بداية حضارة كوش

وُجدت حضارة كوش في منطقة كوش شمال إفريقيا في المنطقة المقابلة للسودان الحديث، التي تسمى الآن النوبة، حيث كانت منطقة كوش مأهولة منذ 8000 قبل الميلاد، لكنها لم تكن مملكة بعد، وكان سكانها على اتصال مباشر بسكان مصر منذ 3150 - 2613 قبل الميلاد، ثم تأسست حضارة كوش التي عُرِّفت باسم "الكوشيين" من هذه الثقافة السابقة، وتأثرت بشدة بالمصريين.[١][٢]


ازدهرت مملكة كوش في عام 1069 قبل الميلاد، حيث كانت المملكة المصرية الجديدة (1570-1069 قبل الميلاد) في مراحل التدهور الأخيرة، فانشغلت مصر عن السيطرة على كوش والهجوم عليها، بإدارة نفسها، تاركةً الكوشيين إعلان تأسيس مملكتهم الجديدة؛ مملكة كوش، وعاصمتها مدينة نبتة، ومنذ ذلك الوقت أصبحت كوش الحضارة الأقوى في المنطقة، بينما تعثرت المملكة المصرية.[١]


فترة حكم الكوشيين على السودان ومصر

كانت المملكة المصرية تسيطر على السودان قبل انسحابها عام 1070 قبل الميلاد، ثم ظهرت سلالة كوشية أخرى قوية بحلول القرن التاسع قبل الميلاد، وفي القرن الثامن قبل الميلاد سيطر الملك الكوشي قشتا على مدينة طيبة في مصر مستفيدًا من انقسامها وعدم الاستقرار السياسي فيها، ثم حقق خليفته بيانخي (Piye) السيطرة الكاملة على وادي النيل المصري عام 716 قبل الميلاد، وتم الاعتراف به وخلفاؤه الثلاثة، شابكو وتهارقو وتمتماني، كملوك شرعيين لمصر، وشكلوا الأسرة الخامسة والعشرين، حيث كانت عاصمتهم مركزًا دينيًا مهمًا لنبتة، بالقرب من الشلال الرابع لنهر النيل، وانتهت سيطرة كوش على مصر بغزو القوات الآشورية لهم بين أعوام 674 و663 قبل الميلاد.[٣]


وبالرغم من خروج مصر من سيطرة الكوشيين، إلّا أنهم بقوا قوة رئيسية في السودان لأكثر من ألف عام، وبعد 300 قبل الميلاد، نُقل مركز الاقتصادي لكوش إلى مدينة مروي حيث دُفن فيها حكام كوش، في منطقة عشبية خصبة شمال شرق الخرطوم، فأصبحت مروي مركزًا اقتصادًا مزدهرًا، وطورت روابط تجارية مع دول البحر الأبيض المتوسط.[٣]


أما بالنسبة للفنون والعمارة في كوش، فكان التأثر بالحضارة المصرية واضحًا بها، لكن علم الآثار يشير أيضًا إلى نمو تقاليد محلية خاصة بكوش أيضًا، وأضاف الكوشيين عنصرًا دينيًا قويًا، حيث ظهرت الآلهة النوبية مثل أبادماك برأس الأسد جنبًا إلى جنب مع آمون المصري وأوزوريس وإيزيس.[٣]


انهيار حضارة كوش

في عام 330 م قامت مملكة أكسوم (إثيوبيا) بغزو مروي ونهبها، وتدميرها، وبالرغم من تدمير أكسوم مروي، إلّا أن مروي أصلًا كانت في حالة فساد ودمار وانحطاط من قبل، مما سمح لأكسوم بالقضاء عليها، إذ استنفذ سكان مروي جميع مواردها الطبيعية، فتطلبت صناعة الحديد كميات هائلة من الخشب لإنتاج الفحم النباتي وتزويد أفران الحديد بالوقود؛ مما أدى إلى إزالة الغابات التي كانت موجودة في السابق، أيضًا تم رعي الحقول بإفراط بواسطة الماشية، وتم استخدامها بإفراط للمحاصيل، مما أدى إلى استنزاف التربة، ومع ذلك استمرت مروي مدينة للكوشيين لمدة 20 عامًا حتى انتهاء سلالة الكوشيين تمامًا عام 350 م.[١]


المراجع

  1. ^ أ ب ت "The Kingdom of Kush", worldhistory, Retrieved 7/10/2022. Edited.
  2. "The kingdom of Kush", britannica, Retrieved 7/10/2022. Edited.
  3. ^ أ ب ت "Ancient Nubia and the Kingdom of Kush, an introduction", khanacademy, Retrieved 7/10/2022. Edited.