سليمان القانوني: اكتشف جوانب حياته المختلفة

• الاسم: سليمان القانوني ابن السلطان سليم والسلطانة حفصة، وحفيد بايزيد الثاني بن محمد الفاتح؛ أي أن له نسباً كريماً وعريقاً.^[١]
• لقب الشخصية: لُقّب بالقانوني وذلك لأنه كان رجلاً يتحرى العدل، وأصدر مجموعة متكاملة من القوانين بهدف تنظيم أمور الدولة.^[١][٢]
• الأصل: ولد في مدينة طرابزون التركية.^[٣]
• المهنة: أحد أشهر سلاطين الدولة العثمانية.^[٢]
• العمر: ولد سليمان القانوني عام 900 هجري، وتوفي عام 924 في حصار مدينة سكتوار البحرية.^[٤]

مراحل حياة سليمان القانوني

قبل أن يكون سليمان سلطاناً عظيماً للدولة العثمانية كانت له مراحل حياة مبكرة كالتالي:^[٥]

مرحلة الطفولة

ولد سليمان القانوني في مدينة طرابزون التركية ذات المناخ البارد القاسي، وقضى طفولته في قصر والده السلطان سليم هناك، في صيف سنة 910 هـ أقيمت مراسم الختان من أجله في القصر، وكان ذلك حين أتم 10 سنوات من عمره، وكان هذا يعني في ذلك الوقت انتقاله من مرحلة الطفولة إلى مرحلة الشباب.

مرحلة الدراسة والشباب

تلقى سليمان القانوني تعليماً دينياً جيداً، وتربى تربيةً مميزةً باعتباره الولد الوحيد لأبيه، وقد عيَّن له والدهُ السلطان سليم معلماً قديراً ليزرع فيه أساس العلم والدين وهو العالم الكبير خير الدين أفندي الذي علمه فعلاً القراءة، والكتابة، والعديد أيضاً من العلوم الدينية، ومن جهةٍ أخرى عمل سليمان في بعض الصناعات اليدوية، حيث تعلم صياغة الجواهر مع صديقه يحيى في طرابزون وقد تبنّى السلطان هذه الصنعة كهواية وأحبّ ممارستها لاحقاً بعد اعتلاء العرش، وعندما أصبح شاباً شاهد العمليات العسكرية مع والده، وأدرك الأحداث الجارية حوله، كما حظي باهتمام أخواته البنات ووالدته.

الحياة الشخصية

كان للسلطان سليم أربع زوجات هنّ اللاتي أنجبن له أولاده وبناته ويبلغ مجموع ذريته معاً 12 ولداً:^[٦]

• أما زوجاته الأربع فأسماؤهنّ كالتالي: روكسانا أو (خروم خاصكي سلطان)، وماه دوران قادان، وكلفم خاتون، وبنت عبد الله.
• وقد أنجبن له تسعةَ ذكور أسماؤهم كالتالي: الأمير محمود خان وقد توفي هذا الأمير حين كان طفلاً، والأمراء مصطفى خان، ومراد خان، ومحمد خان، وعبد الله، وسليم، وبايزيد، وجهانز كيز، وأورخان.
• كما أنجبت له زوجاته ثلاث إناثٍ أيضاً هن؛ راضية، وفاطمة، ومهرماه.

الحياة العملية وإنجازات سليمان القانوني

بداياته

كان سليمان الابن الوحيد للسلطان سليم الأول، وأصبح سنجق باي (حاكم) كافا في القرم في عهد جده بايزيد الثاني، ثم مانيسا في غرب آسيا الصغرى في عهد سليم الأول، وخلف سليمان والده سلطاناً في سبتمبر 1520، وبدأ عهده بحملات ضد القوى المسيحية في البحر الأبيض المتوسط ووسط أوروبا حين سقطت بلغراد في يده عام 1521.^[٧]

إنجازاته

نذكر من أهم الإنجازات ما يأتي:^[٨][٩]

• بلغت الدولة في عهده اتساعاً كبيراً وأصبحت تعدّ أقوى دولة في العالم، كما أصبحت وظيفة المفتي في عهده أكبر الوظائف وأهمَّها في الدولة العثمانية، ووضع إلى جانب ذلك نظماً داخليةً في جميع مجالات عمل الحكومة، وأدخل التنظيمات على الجيش الانكشاري.
• حاصر السلطان سليمان القانوني مدينة بلغراد واستولى عليها بتاريخ أغسطس 1521 م، وكانت الخطوة التالية له هي احتلالَ جزيرة رودس في شرق البحر الأبيض المتوسط، فأبحر في عام 1522 مع حوالي مئة ألفِ رجلٍ واستولى على الجزر بعد أن حاصرها مدة خمسة أشهر.
• شملت الفتوحات الأخرى خلال فترة حكمه تيميشوارا عام 1532، وعدن عام 1548، وترانسيلفانيا عام 1562، وإلى جانب ذلك حقق العثمانيون بعض النجاحات العسكرية بحراً مع انتصاراتهم في نيس عام 1543 ومينوركا عام 1548 تحت قيادة بربروسا.
• كان عصر السلطان سليمان القانوني عصرًا ثقافيًا ذهبيًا؛ فكانت هناك تحسينات في كل مجالٍ من مجالات الفنون مثل؛ الخط، والمنسوجات، والسيراميك، ورسم المخطوطات.
• أمر السلطان بإنشاء المساجد الكبرى في أدرنة، والجامع الكبير في مكة، وكان هدفه تحويل عاصمة الإمبراطورية إلى مركزٍ للحضارة الإسلامية من خلال التكليف بمجموعة من المشاريع بما في ذلك إنشاء الجسور، والقصور، ومجموعةٍ متنوعة من المؤسسات الثقافية، والمساجد أيضاً.
• كان كبير المهندسين المعماريين لديه معمار سنان مسؤولاً عن ما يصل إلى 300 مبنى تم إنشاؤها في عهد سليمان، منها مسجد السليمانية ومسجد السليمية، وأيضاً قام ببناء مجمع في دمشق، وترميم الكعبة المشرفة في مكة المكرمة.
• قام بتأسيس أول تكية في المدينة المنورة، حيث تذكر الوثائق العثمانية قراراً صادراً من الدولة العثمانية إلى أمير أمراء مصر بتاريخ 990 هـ وتسمى الآن باسمه "تكية السلطان سليمان القانوني".^[١٠]
• أنشئت في عهده المدرسة العثمانية الثالثة بواسطة زوجته حرام سلطان والدة السلطان سليم الثاني.^[١٠]
• أنشئت تكية حرام السلطان سنة 983 هـ، بأمر من زوجته خارج المدينة المنورة، وفي وسط التكية يوجد مسجد مع منارة، كما كان يوجد فيه عدد كبير من العاملين على رأسهم الخدام والأئمة.^[١٠]

