لماذا فتح محمد الفاتح القسطنطينية؟

تعد القسطنطينية إحدى عواصم العالم العظيمة والتي كانت ذات أهمية تاريخية كبيرة، فهي تتمتع بثروة جمالية خيالية، وكانت المدينة الأولى في التجارة لا سيما أنها المدينة الرئيسية المعروفة بقوتها في أوروبا، وأكثر ما يميز القسطنطينية أنها تعطي مزيجًا بين العادات الشرقية والغربية وبين الفن والعمارة، وكانت المسيحية هي الديانة الرئيسية فيها، أما عن اللغة فكانت اليونانية هي السائدة، والحكم يتمثل بالتنظيم الروماني في تلك الفترة، وقد كانت القسطنطينية منشأ الذهب الصلب، وقد حفظت قيمته، وكان له دور مهم في العملة لفترة طويلة.^[١]

لماذا فتح محمد الفاتح القسطنطينية؟

كان لفتح القسطنطينية أثر كبير في تاريخ الدولة العثمانية، إذ أن الدولة بلغت أقصى درجات ازدهارها وعاشت فترة كانت أزهى عصورها، وكل ذلك كان يعود للسلطان محمد الفاتح والذي قام بتغيير مجرى التاريخ الإسلامي والعالمي باستعادة القسطنطينية ووضعها لصالح المسلمين،^[٢] وفي أحداث فتحها قام محمد الفاتح ببناء قلعة في تلك الفترة تسمى قلعة (رومللي حصار)، وقد كان الرومانيون يخططون لهدمها والاعتداء عليها مما دفع السلطان لإعلان الحرب على الدولة الرومانية، وعين السلطان محمد الفاتح فيروز آغا قائدًا للقلعة ومعه جنود من خيرة الجنود الإنكشارية، ووضع عدة قوانين ومنها:^[٣]

• أمر بعدم السماح لأي سفينة أجنبية تجارية بالمرور إلا بعد أن يتم تفتيشها بالكامل مع دفع الضريبة المفروضة، وإن رفضت فيتم إطلاق القذائف عليها.
• قام الجنود بتنفيذ أمر قسطنطين لحماية القسطنطينية بأي طريقة ومشت الأمور كما خُطط لها ولكنه لم يجد أن ذلك سيجدي نفعًا لأن العثمانيين يريدون القضاء عليه.
• أمر قسطنطين بإغلاق أسوار المدينة وقام بإرسال رسالة إلى محمد الفتح حتى يبدأ مهمته الرسمية وهي فتح القسطنطينية وتحريرها.

أسباب أدت إلى فتح القسطنطينية

إليك هذه الأسباب لفتح القسطنطينية:^[٤]

• أصبحت الإمبراطورية البيزنطية تمثل المدينة دون بقائها على رونقها السابق وقد كان ذلك بسبب أن الإمبراطورية أصبحت تضعف تدريجيًا حتى أنه لم يتبق منها إلا سيطرتها على القسطنطينية.
• كان للانشقاقات الأوروبية دور في إضعاف الدولة البيزنطية.
• كانت المدينة معرضة للحروب بسبب الأوضاع المتوترة في تلك الفترة لا سيما الحملات الصليبية المتكررة.
• اتخذ الصليبيون هذه المدينة طريقًا لاحتلال الأراضي المقدسة بالإضافة إلى أنهم مارسوا فيها هجمات عدة بسبب الاختلافات المذهبية والسياسية فيما بينهم.
• سيطرت القوى الغربية على جزء واسع من الأراضي البيزنطية مما أدى إلى تأسيس المملكة اللاتينية على أرضها لفترة زمنية طويلة.
• كانت فرنسا وإنجلترا قد خرجتا من حرب المائة عام التي كانت بينهما، وكانتا في وضع اقتصادي وعسكري متدهور مما منعهما من إمداد الإمبراطورية البيزنطية بما تحتاجه.

أثر فتح القسطنطينية على العالمين الإسلامي والأوروبي

إليك بعض الأمور التي غيرت مجرى العالم الإسلامي والأوروبي عند فتح القسطنطينية:^[٥]

• كان فتح القسطنطينية يعني الانتهاء الظاهري لسياسة توحيد الهيكل الرئيسي للمسيحية الشرقية والأرثوذكسية بالنسبة للعثمانيين.
• أصبحت المدينة تحتوي على سكان من أصل يوناني وجورجي وبلغار وصرب ورومان؛ أي أن الجميع كانوا مسيحيين شرقيين باستثناء الروسيين.
• وجود الروسيين كان يدل على أن السيادة الرومانية على العالم قد تحولت من روما الثانية ألا وهي القسطنطينية إلى روما الثالثة وهي موسكو.
• أصبحت الثقافة اليونانية القديمة تمثل الفرنجة وهم المسيحية الغربية.
• كان نظام المدينة مبنياً على الصراع بين القوة العثمانية البارزة في الشرق والعالم الأوروبي وقد أدى الفتح إلى إنهاء هذا الصراع.

نبذة عن محمد الفاتح

عُرف السلطان محمد الفاتح باسم محمد الثاني عند الغرب وقد ولد في شهر مارس عام 1432 ميلادياً في مدينة أدرنة الشمالية الغربية، وقد امتدت فترة حكمه في الفترة العثمانية من عام 1451 وحتى 1481 ميلادياً، وقد كان معروفًا بشخصيته القيادية منذ صغره كما أنه اكتسب مهارات وخبرات قيادية من خلال حكمه لبعض الدول في صغره، كما أنه كان مسلمًا متدينًا وتعلم العقيدة الإسلامية على يد العديد من العلماء كما أنه أتقن سبع لغات وهي التركية والعربية واللاتينية واليونانية والصربية والعبرية والفارسية.^[٦]