كان عصر المماليك محورًا لنشاط علمي كبير، حيث قصد مصر في تلك الفترة العلماء وطلاب العلم من مختلف المدن، فقد حرص العديد من سلاطين المماليك على عقد المجالس العلمية والدينية عدة مرات خلال الأسبوع الواحد، وأكبر دليل على النشاط العلمي في ذلك العصر هو كثرة المدارس التي أنشئت في مختلف أنحاء مصر، وأيضاً تم إنشاء العديد من المكاتب، والتي كان الهدف الأساسي منها هو تعليم أيتام المسلمين، حيث كانت المكاتب تقوم بدور التعليم الأولي للأطفال، في حين أن المدارس كانت تقوم بدور الجامعات والمعاهد في عصرنا هذا.[١]


أشهر مؤرخي عصر المماليك

نبذة عن المقريزي

يعد تقي الدين أبو العباس أحمد بن علي بن عبد القادر بن محمد المقريزي مؤرخًا مصريًا بارزًا في العصور الوسطى خلال العصر المملوكي، لقب بالمقريزي نسبة إلى حارة المقارزة بمدينة بعلبك، وقد غادرت أسرته من مدينة بعلبك إلى مصر طلبًا للحياة الكريمة، حيث تولى والده القضاء في مصر، وعلى الرغم من أنه كان مسلمًا سنيًا، إلا أنه تميز باهتمامه الشديد بالسلالة الفاطمية الإسماعيلية ودورها في التاريخ المصري.[٢][٣]


حياة المقريزي

ولادته ونشأته: ولد المقريزي في القاهرة في حارة برجوان، وأمضى معظم حياته في مصر عام 764هـ/ 1364م، ونشأ نشأة علمية دينية حسنة.[٣]

تعليمه: أظهر المقريزي منذ سنواته الأولى شغفًا نحو العلم، وكان لأسرته أثر عظيم في ذلك، فقد كفل تعليمه جده لأمه، الذي قام بتعليمه وتحفيظه القرآن الكريم وتدريسه أصول المذهب الحنفي، فلما رآه نجيباً وذكياً، أرسله إلى كبار الشيوخ في ذلك العصر، حيث تعلم منهم مختلف العلوم، مثل الفقه، والحديث، واللغة، والقراءات، والنحو، والأدب، والتاريخ، حيث تنقل بين المدرسة الشافعية، وبعدها المدرسة الظاهرية حيث درس المقريزي علم اللاهوت على يد أحد العقول الرئيسية المدبرة للثورة الظاهرية.[٣][٤]

مناصب شغلها: كان سكرتيرًا في مكتب حكومي لمدة من الزمن، وفي عام 1399 أصبح مفتشًا للأسواق في القاهرة وشمال مصر، وبعدها أصبح خطيبًا في مسجد عمرو بن العاص، ورئيس مسجد الحكيم، ومحاضرًا في التقاليد، وفي عام 1408م ذهب إلى دمشق ليشغل منصب مفتش قلنيسرية ومحاضرًا.[٤]

صفاته: كان تعلمه رائعًا، وملاحظته دقيقة، وحكمه جيداً.[٤]


أشهر مؤلفات المقريزي

قام المقريزي بكتابة العديد من المؤلفات ومن أشهرها:[٥]

  • إمتاع الأسماع بما للرسول من الأبناء والأموال والحفدة والمتاع.
  • المواعظ والاعتبار بذكر الخطط والآثار الذي عرف باسم خطط المقريزي أو الخطط المقريزية.
  • السلوك لمعرفة دول الملوك.
  • اتعاظ الحنفاء بأخبار الأئمة الفاطميين الخلفاء.
  • تجريد التوحيد المفيد، وقد ناقش فيه عقيدة توحيد الألوهية، كما أبطل شركيات العبادة، مثل صرف الدعاء والتوسل لغير الله سبحانه وتعالى.
  • عقد جواهر الأسفاط في تاريخ مدينة الفسطاط.
  • البيان والإعراب عما بأرض مصر من الأعراب.
  • درر العقود الفريدة في تراجم الأعيان المفيدة.


