وقعت معركة حطين في 25 ربيع الثاني عام 583 هـ الموافق 4 يوليو لعام 1187 م، بالقرب من الشاطئ الغربي لبحيرة طبرية، بين المسلمين بقيادة صلاح الدين الأيوبي والصليبيين الذين كانوا يسيطرون على أراضي بلاد الشام، ومن ضمنها مملكة القدس، وقد انتصر فيها المسلمون انتصارًا كبيرًا أسفر عن تحرير ممكلة القدس، وتحرير معظم أراضي بلاد الشام، وعلى إثر ذلك أصبح المسلمون من جديد القوة العسكرية البارزة في الأرض المقدسة.[١]


عدد ضحايا معركة حطين

التقى جيش المسلمين الذي بلغ تعداده نحو 30 ألف مقاتل تقريبًا بقيادة القائد صلاح الدين الأيوبي، بجيش الصليبيين الذي وصل عدده إلى 20 ألف مقاتل بقيادة ريموند الثالث في طبرية، وهُزم الصليبيون فيها هزيمة كبيرة، حيث قُتل منهم أعدادًا هائلة من ضمنهم قادة وفرسان عظماء، ووقع منهم عدد كبير في الأسر أيضًا، حتى قيل إن جيش الصليبيين بعد الهزيمة انقسموا إلى قتيل وأسير، ولكن لا يوجد مرجع تاريخي موثوق يمكن من خلاله معرفة عدد ضحايا المعركة بدقة.[١][٢][٣][٤]


موقف صلاح الدين من أسرى الصليبيين

عامل القائد صلاح الدين أسرى الصليبيين معاملة حسنة مغايرة لمعاملة الصليبيين أنفسهم للمسلمين عند احتلالهم القدس في الحملة الصليبية الأولى، فعفى صلاح الدين عن الكثير من الأسرى الفقراء بطلب من أخيه العادل وبطريرك القدس، وافتدى بأمواله عددًا آخر من الأسرى الفقراء، وأمر بالعفو عن كل شيخ أو امرأة وإطلاق سراحهم، كما وعد نساء الصليبيين بإطلاق سراح أزواجهن الأسرى، ثم منح الأرامل والأطفال اليتامى الأموال والعطايا من خزينته الخاصة بحسب حاجتهم.[٣]


نتائج معركة حطين

من أهم نتائج معركة حطين ما يأتي:[٥]

  • تحرير مدن بلاد الشام الساحلية (ساحل البحر الأبيض المتوسط) التي كانت تحت احتلال الصليبيين مثل عكا، ويافا، وصيدا، وبيروت، وجبيل، وعسقلان وغيرها، باستثناء مدينة صور.
  • تحرير مملكة بيت المقدس التي كانت عاصمة الكيان الصليبي.
  • إيقاف حركة الاحتلال الصليبي باتجاه الشرق الأدنى الإسلامي، ووضع المسلمين أنفسهم ضمن فئة القوى البارزة في المنطقة.
  • غضب الصليبيون على المسلمين وتجهيزهم لحملة صليبية ثالثة.


الحملة الصليبية الثالثة

غضب الصليبيون غضبًا شديدًا بسبب هزيمتهم في حطين، وبدأوا بالتجهيز لحملة صليبية ثالثة على أراضي الشام، وخاصة مدينة عكا، فخرج ملك إنجلترا ريتشارد قلب الأسد، وملك فرنسا فيليب أغسطس، للاستيلاء على عكا، وعند سماع صلاح الدين بالحملة الصليبية الثالثة بدأ بتجهيز عدة جيوش، ووزعها على مناطق مختلفة لمراقبة غزو الصليبيين والدفاع عنها، ولم يستطع صلاح الدين التصدي وحده لهذه الحملة، فكتب إلى أمراء الجزيرة والموصل، وطلب منهم المساعدة في التصدي لغزو عكا، فلبوا النداء وحصنوا المدينة، فحاصرتهم جيوش الصليبيين فيها، واستمر الحصار لمدة سنتين كاملتين، حتى وصلت إمدادات للجيش الصليبي من أوروبا لاقتحام المدينة.[٣]


بعدما مال ميزان القوى لصالح الصليبيين، عرض الصليبيون على حامية عكا تسليم المدينة وفقًا لشروط معينة، كان من أبرزها فك أسر الأسرى الصليبيين، فوافقت حامية عكا على الاتفاق دون الرجوع لصلاح الدين، واستولى الصليبيون على عدد من المدن الساحلية مثل عكا، وقيسارية، وحيفا، وأرسوف، وبقيت عسقلان بأيدي المسلمين.[٣]



المراجع

  1. ^ أ ب "معركة حطين أحداث ونتائج"، إسلام أونلاين، اطّلع عليه بتاريخ 9/2/2023. بتصرّف.
  2. "Battle of Ḥaṭṭīn", britannica, Retrieved 9/2/2023. Edited.
  3. ^ أ ب ت ث "معركة حطين .. وما بعدها"، قصة إسلام، اطّلع عليه بتاريخ 9/2/2023. بتصرّف.
  4. "Battle of the Horns of Hattin", dabran, Retrieved 9/2/2023. Edited.
  5. "نتائج معركة حطين"، قصة إسلام، اطّلع عليه بتاريخ 9/2/2023. بتصرّف.