تعرف القسطنطينية (Constantinople) حديثًا باسم اسطنبول (Istanbul)، وهي مدينة قديمة في تركيا الحديثة، تتميز بموقعها الجغرافي المميز الذي سمح لها بتطور لتكون ميناءً مزدهرًا بين آسيا وأوروبا، الأمر الذي جعلها مقرًا مهمًا لعدة حضارات عديدة مثل الحضارة الرومانية، حيث أصبحت القسطنطينية "روما الجديدة" في عام 330 بعد الميلاد للإمبراطور الروماني قسطنطين، واستمرت كمقر للإمبراطورية البيزنطية على مدى 1100 سنة، حتى فتحها محمد الثاني (محمد الفاتح) لتكون عاصمة الإمبراطورية العثمانية في عام 1453 م.[١]


كم بلغ عدد القتلى في فتح القسطنطينية؟

فُتحت القسطنطينية على يد السلطان محمد الفاتح في 29 أيار عام 1453 م، حيث حاصر القسطنطينة بـ 265,000 مقاتل، أما على الجانب البيزنطي، فقد كان عدد المدافعين عن المدينة 40,000 مقاتل، وقدرت خسائر الطرفين بآلاف الجنود، ولكن لم يذكر أي مصدر تاريخي موثوق العدد بدقة.[٢][٣][٤]


آثار فتح القسطنطينية

كان لفتح القسطنطينية تأثير التاريخي على عدة مستويات، منه توحيد الأتراك في الأناضول، إذ مع حصار اسطنبول، بدأ العثمانيون في التوسع في الدول التركية المستقلة (بيليك)، ووضعوا الإمارات الإسلامية الأخرى غير التركية تحت رعايتهم، الأمر الذي سمح لهم بالتوسع بشكل أكبر لتصبح الدولة العثمانية في النهاية الإمبراطورية العثمانية.[٥]


وبعد الفتح، كان على المسلمين العثمانيين القيام بأدوار ديناميكية في تشكيل السياسة الدولية، فقبل الفتح أبقت المسيحية الأوروبية المسلمين بعيدًا عن آسيا الصغرى، وكانت القسطنطينية تعمل كمحطة حدودية للصليبيين، لكن بعد الفتح، تم تأكيد سيادة المسلمين، ولم يعودوا مهددين من قبل الصليبيين، بل على العكس، ساعد فتح القسطنطينية على بدء الفتوحات الأوروبية.[٥]


أيضًا من آثار الفتح على أحداث العالم وتاريخه هي علاقته بعصر النهضة في أوروبا، حتى إن بعض المؤرخين وضعوه كعلامة على نهاية العصور الوسطى هناك، حيث هاجر العديد من الفنانين والفلاسفة البيزنطيين إلى المراكز الأوروبية بعد الفتح، وخاصة روما، آخذين معهم مخطوطات فكرية قيمة، حيث لعب هؤلاء المثقفون دورًا رئيسيًا في الحركة الثقافية، مما أشعل شرارة الثورة الأيديولوجية المعروفة باسم النهضة الأوروبية.[٥]


اتساع الدولة العثمانية بعد فتح القسطنطينية

فتح محمد الفاتح القسطنطينية عام 1453 م، ثم اتجه ليكمل فتوحاته في بلاد البلقان، ففتح:

  • صربيا عام 863هـ / 1459م.
  • المورة 865هـ / 1460م.
  • الأفلاق والبغدان (رومانيا) عام 866هـ / 1462م.
  • ألبانيا عام 867 / 884هـ إلى عام 1463 / 1479م.
  • البوسنة والهرسك بين عامي 867-870هـ / 1463-1465م.


وبعد فتوحاته العظيمة في أوروبا، انصبت عينا محمد الفاتح نحو روما، وأعد لها العدة، بتجهيز أسطول عظيم مكون من جنود ومدافع، سعى إلى إنزاله بالقرب من مدينة "أوترانت"، ثم التوجه إلى الشمال لفتح مدينة روما، حيث نجح محمد الفاتح وأسطوله في اختراق حماية مدينة أوترانت والاستيلاء على قلعتها عام 885هـ / 1480م، لكنه توفي قبل إكمال مهمته، 4 من ربيع الأول 886هـ / 3 من مايو 1481م.[٦]

المراجع

  1. "Constantinople", history, Retrieved 6/8/2022. Edited.
  2. "فتح القسطنطينية"، إسلام أون لاين، اطّلع عليه بتاريخ 6/8/2022. بتصرّف.
  3. "فتح القسطنطينية"، قصة إسلام، اطّلع عليه بتاريخ 6/8/2022. بتصرّف.
  4. برناردين كلتي، فتح القسطنطينية، صفحة 90. بتصرّف.
  5. ^ أ ب ت "Conquest of Constantinople 1453 - Istanbul", allaboutistanbul, Retrieved 6/8/2022. Edited.
  6. "محمد الفاتح .. صاحب بشارة القسطنطينية "، إسلام أون لاين، اطّلع عليه بتاريخ 6/8/2022. بتصرّف.