• اسمه: هو جرير بن عطية بن الخَطَفى التميمي، وهو شاعر من العصر الأموي، ولجرير أخوان هما عمرو، وأبو الورد، كما له ثمانية أبناء، وبنتان، ويُكنّى بأبي حرزة.[١]
  • حياته: عاش جرير ونشأ معظم حياته في صحراء المروت في الوشم، إلى أن قام قومه بنو يربوع بدعوته للإقامة في البصرة، وذلك عندما رأوا الفرزدق يقيم بها وينظم الأشعار في هجاء جرير وقومه، فاستجاب جرير للدعوة وانتقل إلى البصرة، وأقام فيها سنوات، وكان ينشد الشعر في سوق المربد، وقد استعر الهجاء بينه وبين الفرزدق في سوق المربد، مما أجبر عامل ابن الزبير على البصرة بأن يهدم بيتيهما.[١]
  • شعره: تميز شعر جرير بأنه رقيق في الغزل، وقوي في المدح والهجاء، وشعره كثير ومتنوع، فكان يقول عن نفسه أنا مدينة الشعر، فضلًا عن أنه شاعر مطبوع؛ فهو يقول الشعر استجابةً لطبيعته وسجيّته، ولأنّ شعره خالٍ من التكلّف، فقد كان أسلوبه عذبًا وليّنًا لا قسوة فيه ولا جفاء.[١]
  • أغراض شعره: أهم أغراض جرير الشعرية هي: الهجاء، والمدح، والرثاء، والغزل، وكان أكثر ما يقول الهجاء ثم يليه المدح، وله رثاءٌ جيدٌ، أما غزله فهو قليل، ولجريرٍ رجز ولكنه قليل.[١]
  • وفاته: عاش جرير ثمانين عامًا ونيّف، فقد توفي في اليمامة عام 115 هـ، وكان ذلك بعد موت الفرزدق بنحوِ عامٍ على أبعد تقدير، وبذلك فقد عاصر جرير عثمان، وعلي من العصر الراشدي، وعددًا من خلفاء بني أمية أولهم يزيد بن معاوية، وآخرهم هشام بن عبد الملك.[٢]


في أي عصر عاش جرير؟

كان جرير ينتمي إلى العصر الأموي، والذي بدأ عام 41هـ وهو عام الجماعة، وامتدّ حتى عام 132هـ، أي حتى قيام الدولة العباسية، وبالتالي فقد استمر العصر الأموي حوالي 92 سنة، وقد ولد سنة 650 م، وقد تأثر الشعراء بطابع شعر جرير، واستقامت ألسنتهم، واستفاضت دواوينهم بالفخر،[٣][٤] وينتسب جرير لقبية كليب اليربوعية التميمية، وقد اتصف جرير بإنه عفيف النفس، ومتمسمك بالدين، ودافع عن قبيلته بالإضافة إلى غزله لزوجاته، فقد عاش جرير عيشة طيبة، وكان يفتخر بقبيلته الكبيرة يربوع ويفخر بقبيلة بني تميم.[١]


مميزات شعر جرير

من أهم مميزات شعر جرير هي:[٥][٦]

  • اختلف أسلوب جرير عن أسلوب الفرزدق، فالفرزدق كان يُعلي نفسه وينزل خصمه، أما جرير فيتبع مثالب خصمه واحدة تلوَ الأخرى، وإن لم تكن خَلَقَها.
  • تميز شعر جرير بأنه كان يجمع بين وضوح المعاني وفصاحة الألفاظ.
  • متانة التركيب، وعذوبة السّبك.
  • كثير السيرورة على الألسُن، وشديد العلوق بالذاكرة.
  • شعرٌ مُطاوعٌ للغناء.
  • امتاز جرير بالفنون الوجدانية مثل: النسيب، والغزل، والرثاء، والهجاء.
  • براعة في المديح والوصف.
  • كان هجاؤه حلواً مرّاً، فهو حلو بما ألبسه من حُسن اللفظ، وهو مرٌّ لأن المهجوّ يتألّم منه.
  • رقيق القول، وحسن الديباجة.[٧]
  • التطور وعدم الانسياق وراء المعتقدات والعادات التي كانت سائدة آنذاك، إذ استطاع جرير كسر حواجز الاعتقاد في عصره وبيئته، والمُتمثّلة باعتبار أن بكاء الزوج على زوجته عيب، حيث قام جرير برثاء زوجته خالدة رثاءً جميلًا، مخالفًا بذلك ما كان سائدًا.[٨]
  • كان جرير عفيفًا في غزله، مُتعفّفًا في حياته.[٩]
  • كان يستهلّ أكثر قصائده المدحية والهجائية بالغزل التقليدي.[٩]
  • كان يكرر أحيانًا الألفاظ والتعابير التي كان قد قالها في قصائد سابقة.[٩]


