يعد أخناتون فرعوناً مصرياً ينتمي للأسرة الـ 18، امتدت سنوات حكمه بين الأعوام 1353-1336 ق.م، والاسم الحقيقي للفرعون أخناتون هو أمنحوتب الرابع، ولكنه غير اسمه بعد اعتناقهِ عبادة الإله آتون، وشهد عهد أخناتون تغييرات في الديانة المصرية طالت الآلهة القديمة، وإصلاحات في أسلوب الفن الملكي، ونقلاً مكانيًا لعاصمة مصر آنذاك.[١][٢]
صفات أخناتون الشكلية
تميز أخناتون بتركيبة جسدٍ غريبة تظهر عبر الملامح التالية:[٣][٤]
- كان وجهه هزيلاً وطويلاً، وذقنه متدلية، وفكهُ بارزاً، وجمجمتهُ مستطيلة.
- كانت عيناه مسحوبتين وكبيرتين، وكانت شفاهه مكتنزة غليظة، وأذناهُ ممدودتين.
- كان رأس الفرعون أخناتون كبيرًا، وكان عنقهُ طويلاً، وكان كتفاه ضيقين منحدرين، وكان لهُ بطنٌ كبيرة مترهلة، وكانت ساقاه نحيفتين طويلتين، على عكس أفخاذه التي كانت عريضة وممتلئة، وأردافه التي كانت ضخمة.
- لم يظهر أخناتون في آثار والدهِ كثيرًا على عكس أشقائهِ وشقيقاتهِ، وكان السبب في ذلك إبعادهُ عمدًا بسبب الاختلاف الخلقي الذي تميز به، والذي جعلهُ "شنيع المنظر" بالنسبة لهم.
صفات أخناتون الشخصية
- يعتبر الفرعون أخناتون من أشهر الشخصيات في تاريخ مصر القديمة، ويوصف بأنه شخصٌ ثوري، مبدع، وله تفكير مختلف، ومنشق عن التقاليد الدينية القديمة.
- كان أخناتون شديد الذكاء، ومرهف الإحساس، وكان رأيه يمتاز برجاحتهِ، كما عرف أنه فيلسوفٌ بطبيعتهِ.
- امتاز أخناتون بصفاء النفس، ولعل اجتماع هذه الصفة مع عقلهِ المتوازن جعلتهُ محبًا للصدق كارهًا للكذب في أصغر الأمور وأكبرها.
- ارتبط السعي إلى معرفة الحقيقة بشخصية أخناتون، وكان حريصًا على اكتشافها في أدق مظاهرها، وكان يتبنى الحقيقة والصدق والعدالة ؛ والتي تُعرف معًا في الفلسفة المصرية باسم "الماعث"، وأطلق أخناتون على نفسه لقب "العائش على الماعث" وكان يرى أنه زادهُ الأساسي.
نبذة عن أخناتون
من أهم جوانب حياة الفرعون أخناتون:
- النشأة والمولد: ولد أخناتون في مصر في قرابة العام 1380 ق.م، وكان أبواه الفرعون أمنحوتب الثالث وزوجته الملكة تي، وأنجبت الملكة من زوجها ابنًا بكرًا قبل أخناتون، اسمه تحوتمس، ولكنه مات مبكرًا، أما أخناتون، فقد كان الابن الثاني، وكان اسمه عند الولادة أمنحوتب الرابع، وقد ولد أخناتون هزيلاً ضعيفًا، لم تفارقهُ الأمراض طيلة حياتهِ، وأصبح أخناتون وليًا للعهد بعد وفاة شقيقهِ تحوتمس، وتمت تهيئتهُ ليصبح حاكمًا لمصر، وكان قصر والده في نشأتهِ مليئًا بالمجون والعبث والخلاعة.[٦][٧]
- التعليم والدراسة: نشأ أخناتون في مدينة "أرمنت" القريبة من عاصمة مصر آنذاك مدينة "طيبة"، وأشرف على تعليمهِ كهنة من أتباع مدرسة لاهوت هيليولوليس في نفس المدينة، حيث تعمق في دراسة دين الإله "رع".[٨]
- أهم محطات حياته: غيّر اسمه من أمنحوتب الرابع إلى أخناتون في السنة الخامسة من حكمه، ويعني اسمه الجديد "النافع لآتون"، وعدل على اسم زوجتهِ نفرتيتي ليصبح نفرنفراتون، الذي يعني "الجمال هو جمال آتون"، وفي نفس العام، نقل أخناتون العاصمة إلى موقع جديد، وهو تل العمارنة المسمى (أخيتاتون) والذي يعني أفق آتون.[٩]
