تأسست الدولة العباسية في عام 132هـ، وعاصمتها بغداد، بعد انقلاب مجموعة من نسل العباس على الدولة الأموية، وانتصارهم على الأمويين في معركة الزاب، حيث ضعف الأمويون بسبب ضعف أمرائهم، مما دفع العباسيين إلى إعلان ثورة مفتوحة، أدت إلى استلام الخلافة العباسية الحكم على لدولة الإسلامية، واستمرت فترة حكمهم ثمانية قرون حتى غزو المغول الدولة العباسية، وتدميرها بغداد، واشتهرت الدولة العباسية بالتجارة والصناعة والفنون والعلوم، لا سيما في عهد المنصور وهارون الرشيد والمأمون.[١][٢]


مؤسس الدولة العباسية

يعتبر أبو العباس عبد الله بن محمد بن علي بن عبد الله بن عباس، أول خليفة عباسي، ومؤسس الدولة العباسية، ولد في الحميمة، الأردن، عام 104 هـ، وترعرع بها، وكان يتصف بالقوة والحزم والذكاء وحسن الخلق، فقال عنه ابن الطقطقي: "كان كريمًا حليمًا عاقلًا، كثير الحياء حَسَنَ الأخلاق"، ويُلقب أبو العباس بأبي العباس السفاح، بسبب اعتداءاته وحملاته ضد الأمويين، إذ أباد أبو العباس جميع الأمويين في الشام، ونقل الحكم والخلافة للعباسيين في العراق حيث كانت عاصمتهم الأولى الكوفة.[٣]


وبالرغم من كون أبي العباس المؤسس الفعلي للدولة العباسية، إلّا أن أبا جعفر المنصور هو المؤسس الحقيقي للدولة، وهو المنصور عبد الله بن محمد بن علي بن عبد الله بن العباس، ولد في الحميمة، الأردن عام 95 هـ، عُرف عنه الجد والحزم والصلاح، وهو ثاني الخلفاء العباسيين والأخ الأكبر لأبي العباس، استلم الخلافة العباسية من بعده، حيث يعتبر المؤسس الحقيقي للدولة العباسية، ففي عهده ازدهرت الدولة العباسية، وأمر ببناء مدينة بغداد، ونقل عاصمة الخلافة العباسية من الكوفة إلى بغداد، لتصبح بغداد حاضرة الدولة العباسية.[٤][٢]


عاصمة الدولة العباسية

بنى الخليفة أبو جعفر المنصور مدينة بغداد، عاصمة الخلافة العباسية وعاصمة العراق الحديث، تقع بين نهري دجلة والفرات؛ مما جعلها مركزً مثاليًا لإنتاج الغذاء لسكان الدولة، وبسبب موقعها الاستراتيجي بين آسيا وأوروبا، أصبحت بغداد موقعًا رئيسيًا على طرق التجارة البرية بين القارتين، تم تبادل الكثير من البضائع فيها كالعاج والصابون والعسل والألماس، وبرع أهل بغداد في صناعة الحرير والزجاج والبلاط والورق، وصدّروه إلى مختلف الدول.[٥]


أيضًا أتاح الموقع المركزي ونشاطات التجارة الحيوية للمدينة، استقطاب الناس من جميع البلاد، بمن فيهم العلماء، حيث اشتهرت بغداد بدار الحكمة، وهي مكان علم عمل فيه العلماء العرب على ترجمة النصوص اليونانية وتطوير العلوم، ولهذا سميت هذه الحقبة، من القرن السابع إلى القرن الثالث عشر الميلادي، بالعصر الذهبي للإسلام.[٥]


وعند البناء حافظ العباسيون على شبكة الطرق وطرق التجارة التي أنشأها الفرس قبل تولي الدولة الأموية خلافة الدولة الإسلامية، ووصف المؤرخ ياقوت الحموي مدينة بغداد في القرن العاشر في كتاباته قائلًا: "شكلت مدينة بغداد نصف دائرتين كبيرتين على الضفتين اليمنى واليسرى لنهر دجلة، بقطر اثني عشر ميلاً، احتوت على ضواحٍ عديدة، مغطاة بالحدائق، والفيلات، والمتنزهات الجميلة، والمساجد والحمامات المبنية بدقة، وفي عصور ازدهارها بلغ عدد سكان بغداد وضواحيها أكثر من مليوني شخص".[٥]


المراجع

  1. "Abbasid caliphate", britannica. Edited.
  2. ^ أ ب "العصر العباسى"، وزارة السياحة والآثار المصرية، اطّلع عليه بتاريخ 18/10/2022. بتصرّف.
  3. "أبو العباس السفاح"، هنداوي، اطّلع عليه بتاريخ 18/10/2022. بتصرّف.
  4. "خلفاء العصر العباسي"، الألوكة، اطّلع عليه بتاريخ 21/8/2022. بتصرّف.
  5. ^ أ ب ت "The golden age of Islam", khanacademy, Retrieved 18/10/2022. Edited.