جوانب أخرى من حياة سليمان القانوني

صفاته الشكلية

ورد وصف السلطان في المراجع التاريخية كما يلي:^[١١]

• من أشهر الأشخاص الذين قاموا بوصف السلطان سليمان القانوني ووصل إلينا وصفه، مبعوث جمهورية البندقية الذي يقول في ما كتبه عن السلطان؛ أنه كان شاباً طويل القامة وقوي البنية رغم أنه كان نحيفاً وله شارب ولحية خفيفان تتوسطان وجهه الذي يتصف بالرقة والوداعة، إضافةً إلى طلته البهية التي تليق بالسلاطين.
• كما ورد وصف السلطان في العديد من المصادر التاريخية العثمانية الأخرى التي ذكرت اتصافه بطول القامة وذكرت ملامحه الشكلية بأن عينيه شهلاوان، وحاجبيه مقترنان، ويتوسط وجهه أنف مقوّس.
• هذا فيما يتعلق بصفاته الشكلية أما بالنسبة للصفات الخُلقيّة، فقد ورد عنه العديد من الصفات حيث أكد العديد من المؤرخين على تسامحه، وعدله في الحكم، ومعاقبة الظالمين والخارجين عن القانون، ويخبرنا لقبه "القانوني بهذا".^[١]

هواياته واهتماماته

كان للسلطان سليمان القانوني في طفولته صديق حميم يدعى يحيى هو أيضاً أخوه في الرضاعة، وكانا قد تعلما معاً في شبابهما مهنة صياغة الجواهر على يد رجل رومي في طرابزون، وواصل السلطان ممارستها حتى عندما اعتلى العرش، حيث كان يمارسها كهواية، حتى إنه كان يهرب إليها في أوقات فراغه من أجل الراحة وصفاء الذهن والابتعاد عن مشاغل الدنيا.^[١٢]

أيامه الأخيرة ووفاته

كانت الأيام الأخيرة للسلطان سليمان القانوني صعبة وقاسية فقد نشبت العديد من الخلافات بين أبنائه إلى جانب مرضه الذي اشتد به:^[١٣][١٤]

• كانت السنوات الأخيرة لسليمان مضطربة بسبب الصراع الذي نشأ بين أبنائه فقد بدأوا يتنازعون على الحكم والخلافة ومن سيرث العرش بعد أبيه وقد اشتد هذا الخلاف وبرزت فيه أسماء أولاده الثلاثة بالتحديد مصطفى وبايزيد وسليم، لكن ابنه الأمير مصطفى كان قد أصبح بحلول عام 1553 سبباً لاستياء آسيا الصغرى وكانت هذه الشرارة التي أدت إلى إعدامه في ذلك العام بأمر من السلطان.
• فيما بعد وتحديداً خلال عامي 1559-1561 نشب صراع آخر بين الأمراء سليم وبايزيد من أجل السبب ذاته: خلافة العرش ومن هو السلطان القادم؟، وانتهى هذا الصراع بهزيمة سليم لأخيه بايزيد ما أدى لاحقاً أيضاً إلى إعدامه.
• أما سليمان نفسه فقد اشتدّ به المرض وكان في السبعينات من عمره وقد نصحه طبيبه في ذلك الوقت بأن لا يركب الخيل، لكنه عندما علم أن ملك هابسبرج أغار على ثغر من ثغور المسلمين ثارت فيه روح الجهاد عن الإسلام، وتوجّه إلى مدينة سكتوار المجرية على رأس الغزوة.
• رغم تحذيرات الطبيب والتعب الذي اشتدّ بالسلطان، إلا أنه أحبّ أن يموت غازياً في سبيل الله حسب ما ورد عنه من أقوال: "أحب أن أموت غازياً في سبيل الله"، وبهذا توفي السلطان الذي قضى حياته في الجهاد والذود عن حمى الإسلام أثناء محاصرة قلعة زيجيتفار في المجر عام 1566م، ولم يكن عهده العهد الذي بلغت فيه الدولة أقصى حدود لها من الاتساع، بل العهد الذي تمت فيه إدارة دولة كبيرة بأرقى نظام إداري أساسه القوة والعدل.

الشخصية في الأدب

يوجد العديد من الأعمال الأدبية التي تناولت حياة السلطان وإنجازاته، نذكر من أهمها ما يأتي:^[١٥]

• السلطان سليمان القانوني مرارة الواقع ودراما كاذبة لـصلاح أبي دية.
• السلطان سليمان القانوني لـ أوقاي ترياقي أوغلو.
• السلطان سليمان القانوني سيد العصر الرائع لـ أوقاي ترياقي أوغلو.