نشأة حضارة الأنباط

ظهرت حضارة الأنباط من ارتحال قبيلة بدوية تسمى الأنباط من شبه الجزيرة العربية إلى جنوب الأردن، خلال القرن السادس قبل الميلاد، حيث أقاموا فيها، وعملوا في التجارة، وفرضوا سيطرتهم على طرق التجارة والمواقع القريبة من الماء، الأمر الذي أعطاهم القوة والثروة الكافية لتأسيس مملكة قوية لهم؛ المملكة النبطية، وعاصمتها البتراء في القرن الرابع قبل الميلاد، لتستمر حتى عام 106م.[١][٢]


التجارة وطرق البخور في حضارة الأنباط

اشتهر الأنباط بالتجارة، وخاصة تجارة البخور، حيث جمعوا منها جُل ثروتهم، كتجار، وكمراقبي وحماة لطرق تجارة البخور، وهي الطرق المختلفة التي اتخذها التجار بين جنوب الجزيرة العربية؛ من اليمن عبر سبأ وميناء غزة، في القرن الثالث قبل الميلاد، حيث كانوا في ذلك الوقت يسيطرون على أهم المدن على طول الطرق، ولم تكن هذه المدن مجرد أماكن للراحة، بل كانت أيضًا مدنًا تجارية، يتبادل فيها التجار البضائع مثل مدينة ممشيت التي اشتهرت بخيولها العربية ذات القيمة المرتفعة، قبل الوصول إلى الوجهة النهائية للميناء في غزة، وبذلك أصبحت المدن التي يسيطر عليها الأنباط جزءًا قويًا من طرق التجارة.[٢]


ومن أشهر مدن الأنباط التي كانت على خط تجارة البخور؛ هالوزا، ومامشيت، وأفدات، وشيفتا، حيث كانت جميعها أماكن آمنة للراحة والتجارة، وذلك بفضل الحصون النبطية التي أقيمت على طول الطرق لضمان سلامة التجار، ولكن لم تكن هذه الحماية دون مقابل، إذ فرض الأنباط ضرائب على التجار مقابلها، الأمر الذي مكنهم من زيادة ثرواتهم بكونهم مراقبي طرق التجارة، علاوة على أنهم في الأصل تُجار أغنياء.[٢]


البتراء عاصمة الأنباط

تقع البتراء الآن جنوب الأردن، تسمى بالمدينة الوردية بسبب لون مبانيها، وبالرغم من موقعها الصحراوي الواقع بين جبال وعرة، كانت البتراء مركزًا تجاريًا مهمًا، وذلك بسبب مبانيها وعمارتها الجميلة؛ حيث بناها الأنباط من خلال حفر الصخور، وطوروا فيها نظام إدارة المياه مميز، ساعدهم على السيطرة على مصادر المياه في المنطقة، مما زاد في نفوذهم وسلطتهم، إذ طوروا القنوات والسدود والصهاريج لحصاد مياه الأمطار وتخزينها وتوزيعها للاستخدام على مدار العام، وهذا أيضًا ما مكنهم من الإقامة في المدينة حتى خلال فترات الجفاف.[٣]


انهيار حضارة الأنباط

فرضت الدولة الرومانية سيطرتها على المملكة النبطية عام في 106م، وضمتها إليها، وبهذا فقد الأنباط سيطرتهم على طرق تجارة البخور، وعلى المنطقة بشكل عام، ثم دمر زلزال حدث في عام 363م الكثير من المدن النبطية، ولكن أعادت الإمبراطورية البيزنطية أو الرومانية الشرقية الحياة إليها بإنشاء الكنائس في المدن وإعادة تنشيط التجارة، ولكن زلزالًا آخر حدث عام 551م دمر معظم المدن تقريبًا، ولكن نجت آثار مدينة البتراء حتى يومنا هذا.[٢]




تم الإعلان عن مدينة كموقع للتراث العالمي في عام 1985م، ثم تم اختيارها كواحدة من عجائب الدنيا السبع الجديدة في عام 2007م.




المراجع

  1. "The Mysterious Nabateans", kinghussein, Retrieved 21/11/2022. Edited.
  2. ^ أ ب ت ث "Kingdom of Nabatea", worldhistory, Retrieved 21/11/2022. Edited.
  3. "petra", history, 21/8/2018, Retrieved 21/11/2022. Edited.