نبذة عن حضارة تايلوس

تايلوس (Tylos) هو اسم يوناني أُطلق على جزيرة البحرين في القرن الثالث قبل الميلاد تقريبًا، وهي ثاني أعظم الحضارات التي مرت على أرض البحرين الحديث بعد حضارة دلمون، حيث نشأت الحضارة عند بدء الرحلات الاستكشافية التي أمر بها الإسكندر الأكبر لغزو بلاد فارس، وبالتحديد الرحلة التي قادها نيارخوس عام 325 قبل الميلاد، والتي هدفت إلى السيطرة على بحر العرب والخليج العربي اللذين كان يطلق عليهما من قبل الإغريق اسم "البحر الإريثري"، لأهميتهما الاستراتيجية.[١][٢][٣]


بالرغم من قلة المصادر المكتوبة وندرة مواقع السكن الأثرية التي تدل على حضار تايلوس، إلّا أن العادات الجنائزية والمواد الأثرية المكتشفة في المقابر العديدة والمتميزة في هذه الفترة، بالإضافة إلى الخزف والأواني الزجاجية والذهب والمجوهرات والطين التماثيل والمنحوتات الحجرية التي وُجدت في المواقع الأثرية تدل على مرحلة من الازدهار الاستثنائي لفترة تايلوس، والتي استمرت تقريبًا لنحو ستة قرون، حيث وصلت البحرين في الفترة الواقعة بين القرن الثاني قبل الميلاد والقرن الثالث بعد الميلاد، إلى مستوى عالٍ من الصقل الثقافي، واستعادت مكانتها كمفترق طرق اقتصادي دولي رئيسي.[١][٢]


المواقع الأثرية لحضارة تايلوس

كانت مقابر تايلوس من أكثر المواقع الأثرية التي استدل بها علماء الآثار على حضارة تايلوس، وقد وُجدت هذه المقابر في عدة مواقع مختلفة في البحرين، منها:


موقع الحجار

كشف موقع الحجار الذي اكتُشف عام 1970 من قبل دائرة الآثار البحرينية عن تاريخ منطقة البحرين، حيث وُجد فيه مقبرة قديمة رئيسية يعود تاريخها إلى العصر البرونزي، أي قبل حوال 2000 قبل الميلاد، ويحتوي الجزء الجنوبي من الموقع على العديد من تلال المدافن التي تعود إلى فترة تايلوس، وبالقرب منها أيضًا العديد من الأواني الفخارية والزجاجية الجميلة، والأسلحة الحديدية، والمجوهرات، وتماثيل الحجر الجيري؛ التي لا تزال حتى الآن فريدة من نوعها في البحرين.[٤]


موقع شاخورة

كشف موقع شاخورة الأثري الذي يقع شمال غرب القرية التي تحمل الاسم نفسه، عن مقبرة كبيرة تحتل 4 هكتارات من التلال المنخفضة التي تحتوي على عدة قبور يرجع تاريخها إلى فترة تايلوس ودملون، منها 15 تلاً لمدافن أو مقابر تايلوس، بأحجام وارتفاعات مختلفة وموزعة بشكل غير منتظم في المنطقة، حيث احتوت منطقة الشاخورة، مع المناطق المجاورة لأبي صيبع ومقابا، أكثر من 30 مقبرة منفصلة لفترة تايلوس، مما يدل على أن هذه المنطقة بالذات من الجزيرة الرئيسية في البحرين كانت مسكونة بكثافة منذ حوالي 2000 عام.[٥]


بالإضافة إلى القبور، احتوت مقابر تايلوس في موقع الشاخورة على أدوات متنوعة كان يُعتقد أنها ستساعد الموتى في رحلتهم إلى الحياة الآخرة، مثل الأواني الخزفية المصقولة التي ربما كانت مليئة بالطعام والشراب، وأواني العطور الزجاجية، والحاويات الحجرية والخشبية، والتماثيل الطقسية المصنوعة من الطين أو الجبس، بالإضافة إلى المجوهرات متقنة الصنع التي كانت تزين الجثث، ووُجد في موقع شاخورة أيضًا لوحات حجرية جنائزية مميزة، تحمل صورًا مادية للمتوفى، ويمكن رؤية جميع هذه الآثار في متحف البحرين الوطني حيث تم نقلها للعرض.[٥]

المراجع

  1. ^ أ ب "Civilization of Tylos - Conference of Pierre Lombard at AFB", fccib, Retrieved 16/2/2023. Edited.
  2. ^ أ ب ابراهيم حسن، تايلوس و حضارة الأنباط، صفحة 3. بتصرّف.
  3. "حضارة تايلوس"، متحف البحرين الرياضي الالكتروني، اطّلع عليه بتاريخ 16/2/2023. بتصرّف.
  4. "Al-Hajar Dilmun and Tylos Cemeteries", culture.gov, Retrieved 16/2/2023. Edited.
  5. ^ أ ب "Shakhura Tylos Necropolis", The Bahrain Authority for Culture and Antiquities - Kingdom of Bahrain, Retrieved 16/2/2023. Edited.