هولاكو خان: حياته، وإنجازاته، وأكثر

• اسم هولاكو: يدعى بهوليغو أو خوليجو بالمنغولية، أو هولاكو بالعربية، وهو ابن تولوي وسورغاغتاني بيكي أميرة الكيرايت، بالإضافة إلى أنه كان حفيد جنكيز خان، وأخاً لأريك بوكي، ومونكو، وقوبلاي خان.^[١]
• لقب هولاكو: لقب هولاكو بالخان العظيم؛ لأنه أول مؤسس للإمبراطورية الهولاكية.^[١]
• أصل هولاكو: كان هولاكو أحد أفراد الإمبراطورية المغولية، وقد بدأ يغزو العالم من بلاد فارس وهي إيران حاليًا.^[١]
• مهنة هولاكو: كان هولاكو حاكمًا مغوليًا غزا الكثير من مناطق جنوب غرب آسيا.^[٢][١]
• عمر هولاكو: ولد هولاكو عام 1217 ميلادياً، وقد توفي في الثامن من شهر فبراير عام 1265 ميلادياً عن عمر يناهز 48 عامًا.^[٣][١]

مراحل حياة هولاكو خان

مرحلة الطفولة

إليك مراحل طفولة هولاكو:^[٤]

• ولادة هولاكو: ولد هولاكو في 15 من شهر أكتوبر، وكان أبوه يسمى تولوي وأمه سورغاغتاني بكي، وقد كانت أمه أميرة من قبيلة الكيرايت والتي كانت تسيطر على معظم السياسات المغولية، وقد كانت تطمح لأن يصبح أولادها قادة في المغول، وقد كان لهولاكو ثلاثة أشقاء وهم أريك بوكي ومونكو وكوبلاي خان.
• تقسيم المناطق: قسمت المناطق التي سيغزونها كل أخ من أخوان هولاكو عام 1251 في وقت صعود مونكو خان إلى العرش، وقد كان هولاكو المسؤول عن غزو غرب آسيا عن طريق قتل الإسماعيليين، وقد كان مونكو أحد عظماء المغول ولكن في عام 1255 عين مونكو بشكل رسمي هولاكو مؤسساً لسلطة المغول في المنطقة الإسلامية.
• خطة الغزو: خطط مونكو لسحق جماعة اللور وهو عبارة عن مجتمع في جنوب إيران، وتشمل الخطة تدمير طائفة الحشاشين وهزيمة الخلافة العباسية في بغداد، والانتقام من الأسرة الأيوبية في دمشق، والانتصار على السلطنة المملوكية في مصر وقد بدأ أول غزو لهولاكو عام 1256 ميلادياً.

الحياة الشخصية

إليك أهم المعلومات الشخصية عن هولاكو:^[٥]

• الزوجة: كانت زوجة هولاكو تدعى بدوقوز خاتون وهي مسيحية الديانة مثل والدة هولاكو، وقد كانت أميرة قيراط من القرن الثالث عشر وحفيدة توغرول وقد ربتها تولوي بعد وفاة جدتها وبالرغم من ذلك تم تزويجها من هولاكو بعد وفاة تولوي، وقيل أنه خلال حصار بغداد تم إنقاذ العديد من المسيحيين بسبب تدخل دوقوز.
• الأولاد: كان لدى هولاكو ثلاثة أطفال وهم أباقا خان وتكودار وترقاي، وقد كان أباقا هو الإيلخان الثاني لإيران بالفترة ما بين 1265 إلى 1282 ميلادياً، كان تكودار أحمد هو ثالث إيلخان بالفترة ما بين 1282 إلى 1284 ميلادياً، أما عن ابن ترقاي فقد أخذ منصب الإيلخان في عام 1295 ميلادياً.

الحياة العملية وإنجازات هولاكو خان

بدأ هولاكو حياته كقائد على رأس جيش كبير في فصل الخريف عام 1253 ميلادياً ثم:^[٦]

• سافر هولاكو على قدر استطاعته على طول طريق جيد نوعًا ما، وقد تم إزالة معظم العوائق الطبيعية منه ولم يعبر نهر أوكسوس، ثم عبر الحدود بين خانات شاغاتاي وبلاد فارس حتى وصل عام 1256.
• في نهاية عام 1256 تمت السيطرة على معظم القلاع الإسماعيلية وكان السيد الأكبر سجينًا على أيدي المغول، وقد أرسل السيد الأكبر إلى منغوليا وتم إعدامه هناك بأمر من الخان العظيم، ثم تم القضاء على الطائفة الإسماعيلية بالكامل بعد المذبحة التي وقعت بعد إعدام السيد الأكبر.
• أبقى هولاكو العلاقات الدبلوماسية مع الخليفة المستعصم من مكان إقامة هولاكو في منطقة همدان، ولكن رفض الخليفة الاستجابة لمطلب المغول بالاستسلام، بعد ذلك قام هولاكو بالاقتراب من بغداد وفي عام 1258 ميلادياً انهزم جيش الخليفة المستعصم، ثم بعد 4 أيام جاء هولاكو بنفسه أمام أسوار بغداد، وأعلنت بغداد استسلامها وسيطر هولاكو على المدينة، وبعد 10 أيام تم إعدام المستعصم.^[٧]

