَ على تلك الحال حتى توفاه الله،^[٢٢] وكان ذلك في السادس من تموز عام 1277م.^[٢٣]
• توفي في قصر الأبلق الذي يقع بجانب الميدان الأخضر، وهو موضع التكية السليمانية حاليًا.

الظاهر بيبرس في الإعلام والأدب

• في الإعلام: مسلسل الظاهر بيبرس، حيث يحكي عن قصة الملك الظاهر ركن الدين بيبرس البندقداري، والدور الكبير الذي قامت به دولة المماليك البحرية في هزيمة المغول.^[٢٤]
• في الأدب: تناول العديد من الأدباء سيرة الظاهر بيبرس، ومن بين الذين أرّخوا سيرته المختصر في تاريخ البشر لأبي الفداء عماد الدين إسماعيل، وأيضًا كتاب مرآة الجنان وعبرة اليقظان للكاتب اليافعي، بالإضافة إلى البداية والنهاية لابن كثير الدمشقي، كما توجد هناك مجموعة من مؤلفات تقي الدين المقريزي.^[٢٥]