كيف مات ريتشارد قلب الأسد؟

ريتشارد قلب الأسد؛ ملك إنجلترا وريث عرش والده الملك هنري الثاني، عُرف بشجاعتهِ وإنجازاتهِ العسكرية، وشارك في الحملة الصليبية الثالثة التي امتدت بين الأعوام 1189-1192م، كما دافع عن الأراضي المملوكة لإنجلترا آنذاك في فرنسا، وقد انشغل ريتشارد الثاني (قلب الأسد) كثيراً بالحملة الصليبية؛ لدرجة أنه أمضى ستة أشهر فقط من حكمه في إنجلترا.^[١]

كيف مات ريتشارد قلب الأسد

تُوفي الملك ريتشارد الأول في تاريخ السادس من إبريل عام 1199،^[٢][٣] وعن تفاصيل وفاتهِ:^[٤][٥]

• لم يتمكن ريتشارد الأول من استرجاع القدس، ولكنه ضمن الأمان للحجاج المسيحيين الراغبين بزيارة المدينة، وفي الوقت الذي كان يخطط فيه للعودة إلى إنجلترا، كان شقيقهُ جون يحيك مؤامرة ضده، وقد شكل لذلك تحالفًا مع فيليب الثاني ملك فرنسا.
• خلال رحلتهِ إلى بلاده، تعرض ريتشارد للأسر من قبل الإمبراطور الروماني المقدس هنري السادس، وقد تمت المطالبة بفديةٍ لإطلاق سراحه بلغت 150000 مارك، وهو مبلغ ضخم يفوق دخل التاج الإنجليزي بثلاثة أضعاف، بعد تأمين المبلغ ودفعهِ، أطلق سراح ريتشارد الأول في العام 1194 وعاد لإنجلترا، لكن زيارتهُ هذه لم تدم سوى لبضعة أشهر؛ إذ أمضى الخمس سنوات التالية في القتال داخل وخارج فرنسا لحماية أراضيه من فيليب الثاني.
• في أواخر مارس من العام 1199، كان ريتشارد قلب الأسد يحاصر قلعة شالو شابرول في فرنسا، وخلال ذلك، كان يتجول في محيط القلعة لكن من دون أن يرتدي درعه لحمايته، وقد أطلق عليه أحد الرماة المدافعين عن القلعة سهمًا أصاب كتفه، وقد تحول الجرح إلى غرغرينا.
• ازداد جرح الملك ريتشارد سوءًا خلال الأيام العشرة التالية، وخلال احتضاره على فراش الموت، أمر بإحضار الرجل الذي أصابه، وكان اسمه بيتر باسيل (بيرترام)، وقد استهدف ريتشارد انتقامًا لمقتل والدهِ وأشقائهِ، عفى ريتشارد عن بيرترام، وأمر ألا يعاقب، وأعطاه مائة شلن، وأطلق سراحه.^[٦]
• لم يمضِ كثيرٌ من الوقت حتى حلول السادس من أبريل من نفس العام؛ الذي شهد وفاة الملك ريتشارد قلب الأسد بين ذراعي والدتهِ التي أحبها كثيرًا، كان عمر ريتشارد حين وفاتهِ 41 عامًا، وقد ورث الحكم بعدهُ شقيقهُ جون، بعد وفاة ريتشارد، قامت السلطات بمعاقبة بيرترام عن طريق سلخهِ حيًا وشنقهِ حتى الموت.^[٧]
• يعتقد أنّ ريتشارد في آخر سنين عمره أحس بالندم من سوء معاملتهِ لوالده، وأراد أن يدفن بجانبهِ، وهذا ما تحقق بالفعل؛ حيث دُفن جثمانهُ بجانب والده هنري الثاني في كنيسة فونتفريد في أنجو، ودفنت أمه لاحقًا مع ابنها وزوجها، أما قلبه، فقد دفن في كاتدرائية روان تخليدًا لذكرى حبهِ لنورماندي.

