من أين هارون الرشيد؟ وأين نشأ وترعرع؟

هارون الرشيد، هو كامل هارون الرشيد بن محمد المهدي بن المنصور العباسي، وهو خامس الخلفاء العباسيين، وقد حكم في الفترة ما بين 786 م إلى 809 م،^[١] وقد تولى الحكم وهو في سن العشرين، وتميّزت فترة حكمه بازدهار وقوة الدولة العباسية، ويُقال أيضًا أنها تراجعت في وقته.^[٢]

أصل هارون الرشد

هارون الرشيد هو ابن محمد بن عبد الله بن محمد بن علي المعروف بالمنصور، ثالث أبناؤه بعد إخوته موسى وعلي، وأمه هي خيزران بنت عطاء، من اليمن من مدينة جُرشية،^[٣] ولد في بلاد فارس المعروفة حاليًا باسم إيران، وتحديدًا في مدينة ري القريبة من طهران في عام 766م، وذلك عندما كان والده أميرًا عليها وعلى خراسان،^[٤] ويعود نسب هارون الرشيد إلى جده عبد الله بن عباس، وهو عم رسول الله صلى الله عليه وسلم، وابن عبد المطلب، جد الرسول صلى الله عليه وسلم.^[٥]

حياة وممات هارون الرشيد

طفولته وشبابه

نذكر فيما يأتي بعض المعلومات عن طفولة وشباب هارون الرشيد:^[٢][٦]

• نشأ هارون الرشيد في بلاط بغداد مع إخوته، وتعلم الرشيد معهم الشعر، والموسيقى، والقرآن، وتاريخ الإسلام.^[١]
• تدرب هارون الرشيد، وترعرع على يد مساعده ومدربه يحيى البرمكي، الذي كان ينتمي لعائلة فارسية.
• استمر يحيى البرمكي بتقديم النصح، والمشورة، للرشيد حتى سن 14، عندما أصبح قائدًا للحملات العسكرية ضد البيزنطيين.
• عُرف عن الهارون حبه للعلم، ومجالسته للعلماء، وللفقهاء، وللشعراء.
• تتلمذ الرشيد على يد عدد كبير من كبار المشايخ والعلماء، ومنهم:
• المفضل الضبّي: علم هارون الرشيد، البلاغة، والأدب.
• الكسائي: علم هارون الرشيد، الفقه والعربية والنحو والأدب.
• تشكّلت ثقافة الرشيد واهتماماته، بفضل أخذ العلوم، والمعارف من عدة مصادر.

وفاته

قضى هارون الرشيد حياته في السفر، والغزوات، والحج، والعمرة، وكان يتفقد أحوال الناس إلى أن توفي في إحدى سفراته إلى سناباذ في خراسان؛ حيث اشتد عليه المرض، وكانت وفاته في جمادى الأول من أيار من عام 193 هـ/ 808 م، عن عمرٍ يناهز 47 عامًا.^[٧]

معلومات عن هارون الرشيد

فيما يلي نذكر أهم المعلومات عن هارون الرشيد:

• ألقابه: لُقّب هارون، "بالرشيد"، وذلك بسبب حكمته في إبرام السلام مع البيزنطيين، إبان توليه البعثة الإسلامية، حيث وصلت مضيق البوسفور في عام 782، واستطاع عقد سلام معهم بشروط لصالح المسلمين،^[١] وقد لقب أيضاً برشيد "المستقيم" بعد تعيينه حاكمًا لتونس ومصر، وسوريا، وأرمينيا، وإقليم أذربيجان، في إيران.^[٢]
• صفاته: تمتع هارون الرشيد، بالعديد من الصفات، وعُرف ذلك من خلال الشعر العباسي عنه، ومن أهم تلك الصفات ما يأتي:^[٨]
• المجاهد: تميز هارون الرشيد، بهمته، ونشاطه، وشجاعته، وإقدامه، حيث كان يقود جيوش المسلمين بنفسه، فحافظ على بلدان المسلمين، وهزم الروم، وفرض عليهم الجزية.
• المتعظ: عُرف هارون الرشيد، برقة قلبه، وسرعة إنابته إلى الله، وذكره لله، واليوم الآخر.
• الكريم: تميّز الرشيد بكرمه، إذ كان يكرم العلماء والشعراء، وكان يعوض المزارعين عن خسائرهم عندما لا ينزل المطر، وأصبح عطاؤه محط أنظار الجميع.
• المهيب: كان الرشيد مهاب الجانب وله رهبة عندما يغضب من قياصرة الروم، ولكنه يحترمهم عندما يوفون بالتزاماتهم، هذه الهيبة والعظمة جعلت قياصرة الروم، يدفعون الجزية وهم صاغرون.
• الإمام القائد: اجتمعت في هارون الرشيد مقومات الإمامة والقيادة بكل مكوناتها، فقد اتصف بحبه للجندية، والمعسكرات، وجرأته وغيرته على كرامة الأمة، وجَمع أيضًا بين الحلم، والغضب.
• زوجته وأولاده: تزوج الرشيد من ابنة عمه جعفر بن أبي جعفر المنصور في عام 165هـ، واسمها زبيدة، وأنجبت للرشيد عدداً من الأولاد ومنهم الأمين، والمأمون.^[٩]
• إنجازاته: حقق هارون الرشيد العديد من الإنجازات في عهده نذكر منها ما يلي:^[١٠]
• استقبال العلماء، والشعراء، القادمون من جميع المناطق في بغداد.
• اشتهر عصره ظهور حكايات ألف ليلة وليلة المشهورة.
• قام بتقوية أركان الخلافة العباسية وأساسها، وأقر مختلف القوانين.
• تطورت البنية التحتية، مثل: الطرق، ووسائل النقل، والمرافق العامة، كمرافق التعليم، والصحة، والتجارة، وبنيت العديد من المباني الرائعة.
• امتلأت بغداد بالعديد من أنواع البضائع من جميع دول العالم.
• تحصيل كمية كبيرة من أموال الضرائب في خزينة الدولة.
• ازدهرت بغداد، وصارت مركزًا مهمًا للمعرفة، والتجارة العباسية.
• تمتعت خلافة الرشيد، بالقوة العسكرية الكبيرة، وامتد حكمه إلى الأراضي الواقعة من شمال إفريقيا، إلى هندوكوش الهندية، ومن مناطق من البحر الأبيض المتوسط ​​في الغرب، إلى الهند في الشرق.
• بُنيت في عهده دور العبادة، وبيت الحكمة.
• قام بتدمير البرامكة الذين شكلوا تهديدًا على الخلافة.
• تمت ترجمة العديد من الكتب إلى العربية، كالكتب اليونانية وغيرها.
• ساهمت الانتصارات التي حققها الخلفاء من قبله في تحقيق الرفاهية والرخاء في عصر الرشيد.