سيف الدين قطز، المملوك الذي انتقل من أعداد صفوف العبيد المعروضين في سوق النخاسة إلى أعداد صفوف القادة العسكريين،[١] وُلد قطز عام 1210م، وتعود أصوله إلى السلالة السنية من الأتراك، تمت ترقية سيف الدين قطز إلى منصب السلطان في مصر بعد أن أزال المنصور من المنصب، وتمكن قطز من هزيمة المغول في معركة عين جالوت وسحق الجيش المغولي واستعادة سوريا.[٢]


عدد جيش قطز

حرص المماليك على تغليب قوتهم التسليحية والعددية إلى التنظيم المحكم؛ فقد كانت الكتائب مقسمة إلى فرق منظمة، كل فرقة بـ 400 جندي تحت قيادة أمير من كبار الأمراء، إضافة لوجود زي موحد لكل فرقة وكانت الفرق تتميز عن بعضها البعض بلون خاص؛ فهناك فرقة مثلاً تلبس الأحمر والأبيض، وتحمل رايات بنفس اللون، وتضع على أسلحتها وخيولها وجِمالها نفس الألوان، وتضع على خيامها نفس الألوان، وأيضًا على بيوتها في مصر الألوان ذاتها، وعلى مخازنها وغير ذلك، فكانت هذه بمثابة الشارة التي تميز هذه الفرقة أو الكتيبة.[٣][٤]


خطط قطز العسكرية

قام قطز باتباع عدة خطط عسكرية، فيما يلي تلخيص لأبرز هذه الخطط:[٥]

  • الاستطلاعات الحربية: بدأت في شعبان 658هـ بقيادة بيبرس البندقداري، الذي قاد فرقة من الجيش بأمر من قطز، ومهمته جمع معلومات عن العدو، ورصد تحركاتهم، وتأمين الطريق وكانت الخطة أن تتحرك فرقة الاستطلاع أولًا، ثم يتحرك كامل الجيش بعد ذلك بفارق يوم أو يومين تقريبًا، لتكون مسيرة الجيش في أمن وسرية تامة من أعين المغول.
  • الكمين: وصل السلطان قطز إلى السواحل الفلسطينية، ثم ذهب منها إلى شمال فلسطين وصولاً إلى مدينة عكا، ثم توجه إلى الجنوب الشرقي، وسبق الجيش المغولي إلى عين جالوت، الأمر الذي مكنه من أن يجبر الخصم على الوقوف بالمكان الذي يرغب فيه، وبهذا رتب السلطان قطز جيشه، وجعل كامل الجيش في الكمين الذي نصبه لجيش المغول، حيث توارى الجيش في الأحراش والتلال لمراقبة تحركات المغول.
  • الإبادة بالانتصارات المتعاقبة: قاتل المسلمون بشجاعة مع قطز، وقاوم جند المغول هجوم جيش المسلمين بقوة، حتى أوشكت أن ترجح كفة جند المغول، لكنهم انكسروا وفروا وأصبح النصر محققاً للمسلمين وهذه كانت المطاردة الأولى، أما المطاردة الثانية بدأت بأمر من قطز بقيادة بيبرس للحاق بالهاربين من المغول؛ فكسرهم بيربس كسرة شنيعة، وغنم المسلمون أموالاً طائلة، وخيولاً كثيرة.


القائد العسكري قطز

في ما يلي، أبرز صفات سيف الدين قطز ومهاراته في القيادة العسكرية:[١]

  • كان قائدًا شجاعًا.
  • كان ديّنًا ومحبوبًا من رعيته.
  • استعاد الشام من التتار وهزمهم في معركة عين جالوت.
  • كان مُضحيًّا، ومتواضعًا، وحريصًا على وحدة الصف.[٦]
  • تعلم منذ صِغره أساليب القتال المختلفة، وفنون الفروسية، والإدارة. [٧]


أبرز المعارك التي خاضها قطز

خاض قطز العديد من المعارك والفتوحات، فيما يلي أبرزها:

معركة عين جالوت

من أهم المعلومات الخاصة بمعركة عين جالوت:[٨]

