من هم الفينيقيون؟

يطلق على السكان الذين سكنوا منطقة فينيقيا؛ الفينيقيون أو الساميون، الكنعانيون، وهي مناطق الساحل الشرقي للبحر الأبيض المتوسط، في فلسطين ولبنان والأجزاء الجنوبية من سوريا، حيث تألفت الحضارة الفينيقية من دول أو مدن مستقلة تشترك في لغة سامية ونظام عقائدي.[١][٢]


اشتهر الفينيقيون بالتجارة والإبحار بسبب موقع مدنهم الاستراتيجية على البحر في الألفية الأولى قبل الميلاد، وكانت المدن الرئيسية في فينيقيا (باستثناء المستعمرات) جبيل وصيدا وصور وبيروت، ومن الجدير بالذكر أن الحضارة الفينيقية لم تكن إمبراطورية أو دولة موحدة، بل كانت مجموعة من المدن، ويرجح البعض بأن اسم هذه الحضارة قد اشتق من الكلمة اليونانية القديمة Φοινίκη (Phoiníkē) التي تعني "الأرض الأرجواني"، وذلك لأن الفينيقيين اشتهروا في عصرهم بصبغتهم الأرجوانية الداكنة، وهي سلعة نادرة.[١][٢]


أين سكن الفينيقيون؟

سكن الفينيقيون أو الكنعانيون مدنًا عديدةً أهمها مدينة صور، وأودون (صيدا) وجبيل - التي أطلق عليها الإغريق "بيبلوس" - والتي اشتُقت منها الكلمة اليونانية biblos (بمعنى كتاب)، وكانت هذه المدن الساحلية على الجانب الداخلي من جبال لبنان، ثم توسعوا عبر المدن الساحلية للبحر المتوسط بسبب التجارة، فانشرت المراكز التجارية والمستعمرات الفينيقية غربًا عبر البحر الأبيض المتوسط، حيث ازدهرت الحضارة الفينيقية في قرطاج (مدينة في تونس) التي تعد أكبر المدن الفينيقية وأكثرها ازدهارًا من بين جميع المدن الأخرى، وكانت مدينة قرطاج من أكبر منافسي الجمهورية الرومانية.[٢]


التجارة في فينيقيا

اشتهر الفينيقيون بالتجارة والإبحار، وكونوا مكانة عظيمة لأنفسهم من خلال التجارة بالسلع الكمالية والمواد الخام من الأسواق الخارجية؛ هي دول البحر المتوسط إلى الشرق الأدنى، عن طريق تطوير مستوى عالٍ من مهارات بناء السفن، الذي مكنهم من الإبحار في مياه البحر الأبيض المتوسط ​​المضطربة في كثير من الأحيان.[٣]


وبسبب مهاراتهم بالإبحار والتجارة وصل البحارة الفينيقيين إلى بريطانيا، وإلى موانئ بلاد ما بين النهرين، إّ أثبتت الأدلة التي جمعها علماء الآثار من حطام السفن الفينيقية على وجود بعض البضائع الثمينة مثل: سبائك من النحاس والقصدير، وأواني التخزين التي يعتقد أنها احتوت على الفخار والنبيذ والزيت والزجاج والمصوغات الذهبية والفضية والخزف المزجج الثمين وأدوات الفخار المطلية وحتى الخردة المعدنية، ولأن بضائعهم كانت ذات قيمة عالية جدًا، فقد نجت فينيقيا في كثير من الأحيان من العديد من الغارات العسكرية التي عانت منها مناطق أخرى في الشرق الأدنى.[٣]


الصناعة في فينيقيا

كانت مدينتا صيدا وصور، هما أشهر مدينتني للصناعة في مدن فينيقيا، حيث ازهردت صناعة الزجاج في صيدا، فكان الفينيقيون في صيدا من أمهر صناعي الزجاج، لدرجة اعتقاد البعض أنهم من اخترع الزجاج، وبرعوا في صناعة الخزف المزجج، وهو من المصنوعات الفخارية المزينة والمميزة التي تميز بها الفينيقيون، حيث وُجد كميات كبيرة منها في مختلف المناطق التي كان الفينيقيون يتاجرون فيها، واشتهروا أيضًا بالمصنوعات الفضية والبرونزية.[٣]


ومن أهم صناعات الفينيقيين؛ صناعة الأصباغ، التي استخرجت من إفرازات حلزون البحر الموركس، وصُنعت بالألوان الوردية والأرجوانية، حيث كانت تسمى هذه الأصباغ المشهورة والمطلوبة في روما Tyrian Purple، نسبة إلى مدينة صور الفينيقية حيث صنعت، وكانت قيمتها تساوي أكثر من وزنها بالذهب.[٢]


المراجع

  1. ^ أ ب "Phoenicia"، britannica، اطّلع عليه بتاريخ 30/8/2022. Edited.
  2. ^ أ ب ت ث "Phoenician Civilization"، ageofempires، اطّلع عليه بتاريخ 30/8/2022. Edited.
  3. ^ أ ب ت "phoenicia"، worldhistory، اطّلع عليه بتاريخ 30/8/2022. Edited.