حملات هولاكو العسكرية

حصار بغداد

ذهب جيش هولاكو المغولي إلى مدينة بغداد عام 1257 ميلادياً، وعندما اقترب هولاكو من المدينة قسم قواته على ضفتي المدينة الشرقية والغربية لنهر دجلة، طلب هولاكو من الخليفة المستعصم الاستسلام ولكنه رفض، صد جيش المستعصم بعض قوات هولاكو المهاجمة ولكنه هزم في المعركة الثانية، وقام المغول بكسر السدود وإغراق الأرض تحت جيش الخليفة ثم ذبحوهم وأغرقوهم، فرض المغول حصاراً على المدينة عام 1258 وقاموا ببناء حاجز، وقد سيطر المغول في معركة قصيرة على جزء من جدار المدينة ثم استسلمت بغداد ودخل المغول المدينة منتصرين ودمروها.^[٨]

غزو سوريا

شن هولاكو حملته على سوريا نهاية عام 1259م، فتم احتلال حلب في يناير من عام 1260، وأرسل إليها عشرة آلاف جندي بعد أسبوع من الحصار، فقاموا بنهبها وتدميرها وقتل أهلها، ثم سيطر المغول على دمشق بعد أن تركها الناصر الأيوبي الثاني وفر منها هارباً إلى الأردن وفلسطين، وفي ذلك الوقت اجتمع كبراء دمشق وأعيانها وقرروا أخذ مفاتيح المدينة ليسلموها إلى هولاكو، ثم يطلبوا الأمان منه كما فعل أهل حماة، ولم يخالفهم في قرارهم إلا قلة تحصنت في قلعة دمشق ظلت تحارب حتى النهاية، وهكذا سلمت مفاتيح دمشق إلى جيش التتار، وأعطوا أهلها الأمان.^[٩][١٠]

معركة عين جالوت

خرج قطز في أغسطس من عام 1260م على رأس الجيوش المصرية ومن انضم لهم من المقاتلين من دول أخرى لقتال المغول، واشتبك المسلمون مع المغول في 3 سبتمبر من العام 1260م، وقضى المغول على طلائع الجيش المسلم، غير أنهم لم يستسلموا حتى فر المغول هاربين إلى التلال المجاورة بعد أن مات قائدهم كيتوبوقا في أرض المعركة، وكانت هذه الهزيمة الأولى للمغول منذ جنكيز خان، وقد كان لهذه المعركة تأثير كبير على المغول فقد وقفت حملات غزو المغول في الشرق والجنوب، وقد قام المسلمون بطرد المغول خارج سوريا.^[١١]

حملات أخرى

رجع هولاكو إلى بلاده عام 1262 ميلادياً، ولم يقبل التتار هزيمة عين جالوت فأرسلوا جيشاً قوامه 6000 فارس إلى شمال سوريا، وفي 5 نوفمبر هزموا على يد جيش مملوكي بالقرب من حمص، ولكن عندما قام هولاكو بمهاجمة المماليك والانتقام لهزيمته في عين جالوت، وقتله للخليفة أدى ذلك إلى حصول حرب أهلية مع بيرك شقيق باتو خان والذي كان مسلمًا وقد وعد المسلمين بالانتقام من هولاكو بعد أن نهب بغداد، واستمرت الحروب بينهما فترة من الزمن.^[١٢]

جوانب أخرى من حياة هولاكو خان

هواياته واهتماماته

سافر التجار الإيطاليون نيكولو ومافيو بولو إلى مكان إقامة هولاكو ومكثوا في أوزبكستان حاليًا، وقد كانوا مختصين في ألعاب الكرة والصولجان، وقد مكثوا في أوزبكستان من عام 1261 وحتى 1264 ميلادياً، ثم انتقل التاجران إلى سفارة في كوبلاي خان بأمر من هولاكو، وفي عام 1266 وصل أفراد بولو المتعلمين إلى بلاط قوبلاي خان وهي بكين في الصين حاليًا، وقد سكنوا هناك لعدة سنوات ثم في عام 1291 أرسلهم كوبلاي لمرافقة الأميرة كوكوشين إلى أرغون خان وهو حفيد هولاكو.^[١٣]

أيامه الأخيرة ووفاته

شارك هولاكو في الفترة ما بين 1262 وحتى 1263 ميلادياً في القتال في منطقة تسمى قوقاز مع ابن عمه بيرك والذي هو زعيم القبيلة وحليف أعدائه حكام مصر المماليك وقد حصل ما يلي:^[١٤]

• انتصرت قوات هولاكو في بداية الأمر ثم عبرت نهر تيريك إلى أراضي ابن عمه بيرك ولكن هذه القوات عادت بخسائر ضخمة لا تحتمل فقد غرق الكثير منهم في النهر عندما تكسر الجليد بسبب حواف خيولهم أثناء مشيهم عليه.
• حصلت العديد من الانتفاضات وحملات القمع في مدينة موصل وفارس وكانت هذه في آخر أيام حكم هولاكو.
• توفي في الثامن من شهر فبراير عام 1265، وقد دفن على صخرة ضخمة تقع على ارتفاع 1000 قدم فوق شاطئ جزيرة تسمى شاهي في بحيرة أورميا.
• دفن على الطراز الوثني التقليدي كما دفن أمراء المغول من قبل، ودفن معه أيضًا فتيات لخدمة الحاكم في الآخرة كما كان يُعتقد.

هولاكو في الإعلام والأدب

• في الأدب: قام هولاكو بتأسيس الدولة الإلخانية وهي مهد الطريق للسلالة الصفوية، ومن هنا بدأت تتأسس دولة إيران وهذا أثر عليها وجعلها دولة منفتحة على التأثيرات الأوروبية والصينية، وانفتحت الطرق الثقافية بين الشرق والغرب، وقد بدأ المؤرخون الإيرانيون الكتابة باللغة الفارسية بدلًا من العربية مما دل على إحياء الثقافة الإيرانية.^[١٥]