- الحياة الشخصية: تزوج أخناتون من نفرتيتي في بداية توليهِ للحكم، ويعتقد أنّ الزوجين رزقا بست بنات، كانت منهن ميريت آتون التي لُقبت بالزوجة الملكية العظيمة مثل والدتها نفرتيتي، وتشير بعض المصادر أنّ أخناتون كان له زوجة أخرى تُدعى كيا، واكتُشف أنّ أخناتون ولد له ابن من إحدى شقيقاتهِ، وعُرف هذا الابن لاحقًا بتوت عنخ آمون، وقد أصبح فرعونًا هو الآخر، ومن جهة أخرى، يعتقد بعض علماء الآثار أنّ كيا هي والدة الفرعون توت عنخ آمون وخليفة أخناتون في الحكم سمنخ كا رع.[١٠]
- الوفاة: توفي أخناتون في قرابة العام 1336 ق.م، خلال العام السابع عشر من حكمهِ، ولم يمضِ وقت طويل بعد وفاتهِ حتى عادت مصر إلى دينها التقليدي وأعيدت طيبة عاصمةً لمصر، تمّ أيضًا حذف اسم أخناتون من قوائم الفراعنة اللاحقين بسبب معارضتهِ للآلهة المصرية القديمة، وكان يشار إليه في السجلات المصرية أحيانًا باسم "العدو"، ولم يتم العثور على مقبرة أو رفات أخناتون، ولهذا فإن سبب وفاتهِ ما زال غير معروف، ويعتقد العلماء أن أحد الهياكل العظمية التي اكتشفت في وادي الملوك (مقبرة KV55) هي لأخناتون.[٧][١١]
أبرز إنجازات أخناتون
من أهمها:[١٢]
- يُعتقد أنّ أخناتون أول من روج للديانة التوحيدية التي تقوم على الإيمان بإله واحدٍ فقط، ومن أقوالهِ "هناك إلهٌ واحدٌ فقط؛ هو أبي، وأستطيع التقرب منه في النهار والليل"، كما يعتقد أنّ أخناتون هو من وضع اللبنات الأولى للمعتقدات اليهودية والمسيحية.
- على خلاف جميع الفراعنة الذين سبقوه، تخلى أخناتون عن عبادة الآلهة المصرية المتعددة، وبدأ باتباع عبادة تتمحور حول آتون، إله الشمس، وأمر أخناتون بالتخلص من جميع تماثيل الآلهة المصرية الأخرى باستثناء آتون، وانتقل مع عائلتهِ من طيبة إلى تل العمارنة، حيث عاش هناك لعشر سنوات.
- بعد اتخاذ تل العمارنة عاصمة جديدة لمصر، قطنها 10000 مواطن من الكهنة، والتجار، والحرفيين، والملاحين وعائلاتهم، وبنيت فيها القصور الفخمة، وشيدت تماثيل لأخناتون، كما شهدت المدينة في عصره بناء أكبر الطرق في العالم القديم، بهدف استيعاب مواكب العربات التي تمر عبره.
- في عهد أخناتون، تطور الفن وشاع استخدام الأسلوب الواقعي؛ فقد كان أخناتون يطلب من الفنانين تصويرهُ هو وعائلتهُ في أعمالهم بشكلهِ الحقيقي غير المثالي، والذي يبين حالة الضعف والمرض التي كانت مسيطرة عليه.
المراجع
- ↑ Joshua J. Mark (17/4/2014), "Akhenaten", worldhistory, Retrieved 17/6/2021. Edited.
- ↑ Laura Taronas, "Akhenaten: The Mysteries of Religious Revolution", arce, Retrieved 17/6/2021. Edited.
- ↑ دونالدريد فورد، أخناتون ذلك الفرعون المارق، صفحة 69. بتصرّف.
- ^ أ ب عبد المنعم أبوبكر، إخناتون، صفحة 37-38. بتصرّف.
- ↑ "Personalities Option B: Akhenaten", mq.edu, Retrieved 17/6/2021. Edited.
- ↑ عبد المنعم أبوبكر، إخناتون، صفحة 36-37. بتصرّف.
- ^ أ ب "Akhenaten", ducksters, Retrieved 17/6/2021. Edited.
- ↑ عبد المنعم أبوبكر، إخناتون، صفحة 71. بتصرّف.
- ↑ Peter F. Dorman, "Akhenaten", britannica, Retrieved 17/6/2021. Edited.
- ↑ "Akhenaten Biography", thefamouspeople, Retrieved 17/6/2021. Edited.
- ↑ Laura Taronas, "Akhenaten: The Mysteries of Religious Revolution", arce, Retrieved 17/6/2021. Edited.
- ↑ "Akhenaten | The Heretic Pharaoh", ancient-egypt-online, Retrieved 17/6/2021. Edited.