أبرز إنجازات ريتشارد قلب الأسد

يُذكر منها:^[٨]

• قاد ريتشارد قلب الأسد جيشًا وهو في سن 16، ونجح في إخماد تمردٍ قام ضد والدهِ الملك هنري الثاني في منطقة بواتو الفرنسية.
• خلال الحملة الصليبية الثالثة، اعتبر الملك ريتشارد الأول قائدًا عسكريًا رئيسيًا مسيحيًا، وتولى قيادة الحملة بعد رحيل ملك فرنسا فيليب الثاني، وحقق انتصاراتٍ ضد نظيره المسلم القائد صلاح الدين الأيوبي، على الرغم من أنه لم يتمكن من استعادة بيت المقدس منه.
• قضى ريتشارد الأول معظم حياتهِ كملك في الأسر والحروب الصليبية وغيرها من الحروب للدفاع عن أراضيه في فرنسا، وكان رعاياه يعتبرونه ملكًا تقيًا، كما أنه ما زال يعتبر من الملوك الإنجليز القلائل الذين خُلدوا بألقابهم؛ بدلاً من تذكرهم من خلال الرقم الذي يرمز لترتيبهم في الحكم، إضافةً إلى ذلك يعتبر الملك ريتشارد قلب الأسد شخصية خالدة في إنجلترا وفرنسا.

نبذة عن ريتشارد قلب الأسد

من أهم التفاصيل:

• النشأة والمولد: ولد ريتشارد الأول في تاريخ 8 أيلول عام 1157م في قصر بومونت في أوكسفورد، وكان الابن الثالث الذي بقي على قيد الحياة للملك هنري الثاني، الذي كان في سن 24 عند ولادة ريتشارد، بينما كانت والدته إليانور آكيتاين تبلغ حينها 35 عامًا تقريبًا، كانت ريتشارد الابن المفضل لوالدته، وتمّ تعيين مرضعةٍ له اسمها هوديرنا، اهتمت به مع ابنها الذي ولد مع ريتشارد في نفس اليوم، في حين كانت والدتهُ في رفقة زوجها في رحلاته حول البلاد، وعندما أصبح ريتشارد ملكًا، حرص على الاعتناء بمرضعته هوديرنا.^[٩]
• التعليم والدراسة: اهتمت الملكة إليانور آكيتاين بتعليم ابنها ريتشارد الأول ما يتعلق باهتماماتها؛ فتعلم أدب القرون الوسطى والفروسية، وكان تأليف القصائد إحدى هواياتهِ المفضلة، وألف القصائد بالفرنسية واللغة الأكستانية.^[١٠]
• أهم محطات حياته: اعتبر ريتشارد الأول وريثًا لوالدتهِ وعاش معها في دوقيتها في بواتييه منذ العام 1168، ونصب دوقًا عليها في العام 1172 بعد تنصيبهِ بعام، تحالف ريتشارد وإخوتهِ مع ملك فرنسا ضد والدهم، ولكن مؤامرتهم لم تنجح، وترك هنري الثاني ريتشارد في أقطانية؛ حيث اشتهر هناك بقمع الثورات المحلية، أصبح ريتشارد وريثًا لعرش أبيه بعد وفاة شقيقهِ الأكبر في العام 1183، وعارض بالقوة قرار والده القائم على تولية شقيقهِ جون على أقطانية، وصمم على الاحتفاظ لنفسه بكافة الأراضي الفرنسية التابعة لوالده.^[١١]
• الحياة الشخصية: تزوج ريتشارد قلب الأسد من برنجاريا النافارية، ابنة سانشو السادس ملك نافارا، وتمّ الزواج بينهما في تاريخ 12 أيار عام 1191، اختيرت برنجاريا زوجةً لريتشارد من قبل والدته، خاصة أنّ الزواج منها سيوفر مهرًا سيساعد ابنها على تمويل حملتهِ الصليبية الثالثة، وكانت برنجاريا الملكة الوحيدة لإنجلترا التي لم تطأ قدمها أراضيها، ولم تنجب من زوجها أي أولاد، توفيت برنجاريا في تاريخ 23 كانون الأول عام 1230.^[١٢]