ماذا كان لقب ركن الدين بيبرس؟

ركن الدين بيبرس؛ رابع سلاطين دولة المماليك البحرية، تولى الحكم بعد السلطان قطز، وكان ركن الدين بيبرس مشهوراً بحملاته ضد الصليبيين والمغول، فانتصر على لويس التاسع في المنصورة سنة 1250، وانتصر في معركة عين جالوت في العام 1260، والتي هزم فيها المغول، وتعتبر من أهم الأحداث التاريخية.^[١][٢]

لقب ركن الدين بيبرس

ارتبط اسم ركن الدين بيبرس بالعديد من التسميات، منها الملك والظاهر والصالحي، وكان يُلقب بأبي الفتوح بسبب انتصاراتهِ العسكرية،^[٣] وحقق بيبرس أول انتصاراتهِ الكبرى عندما كان قائداً للجيش الأيوبي في مدينة المنصورة في شهر فبراير عام 1250؛ حين تغلب على جيش الصليبيين بقيادة لويس التاسع، الذي تمّ أسره وإطلاق سراحهِ لاحقًا مقابل الفدية، وفي العام 1276، سيطر بيبرس على مملكة المقرّة النوبية المسيحية، وسمح لسكانها من أهل الكتاب الاحتفاظ بدينهم مقابل دفع الجزية، كما أبقى على سلطة العائلة الحاكمة واختار بيبرس الملك بنفسهِ.^[١][٤]

ألقاب أخرى لركن الدين بيبرس

استحق ركن الدين بيبرس البندقداري العديد من الألقاب الأخرى، وهي:^[٥]

• الظاهر: بعد قتل بيبرس للملك المظفر قطز، وصل وجماعتهُ إلى الديار المصرية، وتمت مبايعتهُ سلطانًا في نفس اليوم من قبل العسكر، ولُقب بعدها بالظاهر.
• القاهر: قبل أن يلقب ركن الدين بيبرس بالملك الظاهر بعد قتلهِ للسلطان قطز، لقب في بادئ الأمر بالملك القاهر، لكنهُ سرعان ما تخلى عن هذا اللقب وغيرهُ للظاهر بعدما بلغهُ أنه لقبٌ غير مبارك؛ حيث أخبرهُ وزيرهُ أنّ جميع من لقبوا بالقاهر قبله لم يفلحوا؛ وهم القاهر بن المعتضد الذي أطيح من حكمه وفقئت عيناه، والقاهر ابن صاحب الموصل الذي مات مسمومًا، والأمير بيدرا - الذي قتل السلطان الملك الأشرف خليل ابن الملك المنصور قلاون - وأعلن نفسه سلطانًا بعده وتلقب بالملك القاهر وقتل بعدها.
• الأسد الضاري: تذكر إحدى الروايات أن بيبرس قتل قطز بمفردهِ، ولم يشاركهُ أحدٌ في ذلك، وأنه انقض عليه وأنهى حياته، وامتاز بيبرس بأسلوبهِ بالانفراد والانقضاض على ضحيتهِ، وهي صفةٌ من صفات الأسد.

أبرز صفات ركن الدين بيبرس

يُذكر منها:

• يوجد العديد من الروايات التي تصف شكل ركن الدين الظاهر بيبرس، وقد قيل أنه أسمر البشرة، طويلٌ له بنية قوية وجسدٍ ضخم، وصوت قوي، وقد كان معروفًا بشجاعتهِ.^[٦][٧]
• كان الظاهر بيبرس شهمًا شجاعًا عالي الهمة، وكان مقدامًا جسورًا يهتم بشؤون السلطنة، وكان يسارع لنصرة الإسلام والمسلمين. كما اتسم بالكرم والعدل، ولم يكن يبالغ في ملبسهِ وطعامهِ.^[٨]
• على عكس العديد من ملوك الأيوبيين، لم يكن الظاهر بيبرس من رجال العلم والأدب؛ فقد كان فارسًا محاربًا وسياسيًا، ولكنه على الرغم من ذلك كان يُقدر أهل العلم ومكانتهم، ويأخذ بمشورتهم في الكثير من القضايا، كما كان يمنع نفسه من الغضب عنهم إذا تجرأ أحدهم برأي صريحٍ لا يروق له.^[٩]

نبذة عن ركن الدين بيبرس

من أهم جوانب حياتهِ:

• النشأة والمولد: وُلد بيبرس في عام 1223، وهو من المماليك وأصله من أرض القبجاق، في طفولتهِ، أسر بيبرس وتمّ بيعه، واشتراهُ رجل يدعى عماد الضائع، فباعهُ للأمير علاء الدين أيدكين البندقداري، وأصبح بيبرس بعدها مملوكًا إلى الملك الصالح نجم الدين الأيوبي، وأعتقه الملك الصالح قبل ضمه إلى بقية مماليكه البحرية؛ حيث نشأ وتربى معهم،^[١][١٠] إن معنى اسم بيبرس "السيد النمر"، وهو اسمٌ تركي مكون من مقطعين؛ باي (السيد) وبارس (النمر).^[١١]
• أهم محطات حياته: حسن بيبرس الاقتصاد في أراضيه، واهتم بإصلاح بناها التحتية، وتمّ في عهده تطوير النظام البريدي عبر الحمام الزاجل، وطور بيبرس أيضًا التجارة الخارجية في مصر، وجعل القاهرة والإسكندرية مراكز تجارية بين الشرق والغرب، كما منع مواطنيهِ من التبغ والحشيش، وأغلق الحانات وطرد البغايا اللاتي أتوا مع الصليبيين إلى القاهرة، وعندما ضربت المجاعة القاهرة، أمر جميع المسؤولين والأمراء والجنود بإطعام الفقراء، وأن يكفل كل وزير من وزرائه كفيفًا، بينما تولى هو نفسهُ إطعام آلاف الفقراء يوميًا.^[١٢]
• الحياة الشخصية: تزوج الظاهر بيبرس خلال حياتهِ العديد من النساء، وأنجب منهن 10 أولاد؛ منهم 7 بنات و3 أبناء، كان من أبناء بيبرس السعيد ناصر الدين محمد والعادل بدر الدين سلامش، وقد خلف السعيد ناصر الدين محمد والدهُ، وأصبح خامس سلاطين المماليك البحرية.^[٣]
• الوفاة: تُوفي الملك الظاهر بيبرس في مدينة دمشق في تاريخ الأول من تموز عام 1277، وهناك روايتان مختلفتان بخصوص وفاته، إذ تقترح الرواية الأولى أنه توفي بعد تناوله القمارص (لبن حامض مخمر) الذي كان السم قد دس له فيه، أما الرواية الثانية، فتشير أنه توفي متأثرًا بجراحهِ بعد إحدى حملاتهِ العسكرية، أو توفي بعد معاناةٍ مع المرض، وقد دُفن الملك الظاهر ركن الدين بيبرس في المكتبة الظاهرية في دمشق.^[١٣]