أشهر تلاميذ المقريزي

يعتبر المقريزي أحد أهم أعلام العصر المملوكي، حيث إنه جمع الكثير من الفنون والعلوم، فكان مقصداً للعديد من طلبة العلم من جميع البلدان، وتتلمذ على يديه العديد من العلماء والمؤرخين، ومنهم:[٣]

  • المؤرخ ابن تغري بردى والذي توفي عام توفي 874هـ، الذي ألف كتاب النجوم الزاهرة في ملوك مصر والقاهرة.
  • الحافظ السخاوي والذي توفي عام 902هـ، الذي ألف كتاب الضوء اللامع في أعيان القرن التاسع.


أشهر المؤرخين في عصر المماليك

بيبرس المنصوري الدوادار

هو ركن الدين بيبرس المنصوري الناصري الخطائي الدوادار المصري، ولد عام 1247م، وتوفي بالقاهرة عام 1325م، وهو مؤرخ مملوكي عاش في مصر، وقد عاصر كبار سلاطين الدولة المملوكية البحرية، مثل؛ الظاهر بيبرس والمنصور قلاوون، واشترك في حروب ضد الصليبيين والمغول مثل فتح أنطاكية، ومعركة حمص الثانية، وفتح عكا، وفتح قلعة الروم، وقد تولى نيابة الكرك ثم ديوان الإنشاء، وقد شارك في اتخاذ قرارات سياسية هامة، وهذا ما جعله من أهم مؤرخي الفترة التي عاشها في العصر المملوكي، ومن أهم مؤلفاته زبدة الفكرة في تاريخ الهجرة.[٦]


بن إياس

زين العابدين محمد بن أحمد المعروف باسم إياس الحنفي، ويلقب بأبي البركات، هو مؤرخ مصري ولد في القاهرة عام 1448م وتوفي فيها عام 1523م، ويعد من أشهر وأهم المؤرخين في العصر المملوكي وخاصة في الفترة الأخيرة منه، ومن أشهر مؤلفاته كتابه بدائع الزهور في وقائع الدهور، وهو خمسة أجزاء؛ فقد أرخ فيه تاريخ مصر من بداية التاريخ لغاية سنة 1522م، ومن مؤلفاته أيضاً عقود الجمان في وقائع الأزمان، ومرجع الدهور، ونزهة الأمم في العجائب والحكم وهو تاريخ موجز العالم.[٧]


شهاب الدين النويري

المؤرخ الكبير شهاب الدين أحمد بن عبد الوهّاب بن محمد النويري، لقب بالنويري نسبة إلى قرية النويرة في محافظة بني سويف في مصر، ولد عام 1279م وتوفي عام 1333 م، درس في القاهرة في الجامع الأزهر، وتخصص في دراسة الحديث والتاريخ والسير، وعمل في مقتبل عمره بنسخ الكتب الجليلة نظرًا لجمال خطه، ومن أشهر مؤلفات النويري موسوعته الكبرى نهاية الأرب في فنون الأدب.[٨]

المراجع

  1. سعيد عبدالفتاح عاشور، المجتمع المصري في عصر سلاطين المماليك، صفحة 160-170. بتصرّف.
  2. "Al-Maqrizi, Taqi al-Din", muslimheritage, Retrieved 26/6/2021. Edited.
  3. ^ أ ب ت ث "شارع تقى الدين المقريزى", حكاية شارع, Retrieved 27/6/2021. بتصرّف.
  4. ^ أ ب ت "AL-MAQRIZI HISTORIAN", peoplepill, Retrieved 30/6/2021. Edited.
  5. "كتب المؤلف المقريزي"، المكتبة الشاملة الحديثة، اطّلع عليه بتاريخ 27/6/2021. بتصرّف.
  6. "بيبرس المنصوري الدوادار"، مكتبة الكتب، اطّلع عليه بتاريخ 27/6/2021. بتصرّف.
  7. "محمد بن أحمد بن إياس الحنفي"، مكتبة الكتب ، اطّلع عليه بتاريخ 27/6/2021. بتصرّف.
  8. "شهاب الدين النويري"، مكتبة الكتب ، اطّلع عليه بتاريخ 27/6/2021. بتصرّف.