  • وقعت يوم الجمعة في الخامس والعشرين من رمضان سنة 658هـ.
  • بدأ الجيش المغولي التتري بالقدوم من ناحية الشمال، وبدأ بالاقتراب من سهل عين جالوت، ووقف الجيش المغولي على أبواب السهل.
  • كان المسلمون يقفون خلف التلال، وبدأت القوات الإسلامية تنزل إلى داخل سهل عين جالوت وتتجه إلى شمال السهل تحديدًا.
  • نزلت مقدمة جيش المسلمين على شكل دفعات منظمة متتابعة كل دفعة منهم ترتدي لونًا مختلفًا، وبعد نزول مقدمة الجيش بقيادة ركن الدين بيبرس بدأت الفرقة الموسيقية العسكرية المملوكية بالظهور، حيث بدأت بالنفخ بالأبواق والدق على الطبول لتعطي أوامر بكيفية التحرك داخل ساحة المعركة للجيوش المملوكية بطريقة لا يعرفها الأعداء، وبهذا الشكل يكون القائد قطز قادرًا على قيادة المعركة عن بعد من خلال دقات الآلات.
  • شهدت عين جالوت معركة حاسمة على المستويات العسكرية والعقيدية والسياسية والحضارية في فلسطين.
  • حوت المعركة على سبعة انتصارات في معركة واحدة، وأوقفت المغول عن الزحف إلى مصر وباقي الأراضي الإسلامية في الغرب، كما كشفت تفوق الجيش الإسلامي في دقة الإنجاز وسرعة التنفيذ.


معركة غزة

من أهم المعلومات الخاصة بمعركة غزة:[٩]

  • بدأ تجمع الجيش المسلم في محافظة الشرقية الآن تحديدًا في منطقة الصالحية في مصر، وقد كانت نقطة انطلاق للجيوش المصرية التي تتجه إلى الشرق، وقد تجمعت الفرق العسكرية من معسكرات التدريب.
  • أعطى قطز إشارة البدء والتوجه نحو فلسطين، ثم اتجهوا إلى سيناء، وقد كان هذا التحرّك في أوائل شهر شعبان سنة 1260 ميلادياً، وانطلقوا في الطقس الحار والظروف الاقتصادية الصعبة لقتال جيش التتار.
  • رتب قطز جيشه ليكون متأهبًا للقتال، ووضع ركن الدين بيبرس قائداً على مقدمة الجيش، وقد اجتاز ركن الدين بيبرس الحدود المصرية في 26 يوليو عام 1260 ميلادياً، ودخل حدود فلسطين، ثم تبعه قطز بعد ذلك، واجتازوا رفح وخان يونس ودير البلح واقتربوا من غزة.
  • اكتشف التتار مقدمة الجيش الإسلامي بقيادة ركن الدين بيبرس، وقد ظنوا أن هذا هو جيش المسلمين كله، وقد نقلت الأخبار إلى حامية غزة التترية، ثم أسرعت الحامية التترية إلى لقاء ركن الدين بيبرس، ثم نشب بينهما قتال سريع، ولكن جيش قطز الرئيسي ما زال يعبر الحدود الفلسطينية المصرية.
  • تم اللقاء في غزة بعيداً عن الجيوش الرئيسية للمسلمين والتتار، وقد استطاعت مقدمة الجيش المسلم أن تنتصر وقُتل بعض جنود الحامية التترية، وفرّ الباقون.

المراجع

  1. ^ أ ب قاسم عبده قاسم، السلطان المظفر سيف الدين قطز، صفحة 67. بتصرّف.
  2. "Qutuz", historica , 5/7/2021. Edited.
  3. "معركة عين جالوت وحوار ابيك وكتبغا "، قصة الاسلام، 5/7/2021. بتصرّف.
  4. "عين جالوت.. معركة حطمت أسطورة المغول"، الجزيرة، اطّلع عليه بتاريخ 27/7/2021. بتصرّف.
  5. 4_اسرتاتيجية الإبادة بالمعارك المتعاقبة في معركة عين جالوت 658هـ_1260م.pdf "استراتيجية الابادة بالمعارك المتعاقبة في معركة عين جالوت 856هـ/0681م"، مجلة جامعة الملك خالد للدراسات التاريخية والحضارية، صفحة 124-127. بتصرّف.
  6. علي محمد محمد الصلابي ، السلطان سيف الدين قطز ومعركة عين جالوت، صفحة 87. بتصرّف.
  7. سامي بن عبدالله المغلوث ، أطلس تاريخ العصر المملوكي، صفحة 33. بتصرّف.
  8. "معركة عين جالوت وحوار أيبك وكتبغا"، قصة الاسلام، 5/7/2021. بتصرّف.
  9. "معركة غزة أول النصر(41)"، قصة الاسلام، 5/7/2021. بتصرّف.