مدة حكم هارون الرشيد

حكم هارون الرشيد الدولة العباسية منذ 14 من ربيع الأول سنة 170 هـ الموافق 12 أيلول 786 م، إلى 13 جمادى الآخرة 193 هـ الموافق 24 آذار 808 م، وفي بعض المصادر 809 م، حيث بلغت مدة حكمه 23 سنة تقريبًا، وكان يبلغ من العمر 22 عامًا عندما تملك زمام الخلافة. [١]


حكم هارون الرشيد الإمبراطورية العباسية التي امتدت من غرب البحر الأبيض المتوسط إلى الهند، حيث جعل يحيى البرمكي وزيرا له، أو رئيس الوزراء، وأبناء يحيى الفضل وجعفر وزراء في الدولة، وأيضًا كان للخزيران؛ أم هارون الرشيد نفوذ كبير على الحكومة حتى وفاتها عام 789، وبعد ذلك وحتى عام 803 سيطر البرمكة إلى حد كبير على الإمبراطورية، لكن الخليفة لم يكن معتمداً عليهم بالكامل، حيث كان هناك مناصب معينة في الدولة يشغلها رجال آخرون.[٢]


حياته وعائلته

وُلد هارون الرشيد في ري بالقرب من طهران عام 766 (أو 763)، وهو الابن الثالث للخليفة العباسي الثالث محمد المهدي، والدته خيزوران، وهي جارية يمنية، حُررت فيما بعد، وكان لها من خلال زوجها وابنها نفوذ سياسي كبير.[٢]


عندما كان صبيًا، كان هارون قائدًا رمزيًا للحملات العسكرية ضد البيزنطيين في عامي 780 و782، بسبب انتصاراته حصل على الاسم الشرفي "الرشيد" ويعني المنتصب، واكتسب خبرة بصفته حاكماً لمحافظات مختلفة تحت إشراف المسؤول الرفيع يحيى بن خالد البرمكي، وفي عام 782، تم اختيار هارون في المرتبة الثانية على التوالي على العرش، ولكن بعد وفاة والده عام 785، عامله الخليفة الجديد؛ شقيقه الهادي، معاملة سيئة للغاية، ومع ذلك، توفي الهادي في ظروف غامضة في أيلول 786، وأُعلن هارون خليفة، حيث عين على الفور يحيى البرمكي وزيرا له.[٢]


أبرز إنجازات هارون الرشيد

لقد كان عصر هارون الرشيد العصر الذهبي للإسلام، فقد امتازت فترة حكمة بقوة الأفكار العلمية وإسهامات عديدة في الفكر الإنساني، إذ مع نمو الإمبراطورية، أصبحت على اتصال بأفكار من الحضارات اليونانية والهندية والزرادشتية والبوذية والهندوسية الكلاسيكية، وكانت عملية ترجمة الأفكار العالمية وفهمها تسير على قدم وساق منذ عهد المنصور، لكنها تلقت دفعة كبيرة من هارون ومأمون.[٣][٤]


أنشأ هارون مدرسة للترجمة بيت الحكمة وأحاط نفسه برجال العلم، وكانت إدارته في أيدي وزراء ذوي قدرات استثنائية، وحاشيته من كبار علماء الفقه والشعراء والموسيقيين والمنطقين وعلماء الرياضيات والكتاب والعلماء ورجال الثقافة وعلماء الفقه، مثلًا عمل في بلاط هارون العالم ابن حيان، وهو أب علم الكيمياء.[٣][٤]


وكان العلماء الذين انخرطوا في أعمال الترجمة من المسلمين والمسيحيين واليهود والزرادشتيين والهندوس، وتُرجمت من اليونان أعمال سقراط وأرسطو وأفلاطون وجالينوس وأبقراطيس وأرخميدس وإقليدس وبطليموس وديموسثينيس وفيثاغورس، ونقلوا من الهند الأرقام الهندية، ومفهوم الصفر وطب الأيورفيدا، ومن تشين علم الخيمياء وتقنيات الورق والحرير والفخار، وجلب الزرادشتيون تخصصات الإدارة والزراعة والري، حيث تعلم المسلمون من هذه المصادر، وقدموا للعالم الجبر والكيمياء وعلم الاجتماع ومفهوم اللانهاية.[٣][٤]


المراجع

  1. أحمد القطان، محمد الزين، هارون الرشيد "الخليفة المظلوم"، صفحة 45. بتصرّف.
  2. ^ أ ب ت "Hārūn al-Rashīd", britannica, Retrieved 17/7/2022. Edited.
  3. ^ أ ب ت "Harun al Rashid", History of Islam, 17/7/2022, Retrieved 17/7/2022. Edited.
  4. ^ أ ب ت سعدي ضناوي، هارون الرشيد، صفحة 593. بتصرّف.