نبذة عن مدينة قرطاج

كانت مدينة قرطاج واحدة من أهم وأكبر الكيانات السياسية الفينيقية وأكثرها ثراءً في العصر القديم، أسستها الملكة الفينيقية الأسطورية ديدو عام 814 قبل الميلاد على ساحل البحر الأبيض المتوسط في شمال إفريقيا (تونس الحالية)، حيث كانت مدينة صغيرة آنذاك، ازداد حجمها بعد هجرة لاجئي مدينة صور الفينيقية؛ بسبب غزوات الإسكندر الأكبر عام 332 قبل الميلاد، ثم توسعت وازداد نفوذها ليصل إلى مناطق متعددة في شمال أفريقيا أشهرها مستعمرة صبراتة، والمستعمرات الواقعة على الجانب الأوروبي في صقلية وإسبانيا وأماكن أخرى، وبذلك أصبحت مدينة قرطاج مركزًا للحضارة القرطاجية.[١]




سُميت مدينة قرطاج في الأصل باسم كارت-حدشت، ومعناه المدينة الجديدة، لتمييزها عن المدينة الفينيقية القديمة المجاورة لها؛ أوتيكا، ثم غيّر اسمها الإغريق، فأطلقوا عليها اسم كارشدون وحوّله الرومان إلى قرطاج.




عوامل قيام الحضارة القرطاجية

إن أول عامل ساعد مدينة قرطاج في النمو والقوة؛ هو موقعها الاستراتيجي، حيث وقعت المدينة على الساحل الأفريقي للبحر المتوسط، واحتوت على واحد من أهم موانئ التجارة آنذاك، وساهم قربها الاستراتيجي من مضيق صقلية في وضعها في منتصف طريق التجارة بين مدن شرق وغرب البحر الأبيض المتوسط، كما وفر لها وجودها على شبه جزيرة مثلثة مغطاة بتلال منخفضة وببحيرة (بحيرة تونس)، مصادر متعددة للغذاء، عن طريق إمدادات الأسماك المتنوعة، بالإضافة إلى الحماية من عواصف البحر الأبيض المتوسط التي أصابت موانئ البحر الأبيض المتوسط الأخرى، ومن الغزو الخارجي بفضل تضاريسها وموقعها كشبه جزيرة.[٢]


ولم تشتهر قرطاج القديمة فقط بالتجارة، بل بالزراعة أيضًا، حيث اهتم القرطاجيون القدماء بالزراعة وتربية الحيوانات، فزرعوا أنواعًا متعددة من الفاكهة، والعنب، وأشجار الزيتون، والخضروات، في حلقة من الحدائق تروى بقنوات صغيرة، ثم توسعوا في زراعتهم خارج أسوار المدينة إلى حقول الحبوب، وبفضل خصوبة أراضيهم وخبرتهم في الزراعة والتجارة الداخلية والخارجية (البحرية)، زاد ثراء المدنية، وأصبحت من أهم المدن في العالم آنذاك.[٢][١]


سقوط الحضارة القرطاجية

كانت قرطاج في أوج قوتها ونفوذها أقوى حضارة أو كيان سياسي في المنطقة آنذاك، ولكن لم يبقَ ميزان القوة مائلًا لقرطاج، حيث ظهرت قوة جديدة منافسة لها في البحر الأبيض المتوسط، وهي روما القديمة، والتي عُرفت لاحقًا باسم الإمبراطورية الرومانية.[٣]


تنافس الرومانيون والقرطاجيون على مدى 100 عام تخللها 3 حروب، قاتلوا فيها في البر والبحر، وسُميت هذه الحروب بالحروب البونيقية الثلاثة، خسرت فيها قرطاج في الحرب البونيقية الأولى، وفقدت على إثرها السيطرة على مستعمرة صقلية المهمة، ثم خسرت من جديد في الحرب البونيقية الثانية التي كانت بقيادة القائد القرطاجي حنبعل، وفقدت على إثرها جميع مستعمراتها الواقعة على سواحل البحر الأبيض المتوسط الأوروبية.[٣]


أما في الحرب البونيقية الثالثة، ففرضت روما على قرطاج حصارًا استمر لمدة ثلاث سنوات، وانتهى بسقوطها تمامًا في أيدي الرومان، الذين دمروها وأحرقوها، وبهذا سقطت قرطاج ومستعمراتها تمامًا في أيدي الرومان، الذين حولوها فيما بعد إلى واحدة من أهم المستعمرات الرومانية.[٣]


المراجع

  1. ^ أ ب "carthage", worldhistory, Retrieved 6/2/2023. Edited.
  2. ^ أ ب "Carthage", britannica, Retrieved 6/2/2023. Edited.
  3. ^ أ ب ت "carthage", nationalgeographic, Retrieved 6/2/2023. Edited.