نبذة عن حضارة كرمة

نشأت حضارة كرمة أو كرما (Kerma Civilization) في منطقة دونغولا فوق الخط الثالث لنهر النيل في السودان الحديث، وهي مملكة نيلية أفريقية قديمة، عاصمتها مدينة كرمة، ظهرت في منتصف الألفية الثالثة قبل الميلاد، وسيطرت في أوج قوتها على العديد من الشلالات على نهر النيل، والتي كانت تغطي أراضي واسعة، وبرزت كقوة في المنطقة بسبب موقعها الاستراتيجي الواقع على العديد من طرق القوافل المتجهة إلى مصر، والبحر الأحمر، والقرن الأفريقي، وصحاري أفريقيا، ففرضوا ضرائب ورسوم باهظة على جميع قوافل التجارة المارة عبر هذه الطرق، وكانت هذه الضرائب السبب الأساسي في ثروة كرمة.[١][٢]


وانقسم تاريخ حضارة كرمة أو مملكة كرمة إلى ثلاث فترات:[٣][٢]

  • كرمة القديمة أو المبكرة: التي بدأت عام 2500 قبل الميلاد، وانتهت عام 2050 قبل الميلاد.
  • كرمة الوسطى: التي بدأت عام 2050 قبل الميلاد، وانتهت عام 1750 قبل الميلاد.
  • وكرمة الكلاسيكية: التي بدأت عام 1750 قبل الميلاد، وانتهت عام 1500 قبل الميلاد بنهاية فترة حكم أو سيطرة المملكة ككل، حيث كانت هذه الفترة العصر الذهبي لمملكة كرمة، وقد نجح حكامها خلالها في السيطرة على الحصون المصرية ومناجم الذهب في الشلال الثاني، واستمروا أيضًا في مهاجمة الأراضي المصرية والاستيلاء عليها حتى عام 1500 قبل الميلاد، حين غزاهم الفرعون تحتمس الأول، وضم المملكة إلى الإمبراطورية المصرية.


مدينة كرمة

كانت مملكة كرمة متمركزة في مدينة كرمة، وهي مدينة كبيرة محاطة بأسوار، تشتهر بعمارتها الفريدة، والتي تعكس درجة عالية من التنظيم الحضري، حيث كان للمدينة مرفأ خاص بها مواجه للنيل، وجدران ومعاقل وتحصينات سميكة، ومساكن ملكية ومقابر، ومخازن، ومخابز، ومباني دينية، من أهمها الدفوفة (Deffufa)، والدفوفة كلمة مشتقة إما من المصطلح النوبي لمبنى من الطوب اللبن، أو من الكلمة العربية "دفع"، والتي تعني "كتلة" أو "كومة"، وهناك ثلاث دفوفة معروفة في كرمة، وهي الدفوفة الغربية، والدفوفة الشرقية، والدفوفة الثالثة الأقل شهرة.[٣][٢]


أما بالنسبة لسكان كرمة، فقد وصل عددهم إلى حوالي 10000 نسمة في أوج قوتها بحسب بعض المصادر، واشتهروا بكونهم محاربين ورماة موهوبين، بالإضافة إلى امتهانهم مهن التجارة، ورعاية الماشية، والصيد، وصيد الأسماك.[٣][٢]


نهاية حضارة كرمة

غزت المملكة المصرية في عهد الفرعون تحتمس الأول من الأسرة الثامنة عشر في مصر مملكة كرمة في عام 1504 قبل الميلاد، ودمر عاصمتها مدينة كرمة، وأنشأ فيها مستوطنة جديدة في شمال كرمة، تُعرف اليوم باسم الدقي جل (ومعناها التل الأحمر)، ثم وضعوا نائبًا فيها ليحكمها ويحافظ على أراضيها وثرواتها، سموه بنائب الملك في كوش، (Viceroy of Kush) أو "ابن ملك كوش"، واستمر المصريون في حكم كرمة، حتى ظهرت مملكة كوش التي أعادت السيطرة على النوبة بعد تفكك المملكة المصرية خلال فترة عرفت باسم انهيار العصر البرونزي.[٣][٢]



المراجع

  1. "Kerma Culture", uchicago, Retrieved 15/2/2023. Edited.
  2. ^ أ ب ت ث ج "The Kingdom of Kerma (2500-1500 BC)", thinkafrica, Retrieved 15/2/2023. Edited.
  3. ^ أ ب ت ث "KERMA – THE ANCIENT AFRICAN KINGDOM", heritagedaily, Retrieved 15/2/2023. Edited.