مختارات من شعر جرير

من أهم ما قاله جرير في مدح هشام بن عبد الملك:[٩]


حَيّوا أُمامَةَ وَاذكُروا عَهدًا مَضى قَبلَ التَصَدُّعِ مِن شَماليلِ النَوى قالَت بَليتَ فَما نَراكَ كَعَهدِنا لَيتَ العُهودَ تَجَدَّدَت بَعدَ البِلى أَأُمامُ غَيَّرَني وَأَنتِ غَريرَةٌ حاجاتُ ذي أَرَبٍ وَهَمٌّ كَالجَوى قالَت أُمامَةُ ما لِجَهلِكَ ما لَهُ كَيفَ الصَبابَةُ بَعدَ ما ذَهَبَ الصِبا؟ وَرَأَت أُمامَةُ في العِظامِ تَحَنِّيًا بَعدَ استِقامَتِها وَقَصرًا في الخُطا وَرَأَت بِلِحيَتِهِ خِضابًا راعَها وَالوَيلُ لِلفَتَياتِ مِن خَضبِ اللِحى وَتَقولُ إِنّي قَد لَقيتُ بَلِيَّةً مِن مَسحِ عَينِكَ ما يَزالُ بِها قَذى لَولا اِبنُ عائِشَةَ المُبارَكُ سَيبُهُ أَبكى بَنِيَّ وَأُمَّهُم طولُ الطَوى



وقال جرير في هجاء التيم، وكانت القصيدة بعنوان ثناء لا يسرّ:[٩]


وَأَجمَعنَ مِنكَ النَفرَ مِن غَيرِ ريبَةٍ كَما ذَعَرَ الرامي بِفَيحانَ رَبرَبا عَجِبتُ لِما يَفري الهَوى يَومَ مَنعِجٍ وَيَوماً بِأَعلى عاقِلٍ كانَ أَعجَبا وَأَحبَبتُ أَهلَ الغَورِ مِن حُبِّ ذي فَناً وَأَحبَبتُ سُلمانَينَ مِن حُبِّ زَينَبا يُحَيّونَ هِنداً وَالحِجابانِ دونَها بِنَفسِيَ أَهلٌ أَن تُحَيّا وَتُحجَبا تَذَكَّرتَ وَالذِكرى تَهيجُكَ وَاِعتَرى خَيالٌ بِمَوماةٍ حَراجيجَ لُغَّبا لَئِن سَكَنَت تَيمٌ زَماناً بِغِرَّةٍ لَقَد حُدِيَت تَيمٌ حُداءً عَصَبصَبا


المراجع

  1. ^ أ ب ت ث ج جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية ، العصر الجاهلي وعصر صدور الإسلام والعصر الأموي، صفحة 133-136. بتصرّف.
  2. همام بن غالب، جرير&hl=ar&sa=X&redir_esc=y#v=onepage&q=الشاعر جرير&f=false ديوان جرير، صفحة 7. بتصرّف.
  3. محمد إبراهيم جمعة ، جرير، صفحة 5. بتصرّف.
  4. "Jarīr", britannica, Retrieved 26/10/2021. Edited.
  5. " أدب العرب: مختصر تاريخ نشأته وتطوره وسير مشاهير رجاله وخطوط أولى من صورهم"، هنداوي، اطّلع عليه بتاريخ 20/8/2021. بتصرّف.
  6. عمر فرّوخ، تاريخ الأدب العربي، صفحة 665. بتصرّف.
  7. "تراجم مختصرة: الفرزدق – جرير - عبدالله بن جعفر - ليلى الأخيلية - أبو الأسود الدؤلي - حسان بن ثابت"، الألوكة، اطّلع عليه بتاريخ 20/8/2021. بتصرّف.
  8. "الرثاء في شعر جرير"، كلية التربية للعلوم الإنسانية، اطّلع عليه بتاريخ 20/8/2021. بتصرّف.
  9. ^ أ ب ت ث ج جرير، ديوان جرير، صفحة 6-18. بتصرّف.