المماليك ومفردها مملوك، وهي كلمة عربية تعني العبيد، وُجدوا في الخلافة العباسية، وهم أسرى الحروب، كان الخليفة العباسي المعتصم أول من استخدمهم في بغداد في الجيوش في وقت مبكر من القرن التاسع الميلادي، ثم انتشرت هذه الظاهرة في جميع أنحاء العالم الإسلامي، حيث استخدم جميع الأمراء المماليك كجنود وقادة عسكريين، وبسبب مناصبهم ومواقعهم العسكرية الحساسة، سيطروا على السلطات السياسية الشرعية، وتمكنوا من تأسيس دولتهم؛ دولة المماليك.[١]


إلى أين تم نقل عاصمة المماليك؟

بدأ تأسيس دولة المماليك منذ عهد السلطان الصالح نجم الدين أيوب، وهو آخر السلاطين الأيوبيين، حيث استخدم السلطان نجم الدين المماليك في الجيش، فبنوا لهم قلعة خاصة في جزيرة الروضة عام 638 هـ، وأطلقوا عليها اسم "بحري"، مشتقة من "البحر" لأنهم مماليك أتوا إلى مصر عبر البحر، وبعد وفاة السلطان الأيوبي نجم الدين، تولى السلطان عز الدين أيبك القيادة، وهو أمير مملوكي في الجيش، مؤسسًا بذلك دولة المماليك التي حكمت مصر، وعاصمتها القاهرة.[٢][٣]


وفي عام 656هـ / 1258م اجتاح المغول أو التتار بقيادة هولاكو، عاصمة الخلافة الإسلامية؛ بغداد، وأسقطوها، ثم توجهوا للشام فأسقطوا مدنها الكبيرة، ثم اقتتلوا مع المماليك في معركة شهيرة تسمى عين جالوت، انتصر فيها المماليك بقيادة السلطان المملوكي سيف الدين قطز، وبعد وفاة السلطان سيف الدين قطر، استلم من بعده السلطان ركن الدين بيبرس، وفي عهده نقل عاصمة الخلافة العباسية من بغداد إلى القاهرة.[٤]


وفي عام 742هـ / 1341م حاول السلطان الناصر أحمد بن محمد بن قلاوون، نقل عاصمة دولة المماليك من القاهرة إلى الكرك، ولكن هذه المحاولة رُفضت من قبل الأمراء المماليك، لأن السلطان أحمد أصبح يستشير معاونيه من مدينة الكرك في الحكم، فأدى ذلك إلى حدوث صراع وخلاف بين الطرفين انتهى باتفاقهم على عزله وتعيين أخيه الصالح إسماعيل سلطاناً عليهم سنة 743هـ / 1342م.[٥]


أشهر السلاطين المماليك

تعاقب على حكم دولة المماليك، سلاطين كثر، ومن أشهر سلاطين المماليك:[٦]

  • السلطان سيف الدين قطز: وهو السلطان الذي قد هزيمة المغول بعد إسقاطهم الخلافة العباسية، وتدميرهم المدن الإسلامية، في المعركة المشهورة؛ عين جالوت.
  • السلطان ركن الدين بيبرس: وهو من أشهر سلاطين المماليك، يعتبره المؤرخون المؤسس الحقيقي لدولة المماليك، عُرف بقوته وبأسه، فتوسعت الدولة في عهده، واهتم بالمكتبات والمدارس والعلوم بشكل عام، وهو من أعاد أو نقل الخلافة العباسية إلى القاهرة بعد سقوطها في بغداد.
  • السلطان المنصور قلاوون: وهو من السلاطين المماليك الذين اشتهر ببناء العلوم والحضارة في الدولة، بالإضافة إلى توسعه ومحاربته الصليبيين، ويعبر المنصور قلاوون مؤسس سلالة قلاوون التي حكمت دولة المماليك لـ 100 عام.


أسباب سقوط الدولة المملوكية

هناك أسباب عديد لسقوط الدولة المملوكية وعصر المماليك، فيما يلي أبرزها:[٧]

  • تراجع قوة المماليك في حماية الأراضي الإسلامية من الأعداء.
  • انتشار الفساد الاجتماعي والسياسي، والبعد عن تطبيق الشريعة الإسلامية.
  • الفساد الإداري، وذلك بسبب منح بعض السلاطين المماليك الضعفاء أمرائهم صلاحيات تفوق مناصبهم، مما أدى إلى خروج بعضهم عن الطاعة.
  • فساد النظام الإقطاعي، بتمركز الإقطاع بأيدي السلاطين والأسر الحاكمة وعدم إنصاف الفلاحين.
  • تدهور النظام الاقتصادي.

المراجع

  1. "Mamluk", britannica, Retrieved 11/10/2022. Edited.
  2. "The Bahri Mamelukes", egy monuments. Edited.
  3. "نشأة المماليك-(2)"، قصة إسلام. بتصرّف.
  4. "ركن الدين بيبرس"، قصة إسلام. بتصرّف.
  5. "محاولة الناصر أحمد نقل عاصمة دولة المماليك من القاهرة إلى الكرك (742هـ/1341م)"، مجلة المنارة. بتصرّف.
  6. نور الدين خليل، المنصور قلاوون، صفحة 11-12. بتصرّف.
  7. محمد سهيل طقوش، تاريخ دولة المماليك في مصر والشام، صفحة 555. بتصرّف.